مع دخول المفاوضات النووية في العاصمة النمساوية مراحلها الأخيرة، ودخول الأزمة الروسية الأوكرانية على الخط، وسط مطالبات موسكو مؤخرا بضمانات لعدم فرض عقوبات عليها بالتعامل مع طهران قبل الانتهاء من إعادة إحياء الاتفاق، ووسط تقارير متعددة أفادت بمغادرة الوفد الإيراني فيينا بشكل مفاجئ خلال الساعات الماضية، كررت طهران اليوم الثلاثاء تمسكها بخطوطها الحمراء. وقال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، بحسب ما نقلت وكالة أنباء فارس شبه الرسمية إن بلاده لن تتراجع عن خطوطها الحمراء في المحادثات النووية مع القوى العالمية. كما أضاف أن حكومته بصدد تنمية العلاقات مع جميع الدول وخلق توازن في سياستها الخارجية. "تنفي المغادرة" في حين نفى سايد محمد برندي، أحد مستشاري الوفد الإيراني، مغادرة أعضائه فيينا ، مؤكدا أنه "انتهى للتو من تناول الفطور في أحد الفنادق النمساوية". أتى ذلك، بعد أن أكد مسؤولون إيرانيون أن كبير المفاوضين النوويين علي باقري كني غادر بشكل مفاجئ أمس، بحسب ما نقلت صحيفة "وول ستريت جونال". فيما أفيد أيضا بمغادرة اثنين من أعضاء الوفد وهما رضا نجفي، مساعد وزير الخارجية للشؤون القانونية وإسماعيل بقائي هامانه سفير إيران لدى الأمم المتحدة في جنيف، بحسب ما نقلت مواقع إيرانية معارضة. "خطر شديد" بينما حذر مسؤولون أوروبيون بحسب الصحيفة الأميركية، من أن المفاوضات توقفت ودخلت مرحلة حرجة. وأكد دبلوماسي غربي رفيع أنه في حال لم تتخذ واشنطن وطهران القرارات النهائية الآن، فإن هذا الاتفاق في خطر شديد"، وفق تعبيره. كما رأى أنه بسبب "تأخير اتخاذ مثل تلك هذه القرارات، تم فتح نافذة أمام موسكو لإحداث الفوضى". طلب مفاجئ من لافروف يشار إلى أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف كان أعلن يوم السبت أن بلاده طلبت من واشنطن ضمانات بأن العقوبات التي تستهدفها على خلفية عملياتها العسكرية في أوكرانيا لن تطال تعاونها مع إيران، قبل إعادة العمل بالاتفاق النووي. كما أضاف خلال مؤتمر صحافي حينها أن "هناك مشكلات لدى الجانب الروسي.. وطلبنا من الأميركيين تقديم ضمانات مكتوبة.. بأن العقوبات لن تؤثر على حقنا في التعاون الحر والكامل التجاري والاقتصادي والاستثماري والتقني العسكري مع طهران". "غير بناء" ما استدعى ردا إيرانيا، إذ نقلت وكالة رويترز لاحقا عن مسؤول إيراني كبير، قوله إن تلك المطالبة الروسية بضمانات مكتوبة "غير بناءة" للمحادثات التي تهدف إلى إحياء اتفاق 2015 النووي. كما اعتبر أن موسكو تريد بطلبها هذا تأمين مصالحها في أماكن أخرى، في إشارة إلى الملف الأوكراني والعقوبات المفروضة عليها". يذكر أن تلك التطورات أتت فيما تعيش موسكو وضعا حرجاً جراء العملية العسكرية التي نفذتها على الأراضي الأوكرانية في 24 فبراير، واستدعت استنفارا دوليا غير مسبوق، وعقوبات مؤلمة على عشرات المصارف، ومئات القطاعات والمؤسسات والأغنياء الروس المقربين من الكرملين. كما تتزامن مع تأكيدات العديد من الدبلوماسيين الغربيين المشاركين في مفاوضات فيينا، بأن المحادثات بلغت مراحلها النهائية والحساسة على السواء، وأن بوادر التوافق بدأت تلوح على الرغم من بقاء بعض المسائل العالقة. يذكر أن المحادثات النووية كانت انطلقت في العاصمة النمساوية في أبريل الماضي (2021)، قبل أن تتوقف في يونيو الماضي، مع انتخاب الرئيس الإيراني الجديد ابراهيم رئيسي، لتستأنف لاحقا في نوفمبر وتتواصل حتى الآن.
مشاركة :