النظم الديمقراطية في أمريكا اللاتينية عند مفترق طرق

  • 12/13/2021
  • 02:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

قال موقع «أتلانتك كاونسل»، إن قمة الديمقراطية التي انعقدت مؤخرا والقمة المقبلة للأمريكتين توفران منابر ضرورية لتسليط الضوء على أهمية التعامل مع الاستبداد والممارسات الفاسدة وانتهاكات حقوق الإنسان في أمريكا اللاتينية.وبحسب مقال لـ «أوجيار ليزونديا» و«أنطونيو غاراستازو»، مع تجذر الاستبداد واستمرار الفساد وتفاقم انتهاكات حقوق الإنسان، فإن البيئة الديمقراطية في جميع أنحاء أمريكا اللاتينية هشة.وأضافا: في السلفادور، اتخذ الرئيس نجيب بوكيلي موقفا متحديا من خلال تركيز كل السلطة في السلطة التنفيذية.ومضيا بقولهما يقول: في غضون ذلك، أيد مجلس الشيوخ البرازيلي التهم الجنائية الموجهة إلى الرئيس جايير بولسونارو بسبب سوء تعامله مع وباء كورونا، والاستخدام غير المنتظم للأموال العامة، وانتهاك الإجراءات الصحية. وفي هايتي التي تمزقها الأزمات، فإن معظم البلاد تقبع في قبضة العصابات الإجرامية. وفي أماكن أخرى من المنطقة، يحفز سوء الإدارة المواطنين على النهوض في حركات مناهضة للمؤسسة، مثل تلك التي أطاحت بالرئيس البيروفي بيدرو كاستيلو إلى السلطة.وتابعا: لهذا السبب توفر القمتان الدوليتان، فرصة نادرة للاتفاق على أجندة نشطة للحكم الديمقراطي في المنطقة.ثلاثة تحدياتوبحسب الكاتبين، فإن التحديات الـ 3 التي ركزت عليها قمة الديمقراطية، وهي مكافحة الاستبداد، ومحاربة الفساد، وتعزيز حقوق الإنسان، هي نفس التحديات التي تواجه أمريكا اللاتينية.وأردفا: بعد عدة أشهر، ستستضيف الولايات المتحدة أيضا القمة التاسعة للأمريكتين، والتي سيجتمع خلالها القادة المنتخبون ديمقراطيا من جميع أنحاء المنطقة مع التركيز على الحاجة إلى ديمقراطيات قوية وشاملة لتقديم المساعدة للمواطنين بعد ما يقرب من عامين من الوباء.وأضافا: مع وجود الديمقراطية عند مفترق طرق في المنطقة، فإن المخاطر كبيرة بالنسبة لهذين الحدثين.وتابعا: بينما تجتمع الدول في جميع أنحاء الأمريكتين معا لابتكار حلول لأوجه القصور المشتركة بينها، فإننا نقدم خارطة طريق للمساعدة في تعزيز المؤسسات الديمقراطية، ومحاربة الفساد، ووقف النفوذ الاستبدادي.وأشارا إلى أهمية تعزيز المرونة في مواجهة التأثير الخبيث للفاعلين الخارجيين كالصين وروسيا وإيران.عالم أفضلومضيا بالقول: إن زيادة الوعي بمدى اختراق وسائل الإعلام المحلية، والمؤسسات الحكومية الضعيفة، والقطاعات الاقتصادية الرئيسية من قبل رأس المال المدمر، هو أمر ضروري لتزويد المواطنين بصورة واضحة عن كيفية تدخل الجهات الأجنبية في شؤونهم الداخلية.وبحسب الكاتبين، فإن المجتمع الدولي عليه دور يجب أن يلعبه، وذلك من خلال تقديم آليات بديلة لتمويل مشاريع التنمية.وأضافا: يعد اقتراح «إعادة بناء عالم أفضل» الخاص باستخدام الروافع المالية الأمريكية، بنك التصدير والاستيراد، والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، ومؤسسة تمويل التنمية، لاستكمال مشاركة القطاع الخاص في مشاريع البنية التحتية ومواجهة مبادرة الحزام والطريق في الصين مثالا جيدا.