كتائب الموت التهمت لبنان.. الدور على العراق

  • 12/13/2021
  • 03:30
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

توقع محللون أن تسعى كتائب الموت ممثلة في الميليشيات العراقية الموالية لإيران إلى مواصلة مؤامراتها بهدف إثارة الفوضى وإحراج الدولة العراقية أمام العالم، بعدما أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية أمس، أن قواتها باقية في العراق خلال الفترة المقبلة، وأنها لن تنقل الـ2500 جندي المتبقين مهما كانت الظروف.وأشار المحلل السياسي خيرالله الخيرالله، إلى أن فرق الموت التي تسمي نفسها (المقاومة) نجحت في التهام لبنان خلال السنوات الماضية، وتمضي في توجهها من أجل التهام العراق، الذي يواجه عددا كبيرا من التحديات الصعبة. وأشار إلى أنه «ليس من السهل على رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي استعادة دور العراق في المنطقة على الرغم من كل الجهود التي يبذلها في هذا المجال، حيث يركز في جهوده على محاربة «داعش» من جهة، وعلى حصر السلاح بالقوى الشرعية العراقية، أي الجيش العراقي والقوات الأمنية التابعة للدولة العراقية من جهة أخرى. تبدو المعركة التي يخوضها العراق شبيهة إلى حد كبير بالمعركة التي يخوضها لبنان. في شكل عام، يبدو وضع العراق أفضل من وضع لبنان، وإن نسبيا».عجز مؤسساتيويدلل على صعوبة ذلك بعجز مؤسسات الدولة اللبنانية عن اتخاذ موقف واضح من البيان السعودي – الفرنسي الأخير الذي دعا إلى أن يكون السلاح حكرا على الجيش اللبناني بدل أن تكون هناك دولة داخل الدولة اللبنانية، هي دولة حزب الله.في المقابل، يوجد في العراق مَن يدعو إلى موقف واضح من «الحشد الشعبي»، وهو مجموعة ميليشيات مذهبية معظمها بإمرة إيران. يحدث ذلك عبر رفض أن يكون في البلد جيش مواز للجيش العراقي. هذا ما عبر عنه، على نحو مباشر، مقتدى الصدر الذي بات يمتلك أكبر كتلة برلمانية في ضوء الانتخابات الأخيرة. وهذا ما عبر عنه أيضا الكاظمي نفسه وإن بطريقة غير مباشرة، خاصة في ضوء محاولات الاغتيال التي تعرض لها أخيرا عندما استهدف منزله بواسطة طائرات مسيرة. يعرف الكاظمي قبل غيره من أين جاءت تلك الطائرات المسيرة، ويعرف أن المطلوب إلغاء نتائج الانتخابات الأخيرة التي كشفت رفضا شعبيا عراقيا لميليشيات إيران في العراق. اكتفى بالقول عن مطلقي الطائرات المسيرة «نعرفهم جيدا»، حسب خيرالله.استسلام لبنانيويرى الكاتب السياسي أن لبنان استسلم تماما للميليشيات الإرهابية، يقول «كل ما هو معروف أن العراق ما زال يقاوم. يقاوم في الشمال، كما يقاوم في الجنوب. أما لبنان، فيبدو، إلى إشعار آخر، أنه استسلم. قضى عليه شعار المقاومة».ويضيف «ستزداد التحديات التي تواجه الحكومة العراقية مع مرور الأيام. سيكون الإعلان عن «انتهاء المهمات القتالية» للقوات الأمريكية في العراق مناسبة كي تطلق العناصر الموالية لإيران شعار «المقاومة» والتمسك به. ستفعل ذلك بحجة أنه لن يحصل انسحاب عسكري كامل من العراق، وأن القوات الأمريكية ستحتفظ بمهمات في العراق، من بينها «تدريب» الجيش العراقي في مجال استخدام الأسلحة التي يمتلكها».ويعتقد أن «الأهم من ذلك كله أن إيران ترفض الاعتراف بأن الحكومة العراقية تمتلك شرعية التفاوض باسم العراق، ولذلك لا قيمة للاتفاق الذي توصل إليه مصطفى الكاظمي مع الرئيس جو بايدن في أثناء زيارته لواشنطن الصيف الماضي».