قالت صحيفة ((ذا هيل)) الأمريكية في مقال رأي نشرته مؤخرا إن قوة أمريكا اليوم ليست بقوتها في السابق، وأنه لا ينبغي لها بعد الآن أن تتمسك بمفهوم الاستثناء الأمريكي. وجاء في المقال الذي نشر في 5 ديسمبر "لقد تغير العالم، ومع ذلك، فإن مفاهيمنا عن الاستثنائية الأمريكية والنظرة العالمية لم تتغير، الأمر الذي يقيد بشكل مصطنع فهمنا للمرحلة العالمية وسياستنا وقدرتنا على التصرف". ولام المقال تصرفات الإدارات السابقة، الديمقراطية والجمهورية على حد سواء، بأنها هي التي ساهمت بشكل جماعي في تغيير ميزان القوى العالمي، قائلا إن "رد الرئيس جورج دبليو بوش على هجمات 11 سبتمبر وحربي العراق وأفغانستان، وتعامل الرئيس باراك أوباما السيء مع الأزمات المتتالية، ولهجة وأسلوب الرئيس دونالد ترامب، واستجابة البلاد لكوفيد-19، وانسحاب بايدن الكارثي من أفغانستان، كلها عوامل جعلت الحلفاء في أوروبا وآسيا يشككون في مصداقية واشنطن وهو وضع خطير للبلاد". وأضاف "ومع ذلك، مع تحول ميدان اللعب هذا، ظلت واشنطن بطيئة في إدراك هذا التطور. ونتيجة لذلك، استمرت أمريكا في استخدام نفس الأدوات لمحاولة التأثير على التغيير بشكل غير فعال. كما فشلت واشنطن أيضا في فهم البلدان والأزمات التي تتعامل معها، حتى أنها عادت في كثير من الأحيان إلى الاستعارات المتعبة والقديمة وغير الدقيقة على الرغم من هيئات الخبرة التي تقدم المشورة ضد السرد المبسط والزائد". وقال المقال "ربما تحتاج واشنطن أكثر من أي شيء آخر إلى التفكير بشكل واقعي في قوتها الجيوسياسية والتكيف وفقا لذلك من خلال تبني قدر من التواضع. لقد عملت الولايات المتحدة لفترة طويلة دون إجراء مقايضات حقيقية من خلال افتراض أنها تستطيع فعل كل شيء في كل مكان إدراكا من جانبها بأن القوة والهيبة تكفيان ولم يتغير العالم. الواقع اليوم مختلف كثيرا ومواصلة افتراض عكس ذلك هو ذروة الغطرسة الاستراتيجية وخطر على الأمن العالمي".
مشاركة :