خروج حزين وغير المتوقع لمنتخبنا الوطني الأول من الدور الأول من بطولة كأس العرب المقامة حاليا في العاصمة القطرية الدوحة، وبمستوى فني متذبذب ومتفاوت في مبارياته الثلاث، وبحصيلة ضعيفة جدا «نقطة واحدة من أصل 9 نقاط»، ودون أن يتمكن من تسجيل أي هدف والوصول لشباك الخصوم، فيما تكبدت شباكنا 4 أهداف. تلك النتائج والمستوى غير المقنع والمتوقع جعلت الغالبية العظمى من الجماهير البحرينية والنقاد والمتابعين والمهتمين بالكرة البحرينية يشككون في قدرات منتخبنا الأول، خصوصا مع المستوى الفني الجيد الذي ظهر عليه منذ بداية 2019، وتحديدا خلال مشاركته في كأس أسيا بالإمارات ومرورا ببطولة غرب آسيا وخليجي 24، ووصولا لتصفيات كأس العالم. الكثير من الأصوات تحدثت عن الخروج المستحق والجميع أدلى بدلوه في هذا الجانب، فبعض رمى أسباب الخروج على المدرب البرتغالي هيليو سوزا، سواء في طريقة تعامله مع المنتخب وتشكيلاته المتنوعة، أو من الجانب الفني وقراءاته للمباريات وتغييراته وقناعاته في طريقة وأسلوب اللعب، وبعض آخر رمى الكرة في ملعب اتحاد الكرة وطريقة إعداد المنتخب والمباريات الاستعدادية والتحضيرية التي خاضها مع منتخبات لم تجلب له الكثير من الاستفادة على الجانب الفني. العامل البدني العامل والسبب الأكبر في ظهور منتخبنا بصورته التي شاهدناها في «المونديال» العربي ربما يكون العامل البدني والفني، ولعل التوقفات التي ضربت دوري ناصر بن حمد الممتاز وعدم خوض المنافسات المحلية بكثافة في الشهور الماضية أثر بشكل كبير على المخزون البدني واللياقي على لاعبي المنتخب، ولا يمكن تغافل دور المدرب سوزا في عدم الاستفادة من المباريات الودية الدولية التي خاضها في الشهور الثلاثة الماضية «سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر»، لا سيما أنه لم يستقر على تشكيلة ثابتة، بل عمد إلى اللعب في كل مباراة بتشكيلة وأسماء متغيرة ومتنوعة. وعودة للوراء قليلا، وتحديدا قبل خوض «الأحمر» منافسات غرب آسيا وخليجي 24 التي ظهر خلالها المنتخب بصورة لافتة وبمستويات فنية أشاد بها الجميع، فإن منتخبنا خاض إعدادا مثاليا ومتميزا من خلال معسكر خارجي أقيم في البرتغال، إلى جانب خوض العديد من المباريات الودية، ما يجعل اللاعبين يصلون لمعدل متقدم في جميع الجوانب الفنية والبدنية، وبالتالي وصول المنتخب لمعدلات جيدة من الجاهزية الكاملة. حرم وغياب البديل ومن الجوانب أو الأسباب التي يمكن أنها أثرت على منتخبنا، غياب اللاعب علي حرم الذي يعده الكثيرون واحدا من أهم الأعمدة الرئيسة التي يرتكز عليها منتخبنا في ظل الأدوار التي يلعبها على أرضية الملعب، وهذا ما يقودنا إلى العمل الفني الذي يقوم به المدرب سوزا وإمكانية سد الفراغات والثغرات التي يتركها غياب أي لاعب، وأيضا إلى مدى التطوير والتغيير في قائمة منتخبنا بعد مرور أكثر من سنتين على توليه مهامه وقيادته، ويمكن القول إن منتخبنا صار كتابا مفتوحا في ظل حالة الجمود التي يعيشها، سواء في الأسماء التي تمثله أو طريقة وأسلوب اللعب، وليس منتخبنا وحده فقط، بل كل المنتخبات خصوصا الخليجية. عموما تعددت الأسباب للخروج الحزين، وبالذات التي أدت إلى الخسارة الثقيلة من المنتخب العماني، والتي كانت مستحقة عطفا على ما قدمه «الأحمر» الذي يبدو أنه لم يكن بالجاهزية المطلوبة فنيا ونفسيا للمشاركة في بطولة كأس العرب، وبعد بداية جيدة نوعا ما بمستوى فني أجبر خلاله منتخبنا المنتخب المستضيف أمام نحــو 60 ألــف متفــرج أن يتراجع، لتأتي مواجــهة العــراق وتكـشــف أن منتخبــنا بدا كأنــه غــير قــادر على التفـوق، قبل أن ينهار أمام عمان.
مشاركة :