استباحة إيرانيةتعتبر إيران أن كل شيء مباح لها لتبرير بقاء «الحشد الشعبي» والمحافظة على دوره، وذلك كي يكون العراق نسخة طبق الأصل عن إيران، فيلعب «الحشد الشعبي» الدور الذي يلعبه «الحرس الثوري» في «الجمهورية الإسلامية». ترفض أخذ العلم بأن هناك شعبا عراقيا يحق له تقرير مصيره. ثمة أمر واقع تعتبر إيران أنه أبدي، وأنها استطاعت فرضه في العراق، وذلك بعدما سلمته إياه الولايات المتحدة على صحن من فضة في عام 2003، وفقا لرؤية الخيرالله.يقول «بين 2003 و2021، تغير الكثير. تغير العراق، خاصة بعدما تبين أن النظام الذي فرضته طهران، بموافقة أمريكية غير قابل للحياة. في نهاية المطاف، يريد العراقيون ممارسة ثقافة الحياة بكل ما فيها من جمال. يرفضون، في معظمهم طبعا، أن يكونوا مثل الإيرانيين الذين خنقهم نظام ليس لديه ما يقدمه لشعبه باستثناء البؤس والتخلف».حجة المقاومةويؤكد خيرالله أن حجة مواجهة الوجود الأمريكي ستبقى المبرر الدائم لكتائب الموت في العراق لمزيد من الاحتجاجات والمؤامرات والتفجيرات وتعطيل الحكومة العراقية، ويقول «تحت شعار المقاومة التي يجب أن تستمر في مواجهة الوجود الأمريكي في العراق، حتى لو كان هذا الوجود مقتصرا على «تدريب» الجيش العراقي الذي بات يستخدم أسلحة أمريكية، يصبح سلاح الحشد مبررا. يصبح هذا السلاح ضرورة. في الواقع، هذا السلاح ضرورة إيرانية في العراق، مثلما أن سلاح حزب الله ضرورة إيرانية في لبنان».ويختتم «استطاعت إيران أن تجعل الوضع معلقا في العراق. المجلس النيابي الجديد موجود. ليس معروفا هل سيجتمع، كما ليس معروفا هل ستتشكل حكومة جديدة يوما برئاسة مصطفى الكاظمي... أم غيره؟ كل ما هو معروف أن العراق ما زال يقاوم. يقاوم في الشمال، كما يقاوم في الجنوب. أما لبنان، فيبدو، إلى إشعار آخر، أنه استسلم. قضى عليه شعار «المقاومة».هل يقضي هذا الشعار على العراق أيضا، على الرغم من الجهود التي لا يزال يبذلها رئيس الحكومة الحالية الذي يسعى في كل يوم إلى إثبات أن الأمل بمستقبل أفضل لم يفقد بعد؟».تزايد التوتراتويتوقع المحلل السياسي أن تزداد التوترات الداخلية في العراق، مستبعدا أن تشهد المرحلة المقبلة حملات من أجل تبرير احتفاظ «الحشد الشعبي» بسلاحه، ويقول «ستلجأ إيران إلى ممارسات شبيهة بتلك التي طبقتها في لبنان، حيث وجد حزب الله مبررا، بعد انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان في مايو 2000، كي يحتفظ بسلاحه. قضى هذا السلاح شيئا فشيئا، تحت شعار «المقاومة»، على الدولة اللبنانية ومؤسساتها، صارت إيران تتحكم بانتخابات رئاسة الجمهورية في لبنان. إما أن يفوز مرشحها وإما لا رئيس للجمهورية في لبنان.صارت إيران، التي فرضت قانونا انتخابيا على مقاس حزب الله، مَن يقرر هل تتشكل حكومة في لبنان أم لا؟ هل يحق لهذه الحكومة الموجودة، بناء على رغبة إيرانية، أن تجتمع أم لا؟الورقة العراقيةويشير إلى أنه في الوقت الذي تتفاوض فيه إيران مع أمريكا في فيينا في شأن ملفها النووي، يزداد تمسك طهران بالورقة العراقية. هذا ليس وقت سحب هذه الورقة من طهران.من هذا المنطلق، ستزداد التحديات التي تواجه مصطفى الكاظمي الذي عليه القتال على جبهتي «داعش» و»الحشد الشعبي».ذهب رئيس الوزراء العراقي إلى الشمال الكردي، ثم انتقل إلى البصرة في الجنوب ليؤكد أن الدولة العراقية ما زالت موجودة، وأنها قادرة على الإمساك بالأمن. أكثر من ذلك، يسعى إلى إثبات أن هناك أملا في مستقبل أفضل للعراق الذي يستطيع لعب دور متوازن على الصعيد الإقليمي.ليس صدفة استغلال «داعش» الجدل السياسي في شأن نتائج الانتخابات، وهو جدل تثيره أحزاب إيران وميليشياتها، لتحقيق خروقات في المحافظات الشمالية على حدود إقليم كردستان. وليس صدفة أن تستغل الميليشيات التابعة لإيران هذا الوضع للتحرك في جنوب العراق، وتحديدا في البصرة.

مشاركة :