«تعابير إماراتية» يزين منارة السعديات

  • 11/12/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أحمد السعداوي (أبوظبي) عدسات وعيون وألوان وظلال، شكّلت أبرز أدوات عوالم الفن الراقي زينت أرجاء منارة السعديات في قلب جزيرة السعديات بأبوظبي، عبر معرض «تعابير إماراتية»، الذي يشارك في نسج مفرداته الجمالية 15 من أبناء الإمارات العاملين في مجال الفن التشكيلي بمختلف صوره من رسم، تصميم، تصوير فوتوغرافي، وغيره من ألوان الفنون البصرية التي تبعث على الراحة والتأمل في آفاق الجمال الذي أبدعته أيادي الفنانين المشاركين في المعرض، وتمكنوا عبر أعمالهم الفنية من المزج بين التصميم والفن والربط بين الشكل والمضمون لإبراز الجماليات الفنية للنسيج الاجتماعي والثقافي الإماراتي، عبر حدث فني فريد تقام نسحته الرابعة في الفترة من 12 نوفمبر 2015 ولغاية 31 مارس 2016. ميادين الفنون المعرض الذي حمل شعار «ميادين الفنون»، ونظمته هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، اتخذ منحى متميزاً في عالم الفن عبر الغوص في أعماق وتفصيلات المجتمع الإماراتي، وتحقيق مزيد من التفاعل بين الموهبة والفن من جانب، والمفردات المكونة للحياة اليومية من جانب آخر، واتجه الفنانون في أعمالهم إلى التعرض لأهمية الفن وكيفية استخدامه في إبراز نواحي الجمال المتناثرة في المجتمع، وهو ما نجح فيه مبدعو الإمارات إلى أقصى حد، حيث يلحظ زائر المعرض والمتجول بين ردهاته، كيف انطلق الفنانون من مراسمهم وورش أعمالهم، إلى الأماكن المختلفة في المجتمع ليسجلوا أبرز ما فيه بأدواتهم الفنية، وفي الوقت ذاته يسعون إلى استقطاب شرائح أكبر من الجمهور، فمنهم من سجل بعدسته المصليات والمساجد الصغيرة الموجودة في بعض الأحياء والطرقات، ومنهم من ذهب إلى أعماق الصحراء العربية واستخدم ألوان رمالها وجمالها في عمل تشكيلات فنية بديعة، وهناك قسم آخر استلهم من أبرز المباني والصروح المعمارية والحضارية المنتشرة في أبوظبي، مثل اتحاد كتاب الإمارات، ونادي ضباط القوات المسلحة، تصاميم جمالية مبدعة تبهر عيون الزائرين وتجعلهم يشعرون بقيمة الفن والموهبة في تسليط الضوء على نواحي جمالية مختلفة في الحياة ربما لا يلتفت إليها الكثيرون، خاصة مع عرض أعمال فنية مبتكرة تتضمن ملابس وصوراً وتصاميم أثاث وأعمال تركيبية تفاعلية ولوحات فنية وشروحات توضيحية ومنحوتات ضخمة، أبدعتها أنامل فناني الإمارات، واستعملوا فيها خامات وأشكال مستلهمة جميعاً من بيئة الإمارات. المجلس التقليدي كما اتسعت رؤية بعض الفنانين إلى التراث الإماراتي، ممثلاً في المجلس التقليــدي الذي يجتمع فيه الناس، ولكن بعمل إضافـات عصرية على المجلس، ليصبح بمثابة «بريك فون»، بحيث يسمح للجالسين فيه بأخذ قسط من الراحة في أجواء تراثية أصـيلة وفي الوقت ذاته يمارس استخدامه لوسائل التواصل الاجتماعي الحديثة عبر أجهـــزة الهاتف، بحيث صُممت الأرائك والمساند المنتشرة في المجلس على هيئة شاشات تنقل حركات الجالسين إلـى أماكن بعيــــدة مـــن العالم عبر اســتخدام الهواتف الذكية وما بها من برامج تقنـــــية حديثة، مثل الـ «سـناب شات» وغيره، بحيث ينقل للعالم أجواء معرض تعابير إماراتيـــة. وفي الوقـــت ذاته يحمل المجلـس رؤية نقدية للحداثة وما فيها من وســـائل ترفيه وراحة وتواصل مع الآخــــرين في أقاصي الأرض، إلا أنها قد تعزلك عن الجالسين معك في نفس المكان، وليس بينك وبينه سوى أمتار قليلة.

مشاركة :