لايختلف إثنان على ان التعاون يقدم من أداءاً رائع منذ موسمين وأكثر بسبب منظومة عمل رياضة تكاملية بين الإدارة واللاعبين والجهازين الفني والإداري وبدعم من مجلسه التنفيذي حتى استحق الإشادة من الوسائل الإعلامية بعد المستويات المتصاعدة التي يُقدمها والنتائج الإيجابية، ولعل لغة الأرقام في المواسم القريبة تُلجم كل من يشكك بذلك. وما يزيدُ التعاون تألقاً هو روح الجماعة الواحدة بين لاعبيه ولعل أبرز أسبابها بعد توفيق الله المُلتقى الأسبوعي الذي يبلغ من العمر ثلاثة أعوام، وهو الاجتماع الذي يقام مساء كل أربعاء ويتكفل بمصاريفه لاعب، فيُقيم مأدبة عشاء لزملائه والإدارة والجهازين الفني والإداري، ويسوده المحبة وتعلو محيا الجميع البسمة وإذابة كل ما يمكن ان يطرأ ويُعكر أُلفة الكتيبة التعاونية، فضلاً عن وفاء الادارة بعهودها مع اللاعبين بالمرتبات حتى تصدر التعاون الأندية من حيث ايداع المرتبات والمستحقات المالية في أوقاتها المحددة، وتلك العوامل تدفع اللاعب للقيام بأدواره بالشكل المطلوب وأكثر، فعندما يحصل على أجره والأجواء المرحة تحيط به فحتماً بعد توفيق الله سيقدم ما يخطف الأنظار وهو ما يحدث الآن للتعاون. نتفق أن فترات التوقف التي تمر بالدوري السعودي اخفت المتعة، والتعاون أكثر الفرق تضرراً منها، فالتوقفان الأخيران غيبته في الأولى 34 يوماً والثانية ستغيبه 17 يوماً، والجميع يعرف أسباب الأولى عندما كان مقررا ان يواجه الهلال الذي شارك بالبطولة الآسيوية فأجبرت التعاون على التوقف أكثر من غيره، إذ يُعد من الفرق التي تأهبت جيداً للدوري بمعسكره الخارجي في هولندا ولعب ست مباريات ودية اعدته جيداً، ولكن اصطدم بفايروس التوقفات التي كلما برز التعاون في جولة وأراد المُضي بانتصاراته ومستوياته اللافتة واجهه توقف، ولكن عقلية البرتغالي غوميز لم تدفعه للسفر لمسقط رأسه وترك الفريق اسوة بمدربي الفرق الأخرى فاستغلالها بالمباريات الودية التي تكفل له استمرار لاعبيه بالمعدلات اللياقة المطلوبة، ولكن غياب اللاعبين عن اجواء المباريات الرسمية يسهم بكبح نشوته، وجميعنا نتفق على أن أي فريق يحقق الانتصارات ويتعرض للتوقف وربما ينتكس، ولكن التعاون يتحدى الظروف ويظهر لنا بعد كل بروحٍ مميزة وأداء رائع يُجبر الجميع للإشادة به. السؤال (لماذا التعاون مميز؟، هنا الإجابه ستكون، لامكاناته ليست الكبيرة اسوة بالفرق الكبرى والمداخيل والرعاية بعشرات الملايين، ولكن بالفكر وحسن التدبير، فرجاله سارعوا لجلب الرعاة لفريقهم حسب امكاناتهم ونجحوا بالفعل المواسم الماضية وهذا الموسم بإيجاد راع يخفف من عبء مصاريف الدوري فضلاً عن دعم رجاله، وقبل هذا وذاك وجود لاعبين محترفين أجانب على مستوى عال وهذا امر يُحسب للإدارة التي لم ترضخ لسماسرة يجعلون من ناديهم حقلاً للتجارب، ومضرباً للمثل بهدر الأموال، فصفقات التعاون منذ مواسم تسجل اعجاب شارعنا الرياضي، وكثير من الأندية الكبيرة يناشدون بالتعاقد معهم ويتساءلون كيف يجلب التعاون محترفين بهذه الجودة واقل كُلفة قياساً بما يجلبون وبأرقامٍ فلكية؟، ولا ننسى مدربه الداهية الذي طالبت جماهير اندية ايضاً كبيرة بالتعاقد معه ووصل الحال ببعضهم للمناداة للتعاقد معه مدرباً للمنتخب السعودي، اضافة إلى صقل التعاون عدد من اللاعبين الذين خطفوا الانظار كأحمد الزين ونايف موسى وابراهيم الطلحي، بعدما كانت تلك الأسماء مغموره لولا توفيق الله وتمثيلهم التعاون. عقود طويلة ما إن سجل البرتغالي جوزيه غوميز قيادة رائعة مع الفريق الا وسارعت الادارة بتجديد عقدة حتى 2017م قاطعة الطريق على من يفكر للتعاقد معه وربما تزيد تلك الاعوام لارتياح الطرفين بعضهما لبعض، وشرعت ادارة التعاون بابرام عقود طويلة المدة مع اللاعبين الذين ترى انهم ربما يخدمون الفريق وبالفعل تحقق ذلك، اذ ان جُل عقودهم مدتها ثلاثة اعوام مع افضلية التجديد، وهو عمل احترافي يقطع الطريق على المزايدات التي تلوي ذراع الادارات نهاية كل موسم. التعاون أحرج الفرق الكبيرة قبل التي توازي امكاناته بروحه وادائه وحضوره وتعامله وفكر مسيريه وأن كان يعاب عليه حضور جماهيره الباهت لمساندته، على الرغم من أنهم يبلغون اعلى مراتب العشق التي نشاهدها في التدريبات لا المباريات، واذا ما استمر التعاون على هذه المستويات فإنه سيسعد عشاقه بحضور لم يسبق أن سجله من خلال مركز متقدم جداً او مشاركة آسيوية.
مشاركة :