ناقشت الجلسة الاولى للمنتدى الخليجي الثالث للإعلام السياسي الذي انطلقت فعالياته صباح اليوم ،دور الاعلام التقليدي" الصحافة او الاذاعة او التلفزيون" في تعزيز ثقافة السلم الاهلي ،والحفاظ على دعائم الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة وكيفية تجنب اساءة استغلال هذه المنابر لقطع الطريق على التطرف والارهاب . ادار الجلسة خليل الذوادي الامين العام المساعد بجامعة الدول العربية ،وشارك بها كل من حسن معوض مقدم برامج حوارية بقناة العربية ،ونارت بوران مدير عام قناة سكاي نيوز عربية ، و د.خالد الجنفاوي كاتب صحفي بجريدة السياسة الكويتية . واكد الذوادي على الاهمية الكبيرة التي يلعبها الاعلام سواء التقليدي او الحديث في وقتنا الحاضر ،لافتا الى انه اذا اعتبرنا الحروب العالمية الاولى والثانية وهي حروب اسلحة ثم الحرب العالمية الثالثة المتمثلة في الحرب الباردة والحروب الكونية فسنجد ان الحرب العالمية الرابعة تتمثل في حروب الاعلام ،قائلا ان ابرز مثال على ذلك ما شهدناه من خلال نقل مباشر لحرب الخليج الثانية على القنوات الفضائية . واعتبر الذوادي ان الحديث عن الاعلام التقليدي لا يعني بالضرورة غض الطرف عن وسائل التواصل الاجتماعي ،ولكن يجب في الوقت ذاته ان يلتزم الجميع سواء الاعلام التقليدي او الاعلام الجديد بالموضوعية والدقة ،مضيفا ان اي اعلامي ينشد الحرية المسئولة ،لافتا الى ان الحديث عن ضرورة وجود تشريعات وقوانين لضبط الاداء الاعلامي لا يعني ذلك تقييد الحريات ،قائلا ان التزامنا بتقاليدنا واحترامنا بعضنا البعض هو امر هام وضروري خاصة مع الانفتاح الاعلامي الكبير الذي نراه حاليا ،من خلال الفضاء المفتوح فاصبح الامر يتعلق بالسلم القومي وليس السلم الاهلي فقط. بدوره رأى حسن معوض ان الاعلام لا يجب ان يكون اداة توجيه مباشر وانما يجب ان يعزز السلم الاهلي من خلال المهنية والدقة في تناول الاخبار ونقلها من اجل حماية المجتمع من اي اخبار كاذبة او غير دقيقة قد تؤدي الى مشامل كبيرة ،مضيفا ان الاعلام يجب ان يلتزم بالموضوعية وليس الحياد ،مشيرا الى ان هناك فرق بين الموضوعية والحياد وانه لا يوجد ما يسمى بالحياد المطلق في الاعلام . وقال معوض انه ليس من عشاق وسائل التواصل الاجتماعي كمصدر رئيسي للمعلومات ،موضحا ان تلك الوسائل التابعة لأفراد لا نعلم عنهم شيء ولا ندري مدى التزامهم بمعايير الدقة والموضوعية في نقل الاخبار مما قد يؤثر على مصداقية من نستقيه من اخبار من تلك الوسائل ،اضافة الى ان هناك اشخاص يدعون الى الفتنة ويحرضون على الارهاب عبر وسائل التواصل الاجتماعي ،او بما يكونوا ناشطين ،والناشط لا يجب ان يكون صحفي او اعلامي لانه سيدافع عن فكره. واضاف معوض انه حتى اذا كان هناك اعلامي او صحفي لديه فكر او سياسة معينة لا يجب ان يطغى هذا الفكر وتلك السياسة على سياسة المؤسسة الاعلامية التي يعمل بها ،موضحا ان الاعلامي الناشط عندما يدخل مؤسسته الاعلامية يجب ان ينحي رأيه جانبا ويمثل مؤسسته ،مطالبا بضرورة ان تقوم المؤسسات التشريعية بدورها في تشريع القوانين التي تمنع اثارة الفتن عبر الاعلام . من جانبه اعتبر نارت بوران انه اصبح ليس هناك فرق بين وسائل التواصل الاجتماعي وبين الاعلام التقليدي ،لافتا الى ان وسائل التواصل الاجتماعي اصبحت جزء من الاعلام ،مشيرا الى ان الخطر الذي لابد الانتباه له هو ما يسميه بظاهرة تبييض الاخبار ،من خلال صياغة خبر معين غير دقيق او كاذب وتناقله بين عدد من وسائل الاعلام حتى يصبح في النهاية التعامل معه على انه خبر صحيح . ورأى بوران ان البرامج الحوارية على سبيل المثال اصبحت الان امام تحدي كبير ولم تعد مثل السابق مقتصرة على موعد البرنامج فقط ،بل اصبح الامر الان مرتبط بوسائل التواصل الاجتماعي ،واصبح مقدم البرنامج الحواري يستمر في مناقشة قضية ما حتى بعد انتهاء برنامجه من خلال وسائل التواصل الاجتماعي وقد يستمر الامر لأيام ،مؤكدا على ضرورة ان يكون هناك التزام بمعايير المهنية والموضوعية وان تفرض القناة سياستها على مقدم البرنامج وليس العكس. من جهته قال د.خالد الجنفاوي اكد على اهمية ان تقوم المؤسسات الاعلامية التقليدية بتقصي الاخبار بشكل مهني وموضوعي ،لافتا الى ان اهم هدف للصحافة التقليدية هو تكوين رأي عام مستنير يعكس عدالة وعقلانية المجتمع وحرصه على الممارسات الايجابية ،قائلا ان الصحافة التقليدية يجب ايضا ان ترتكز على الوحدة الوطنية بكل تفاصيلها ومبادئها ونشر الوسطية في المجتمع ،مؤكدا على اهمية تفاعل الصحافة التقليدية مع نظيرتها الالكترونية ،وان تساهم في تماسك المجتمع ،موجها الى ضرورة ان تفرق الصحافة التقليدية فيما بين مصالحها التجارية وبين مسئوليتها الوطنية والمجتمعية والتاريخية . وتطرق الجنفاوي الى صحافة المواطن الموجودة حاليا والذي يمكن لاي مواطن ان يمارس دور الصحفي من خلال التقاط صور او تسجيل فيديو ونشره ،معلقا على هذا بانه قد كسر موانع الصحافة التقليدية ولكنه ما زال يصعب تصنيفه على انه صحافة ،مؤكدا على اهمية وجود قوانين تحكم الصحافة التقليدية والالكترونية ،ولكن في نفس الوقت تكون تلك القوانين من المرونة في ان تستوعب تلك الصحافة ،مطالبا بضرورة التزام كل المؤسسات الاعلامية بميثاق الشرف الاعلامي . واعتبر الجنفاوي ان وسائل التواصل الاجتماعي لا تمثل اعلام بمعنى الكلمة ،مشيرا الى ضرورة التفرقة بين وسائل التواصل الاعلامي التابعة لمؤسسات اعلامية وبين تلك التي تتبع افراد ،متوقعا ان يتم تقسيم وسائل التواصل الاجتماعي في المستقبل طبقا لقطاعات المجتمعات كل على حدى ،كقطاع الاقتصاديين او السياسيين ،حيث ستكون في المستقبل اكثر تخصصا .
مشاركة :