الكسل الفكري

  • 1/8/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

عندما نتحدث عن الفكر والتفكير فأن ذلك يعود لأهمية التفكير في حياتنا، حيث أن فكر الشخص هو الذي يحدد شخصيته وتوجهه، فكلما كان الأنسان صاحب فكر وتفكير في كل مايدور من حوله فأنه يكون قد حصن نفسه من آراء الآخرين التي قد لا تتناسب مع تفكيره وآراءه. يقال بأن الفيلسوف الألماني ايمانيول كانت الذي عاش في القرن الثامن عشر ميلادي كانت له مقوله شهيرة في هذا الجانب حيث يقول: من أسباب حالة القصور عند الكثير من الناس الكسل الفكري فتكاسل الناس عن الاعتماد على أنفسهم في التفكير أدى من جهة الى تخلفهم، وبالفعل اذا توقف الانسان عن التفكير وجعل الاخرين يفكرون عنه فانه قد يتجه إما الى الجهل بالأشياء المحيطة به أو تبني فكر أولئك الآخرين وخاصة اذا كان فكرهم مسيء للدين أو الوطن، وهذا أمر خطير جداً قد لا يشعر به البعض، أو يصابون بالتبلد عن التفكر والتفكير وهذا مؤشر خطير جداً على النشء مما نطلق عليهم الأصابة “بالكسل الفكري”. ولكن كيف لنا أن نحصن أولادنا من الكسل الفكري ونشجعهم على التفكير بصورة مستمرة حتى يصبحوا ذو تفكير مستقل ليس دخيل عليهم من أحد، فالمنزل عليه دور كبير في تشجيع الأولاد بتجنب الكسل الفكري من خلال ارشادهم باالتخفيف من استخدام التقنية الحديثة والحد من استخدامهم البحث الإلكتروني عن أي معلومة يريدونها لأن ذلك الأمر لا يجعلهم يفكرون بعقولهم ولا يمكن لهم ان يحللوا ذلك الأمر هل هو صحيح أم لا، وهذا يؤثر جداً على انتشار الكسل الفكري بينهم، فالمناقشة المستمرة والاستماع للأبناء بإنصات فيما يسألون عنه واجابتهم قد يساعدهم على التفكير، كذلك المدرسة والتي يقع عليها العبء الأكبر في تحصين أبنائنا من الكسل الفكري من خلال تشجيعهم على القراءة في مواضيع شتى ومساعدة الطلاب والطالبات على التفكير من خلال تكثيف القراءة والاطلاع، لأن عدم القراءة يؤدي الى الجهل بالاشياء التي حولنا . عموماً الكسل الفكري إذا أصاب أي فرد فإن فكره يتعطل ولا يستطيع التفكير في أي أمر يخصه، وقد لا يستطيع الاعتماد على نفسه في اتخاذ أي قرار في حياته، ويصبح حبيس لأفكار الآخرين يتلقى منهم أفكارهم ويطبقها، ولذلك علينا الانتباه من الكسل الفكري بأن لا يتغلغل في أبنائنا وأن نساعدهم على عدم الوقوع فيه . رأي محمد الشويعر m.alshuwaier@saudiopinion.org

مشاركة :