لم تكن خسارة منتخبنا الوطني الأول للمباراة الودية الدولية أمام الرأس الأخضر بهدف مقابل هدفين مستغربة أو مفاجأة، بقدر ما كان المستوى والأداء الذي ظهر عليه «الأحمر» والذي يمكن وصفه بأنه أقل من المتوسط من الناحية الفنية والبدنية. الكثير من السلبيات ظهرت على الأداء العام لمنتخبنا في هذه المباراة، خصوصا مع عدم الجاهزية البدنية للكثير من اللاعبين إلى جانب طول الفترة التي لم يتجمع فيها المنتخب والتي تمتد لنحو 3 شهور منذ آخر تجمع في يونيو الماضي. منتخب الضيوف تفوق في المباراة منذ البداية ونجح في السيطرة على الملعب بفضل الانتشار السليم والأسلوب السهل الذي لعب به، القائم على عملية الاستحواذ ومن ثم تبادل الكرة بطريقة مثالية، وسط غياب للاعبي منتخبنا في ظل عدم الضغط العالي ووجود مساحات وفراغات كبيرة، خصوصا على الأطراف واستغلها المنتخب الضيف جيدا وبصورة مميزة بوجود لاعب بحجم ريان مينديز. الشق الهجومي لمنتخبنا في المباراة لم يكن بالدرجة السيئة التي كان عليها في المجمل العام، خصوصا مع نجاحه في الوصول لمرمى الضيوف في عدة مناسبات، ولعل الأبرز في هذا الجانب هو هدف منتخبنا في المباراة من هجمة منظمة تحصل على إثرها على ركلة جزاء. وكان الأبرز أيضا هي فرصة كميل الأسود التي جاءت على إثر عمل جماعي منظم، إضافة إلى تسديدة عبدالله يوسف القوية، ولا ننسى أيضا فرصة مهدي حميدان من انفراد واضح في الشوط الأول. منتخبنا بدنيًا «صفر» أظهرت المباراة أن لاعبي منتخبنا في حالة بدنية سيئة وسلبية لم يتمكن بها من مجاراة القوة البدنية للمنتخب الضيف، خصوصا في الصراعات الثنائية والالتحام المباشر بين اللاعبين، وخسر «الأحمر» الكثير من الكرات بمجرد وجود صراع ثنائي على أرضية الملعب. التمرير الخاطئ نقطة سلبية أخرى ظهرت في المباراة، وهي خسارة الكرة بسهولة سواء عند الالتحام المباشر أو في عملية التمرير والتسليم، لدرجة أن منتخبنا خسر ما يفوق الـ50 كرة في هذا الجانب طوال شوطي المباراة، وهي نسبة عالية جدا لفريق أو منتخب يريد تحقيق نتيجة ما أو تقديم مستوى جيد. فراغات ومساحات كبيرة لم تتوقف السلبيات لدى منتخبنا في المباراة عند هذا الحد، بل امتدت لتصل إلى وجود مساحات كبيرة في خطوطه الثلاثة، خصوصا في الشق الدفاعي وتحديدا على أطراف الملعب، وعانى ظهيرا الجنب راشد الحوطي وسيد رضا عيسى كثيرا لإيقاف الكرات والهجمات في ظل غياب المساندة الحقيقية من لاعبي الأطراف مهدي حميدان وعلي مدن.
مشاركة :