حذرت اختصاصية تغذية علاجية، نائب رئيس جمعية أصدقاء الصحة أريج السعد من مخاطر ارتفاع معدلات الإصابة بالسمنة بين الأطفال تحديدا وتفاقمها في ظل انتشار وباء «كوفيد-19» وتبعاته السلبية على الأنظمة الغذائية والاقتصاد والحياة اليومية للأطفال على مدى العامين الماضيين، موضحة أن تقديرات منظمة الصحة العالمية تشير إلى أنه في عام 2020 كان هناك 39 مليون طفل دون سن الخامسة يعانون من زيادة الوزن أو السمنة، وأن انتشار السمنة بين أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و19 عامًا قد ارتفع من أقل من 1% عالميًا في عام 1975 إلى 6% للفتيات و 8% للذكور في عام 2016. وقالت إن هذا الارتفاع العالمي لمعدلات السمنة بين الأطفال يعد تحديًا خطيرًا وطويل الأمد على الصحة العامة، حيث حذر الاتحاد العالمي لمكافحة السمنة في تقرير نشر في نوفمبر 2020 من احتمالية تفاقم الوضع مع تفشي وباء كورونا حول العالم، مشيرة إلى دراسة جديدة نشرت حديثا لمركز مكافحة الأمراض والوقاية الأمريكي، أجريت على 432302 شخصًا تتراوح أعمارهم بين 2 و19 عامًا، خلصت إلى أن نسبة الأطفال والمراهقين الذين يعانون من السمنة المفرطة ارتفعت إلى 22%، مقارنة بـ 19% قبل الوباء. وبينت اختصاصية تغذية علاجية أريج السعد بأن جائحة كورونا أثّرت على نمط حياة الأطفال بشكل كبير، في نواحٍ عديدة من أهمها النشاط البدني، إذ اتسمت حياة الأطفال بالخمول الحركي نتيجة لإغلاق المدارس والحدائق والمناطق المخصصة للعب، وخاصة في ظل طبيعة التعلم عن بُعد التي أدَّت إلى جلوس الطفل أمام الأجهزة الإلكترونية فترات طويلة للدراسة، موضحة أن التغيير الذي طرأ على طبيعة مرحلة الطفولة أثر في نشاط الطفل، ما أدَّى إلى انتشار زيادة الوزن وارتفاع معدلات السمنة بشكل ملحوظ بين الأطفال، إضافةً إلى بروز تشكلات جسمية نتيجة للجلوس فترات طويلة، من أهمها بروز البطن (الكرش). وأكدت أن التزام الطفل بجدول يومي محدد يبدأ بالذهاب إلى المدرسة ثم فترة اللعب والنوم في ساعة محددة، يُعتبر عاملاً مهمّا جدّا لتحديد نمطية وجبات معينة، حيث أصبح هذا صعباً في ظل وجود الأطفال في المنزل طوال الوقت، ما شكّل عشوائية في الوجبات، وبالتالي نمط حياة غير صحي، منوهة إلى أن تأثير جائحة كورونا في السلوكيات الصحية العامة التي لها أثر كبير في هذه المرحلة على النمو السليم، منها السهر وعدم التزام النوم مبكراً وعدم النوم ساعات كافية، والتي لا يجب أن تقل عن 8 ساعات ليلاً، إضافة إلى إهمال وجبة الفطور التي تُعتبر محركًا لعمليات الأيض في الجسم، وغيرها من السلوكيات مثل تناول وجبة عشاء متأخرة. وتقدمت اختصاصية التغذية بنصائح عامة إلى أولياء أمور الأطفال الذين يعانون من السمنة بضرورة التعامل مع المشكلة بصورة جدية والعمل على تحسين صحته بشكل عام، حتى لا يكون عرضة لأمراض السمنة في عمر مبكر، وذلك من خلال وضع منظومة جيدة تصلح لأن يتبعها جميع أفراد الأسرة معاً، وتكون من باب القدوة والتشجيع والتحفيز، مع الحرص على استمراريتها وجعلها أسلوب حياة دائم، كذلك العمل على زيادة الوعي لديهم وتشجيعهم على تناول وجبة الإفطار يومياً، كذلك الحرص على أن يحصل الطفل على 8 أو 9 ساعات من النوم الهادئ يومياً، فقد أثبتت الدراسات أن قلة ساعات النوم تؤدي الى زيادة الوزن إلى جانب تشجيع الطفل على الحركة وممارسة النشاط البدني وتقليل وقت مشاهدة التلفاز والجلوس علي الألعاب والإنترنت إلى 2 أو 3 ساعات يومياً، فكثرة الجلوس على وسائل التكنولوجيا - كما تقول الأكاديمية الأمريكية لأطباء الأطفال - تشجع الطفل على الأكل بدون أن يشعر، وتزيد من شعور الخمول والكسل لديه.
مشاركة :