إيران تتمسك بمقترحاتها بفيينا... وتُحذر من مهاجمتها

  • 12/12/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تمسك الوفد الإيراني بمطالب بلاده التي طرحها في مذكرتين رفضتهما الدول الأوروبية، مع تواصل اجتماعات الجولة السابعة من مفاوضات فيينا، في حين أفادت تقارير باتساع هوة الخلاف بين واشنطن وتل أبيب حول سبل مواجهة «الخطر الإيراني». بعد استئناف اجتماعات الجولة السابعة من مفاوضات فيينا النووية غير المباشرة، بين إيران والولايات المتحدة، أكد مسؤولون إيرانيون أنهم متمسكون بالمقترحات التي قدموها الأسبوع الماضي، رغم رفض القوى الغربية لها. ونفى مصدر مقرب من الفريق الإيراني المفاوض ما أوردته وكالة رويترز، أمس الأول، بشأن القبول بمواصلة المفاوضات على قاعدة مسودة المحادثات، التي توقفت يونيو الماضي، بعد الجولات الـ6 السابقة التي خاضتها حكومة الرئيس السابق حسن روحاني، مؤكدا أن المقترحات التي قدمتها حكومة الرئيس الأصولي إبراهيم رئيسي لا تزال على طاولة البحث مع الأطراف الغربية، ولم يُعَد النظر فيها. وقال كبير مفاوضي إيران علي باقري كني إن بلاده ملتزمة بالموقف الذي أعلنته الأسبوع الماضي عندما انفضت المحادثات مع مسؤولين أوروبيين وأميركيين اتهموها بطرح مطالب جديدة، والتراجع عن حلول وسط تم التوصل إليها في وقت سابق من العام. وردا على سؤال عما إذا كان هناك نقاش حول المقترحات الجديدة التي قدمتها إيران الأسبوع الماضي، قال كني: «نعم، المسودات التي اقترحناها الأسبوع الماضي تجري مناقشتها الآن في اجتماعات مع الأطراف الأخرى»، مشددا على أن طهران جادة في المفاوضات ودخلتها بحسن نية، واعتبر أن «إيران هي من أبقت الاتفاق النووي حيا». أما السفير الإيراني محسن بهارواند فقال إن المفاوضات أزالت «سوء الفهم» بشأن مراجعات طهران لمسودات النصوص المتعلقة بكيفية إحياء الاتفاق المبرم عام 2015، الذي يفرض قيودا على البرنامج النووي الإيراني في مقابل رفع العقوبات. في موازاة ذلك، ذكر الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي: «نحن جادون في المفاوضات التي استؤنفت الخميس، وإذا اتسم الجانب الآخر بالجدية بشأن رفع العقوبات فسنتوصل إلى اتفاق جيد. نحن نسعى بالتأكيد لاتفاق جيد». وأشار المتحدث باسم ​الخارجية​ ​سعيد خطيب زادة​ إلى أنه «ستكون هناك أنباء إيجابية خلال أيام بشأن إفشال أثر العقوبات والانفتاح المالي مع عدد من دول الجوار». حديث أوروبي وفي وقت سابق، نقلت «رويترز» عن مسؤول أوروبي حديثه عن تقدم في مسار المفاوضات على أساس ما تم التوصل إليه في يونيو الماضي خلال الجولة السادسة. وقال المصدر ذاته إن قضايا كبرى عديدة تمثل «نقاطا سياسية كبيرة» ما زالت مفتوحة من أجل التوصل إلى اتفاق على نص نهائي. من جهته، أفاد ممثل روسيا الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا ميخائيل ‏أوليانوف بأن الخبراء بصدد العمل على إعداد نص اتفاق نهائي في المفاوضات النووية الإيرانية. وأضاف ‏أوليانوف أن الأمر قد يستغرق وقتا وجهودا، لكن المشاركين يعملون لتحقيق نتائج، وأشار في تغريدة إلى أن المفاوضين بفيينا تمكنوا من إزالة بعض «سوء الفهم» الذي