الفضاء المفتوح ووسائل التقنية تجاوزت الحواجز بل لم يعد هناك حواجز مطلقا، يستطيع كل شخص الاطلاع على الجديد والحديث والغث والسمين بعيدا عن أعين الرقيب الذي يحرص كل الحرص على إرشاده وتوجيهه حتى لا يقع في الخطأ، ذلك الرقيب المتمثل في الوالدين ومن يهمه أمرنا تقلصت أدوارهم بشكل كبير ولم يعد هناك سيطرة على هذا الموضوع.. أصبح الجميع يتشارك في توجيه الأبناء والأسر من خلال وسائل التواصل التي قربت البعيد وقلصت المسافات حتى امتلأ الفضاء بكل شيء.الكثير يدعي الصدق والفضيلة وتسويق أفكاره على الآخرين حتى صدقنا الكثير منهم لنكتشف لاحقا أنهم جانبوا الصواب وأن ما روجوا له غير مطابق للحقيقة، والضحية نحن ولكن بعد فوات الأوان.يقول البعض اقرأ كل شيء ولا تصدق كل شيء، ولكن متى نصل لهذه المرحلة وهي التمييز بين الصدق والكذب أو المبالغة في الكلام، ربما يكون البعض صادقا ولكن التطبيق صعب على أرض الواقع مما يعني أن أغلب ما نسمعه مجرد أحلام وأوهام.. نسمع كثيرا عن الحكم التي يتم تداولها على مر التاريخ وهي صحيحة ولكن ما مدى إمكانية تطبيقها فعلا؟ لا بد من التجارب حتى نصل إلى المرحلة التي يقصدها من أطلق ذلك الكلام وربما أن الوقت الحالي غير مناسب للتطبيق، عندما يتحدث البعض عن عدم أهمية المال وأنه تافه وليس ذا قيمة لا تصدق كلامه حرفيا لو استطاع أن يتحصل على المال لما ادخر سبيلا إلى ذلك، وعندما يتحدث آخرون عن العصامية والاعتماد على النفس فقط دون تدخل الواسطة لا تصدق كلامه حرفيا لو توفرت الواسطة لجرى خلفها سريعا.. ديل كارنيجي مؤلف الكتاب الشهير (دع القلق وابدأ حياتك) والذي قدم المئات من الدورات المتخصصة في التعامل مع الحياة والابتعاد عن القلق والتعامل مع الآخرين والعيش بسعادة مات منتحرا وكذلك جون جاك روسو الفيلسوف المشهور الذي ألف العديد من الكتب في التربية أودع أبناءه في ميتم، أيضا هناك الكثير ممن يدعون الفضيلة والنزاهة تم ضبطهم في قضايا فساد، الأمثلة كثيرة على التناقض الذي نسمعه ونشاهده في الفضاء المفتوح.التحصين والمتابعة تبدأ من الطفولة من خلال الأسرة والمدرسة بمعنى رسم الخطوط العريضة وبعدها لن تستطيع السيطرة ولكن يكفي أنك رسمت الهيكل الذي يتحركون من خلاله قدر المستطاع.عندما تقرأ أو تسمع لا تأخذ المسألة على محمل الجد وبرغم ذلك لا بد من القراءة والاطلاع ولكن لا تصدق كل شيء.@almarshad_1
مشاركة :