وأكدا أن أهمية خلق الفرص الاقتصادية في نصف الكرة الأرضية أمر أساسي للتعامل مع الأسباب الجذرية للهجرة، بما في ذلك الفساد والإفلات من العقاب وانعدام الأمن.وأوضحا أن الشراكات بين القطاعين العام والخاص، كما أعلن البيت الأبيض لشمال أمريكا الوسطى، نقطة انطلاق مهمة.تفاقم الفسادولفتا إلى أن الفساد يتفاقم، مشيرا إلى أن الفضائح المحيطة بالاستجابة للوباء تؤجج الغضب الشعبي.وتابعا: في بيرو، على سبيل المثال، يتلقى الوزراء معاملة تفضيلية للقاحات، وفي الأرجنتين، أنشأ المسؤولون الحكوميون «عيادات تحصين كبار الشخصيات» للعائلة والأصدقاء.ومضيا بالقول: بخلاف حالات المحسوبية، أدت الأزمة إلى زيادة إضعاف استقلال القضاء وسيادة القانون. في غواتيمالا، قاد الرئيس أليخاندرو جياماتي خطوات دراماتيكية ضد الرقابة القضائية في الأشهر الأخيرة، بما في ذلك إقالة المدعي العام الأعلى لمكافحة الفساد في البلاد. وأدت هذه المناورات، إلى جانب الاقتصادات ذات الأداء الضعيف، إلى إضعاف الدعم العام للمسؤولين المنتخبين والثقة في الحكومة.ونبها إلى أن هذا هو السبب في أن تعزيز هيئات مكافحة الفساد المستقلة والهيئات الرقابية، التي حققت بعض النجاح في رفع الحجاب عن الإفلات من العقاب حتى وقت قريب، يجب أن تكون على رأس الأولويات.وأردفا: يعد الوفاء بالالتزامات التي تم التعهد بها كجزء من مبادرة شراكة الحكومة المفتوحة، وهي منظمة متعددة الأطراف لتعزيز الشفافية والحكم الرشيد تضم 78 دولة و76 حكومة محلية، أمرا بالغ الأهمية أيضا، نظرا لأن العديد من البلدان متخلفة في تنفيذ التعهدات المعتمدة سابقا.وأضافا: يجب أيضا على المشاركين في القمة الاستفادة من الدروس المستفادة من جهود مكافحة الفساد الناجحة عالميا، بما في ذلك قيمة تمكين المجتمع المدني والصحفيين الاستقصائيين من خلال مساعدتهم على الوصول إلى الموارد التقنية والمالية وشبكات الأقران الدولية.وبحسب الكاتبين، تظل انتهاكات حقوق الإنسان عقبة رئيسية أمام ترسيخ الديمقراطية في أمريكا اللاتينية.وأشارا إلى أن المستويات العالية من العنف، بما في ذلك تجاه النشطاء السياسيين والصحفيين، تحد من حرية التعبير، وتضعف حقوق العمال، وتقوض الصحافة المستقلة.وأردفا: وفقا لمنظمة «مراسلون بلا حدود»، كانت أمريكا اللاتينية المنطقة الأكثر دموية في العالم بالنسبة للصحفيين في عام 2019، حيث تمثل 40 % من جرائم قتل الصحفيين المسجلة على مستوى العالم.شبكات إجراميةوتابعا: يؤثر الابتزاز والاتجار والقتل الانتقائي الذي ترتكبه العصابات والشبكات الإجرامية بشكل غير متناسب على النساء والفئات المهمشة الأخرى مثل الشعوب الأصلية. وفقا للجنة الاقتصادية لأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، قتلت أكثر من أربعة آلاف امرأة في جميع أنحاء المنطقة في عام 2020.وأوضحا أن الاستجابة الفعالة لهذه المشاكل العميقة الجذور تتضمن تعزيز سيادة القانون وأنظمة المساءلة لتوفير حماية فعالة للفئات الضعيفة من السكان وتحقيق العدالة للضحايا.ونبها إلى أن إحراز تقدم نحو القضاء على إفلات الجناة من العقاب أمر بالغ الأهمية لاستعادة الثقة في العملية الديمقراطية.

مشاركة :