واجهته المفاوضات نهاية الأسبوع الماضي، وبدأوا التحرك عمليا. في غضون ذلك، ذكرت «نيويورك تايمز» أن بعض المسؤولين الأميركيين يرون أن المخاوف الإسرائيلية بشأن تقديم تنازلات واسعة لإيران بهدف إحياء الاتفاق النووي، في غير محلها. ونقلت الصحيفة الأميركية حديث مسؤولين أميركيين وإسرائيليين عن أن العلاقة بين واشنطن وتل أبيب توترت بشأن الجمهورية الإسلامية، وأن وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، ورئيس الموساد ديفيد برنيع غادرا واشنطن قلقين من احتمال توصل واشنطن إلى «اتفاق معيب» يسمح لطهران بالمضي قدماً في تخصيب اليورانيوم. وأشارت مصادر مطلعة إلى أن الاتصال الهاتفي بين وزير الخارجية أنتوني بلينكن، ورئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، الذي جرى قبل 10 أيام كان مثيرا للجدل، وتبنى خلاله الطرفان آراء مختلفة جدا. وأمس، اعترض وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد على مسألة رفع العقوبات الأميركية عن إيران خلال اتصال أجراه بنظيره الأميركي بلينكن. ونقل عن لابيد قوله خلال الاتصال: «حتى لو كانت هناك عودة للمفاوضات، فلا يجوز رفع العقوبات عن إيران، الأموال التي سيحصل عليها الإيرانيون ستصل إلى عتبة بابنا في شكل إرهاب وصواريخ». لكن لابيد، الذي يبدو أنه يرغب في تجنب إغضاب إدارة الرئيس جو بايدن، وصف مباحثاته مع بلينكن بـ«الدافئة والمثمرة والمنفتحة». في حين أفادت الخارجية الأميركية بأن بلينكن بحث مع نظيره الإسرائيلي مواضيع عدة، بينها التطورات الإقليمية مثل القناعة المشتركة بأنه يجب عدم السماح لإيران بامتلاك سلاح نووي. وجاء التقرير عن اتساع هوة الخلاف بين تل أبيب وواشنطن في وقت أشار محللون إسرائيليون إلى أن أولويات إسرائيل بالنسبة لإيران مختلفة عن الولايات المتحدة، كما أن قدرة الدولة العبرية على شن هجوم عسكري واسع على منشآت طهران النووية ليست متوفرة حاليا، ولن تكون متوفرة قريبا. وفي تصريحات منفصلة، انتقد الرئيس الإيراني تطبيع العلاقات بين بعض دول المنطقة وإسرائيل، معتبرا أن «التطبيع لا يوفر الأمن لهذه الدول ولا للكيان الصهيوني». وحذر مساعد الرئيس الإيراني للشؤون البرلمانية محمد حسيني من أنه «على إسرائيل أن تعلم أن الاعتداءات على سورية لن تمر دون رد»، في إشارة إلى الغارات والضربات التي تستهدف الفصائل المسلحة الموالية لطهران و»الحرس الثوري» لضرب ما تصفه تل أبيب بـ»التموضع الإيراني في سورية»، وأضاف أنه إذا سعى الإسرائيليون إلى «إشعال النار والحرب وانعدام الأمن في سورية، فإنه سيؤثر عليهم بالتأكيد». إلى ذلك، ذكرت وسائل إعلام إيرانية رسمية أن مسؤولا عسكريا إيرانيا كبيرا توعد "المعتدين" بدفع "ثمن غال"، وذلك بعد نشر تقرير عن خطط أميركية إسرائيلية لإجراء تدريبات عسكرية محتملة، استعدادا لضربات على مواقع نووية إيرانية في حال فشل الدبلوماسية. وذكرت وكالة "نور" الإخبارية التابعة لأعلى جهاز أمني بإيران في تغريدة على "تويتر"، نقلا عن مسؤول عسكري لم تذكر اسمه "إتاحة الأجواء لأن يختبر القادة العسكريون الصواريخ الإيرانية مع أهداف حقيقية ستكبد المعتدين ثمنا غاليا".

مشاركة :