جدة عامر الجفالي نظمت إثنينية الشيخ عبدالمقصود خوجة في جدة مساء أمس الأول أمسية تكريمية لوزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبدالله، بمشاركة نخبة من المثقفين ووجوه المجتمع والمسؤولين ومنسوبي الوزارة، وازدانت الأمسية بعديد من المشاركات والمناقشات الثرية حتى ساعة متأخرة من الليل. وقد رحّب خوجة في مستهل الأمسية بضيفه الأمير فيصل، مستعرضاً مراحل حياته العملية وما اضطلع به من مهام حتى أسندت إليه مهام أكبر وزارة في المملكة، واستشرف ما لدى الأمير الوزير من إمكانات ومميزات أسهمت في مسيرة النجاح والتميز، إضافة إلى تطلعات الوطن وآماله في تحقيق مزيد من النجاحات على يديه، كما عرض خوجة مقدمة عن مشروع «تطوير» الذي تبنته وزارة التربية والتعليم وبعض الصعوبات التي تعترض طريقه. من جهة ثانية، أثنى الدكتور سهيل قاضي في كلمة ألقاها خلال الأمسية على حسن اختيار الإثنينية للشخصية المكرّمة، خصوصاً أنها ما زالت تتبوأ مقعدها الوزاري وتمارس مهامها، ما جعل لاستضافتها رونقاً وصخباً وتفاعلاً لدى المحتفين، وعلق القاضي على أبرز ملامح شخصية الضيف ووقف على تفاصيلها راسماً لوحة مستنارة من واقع إنجازاته. من ناحية أخرى، ألقى الكاتب والإعلامي عبدالله مناع كلمة مقتضبة تحدث فيها عن الوزارة تاريخاً وزمناً ذاكراً أهم من أخذ بزمامها وسار بها خطوات ثابتات سجلها وجدان الوطن في ذاكرته، وختم مناع كلمته بتمنيه للأمير بالنجاح في بناء الإنسان. كما أشار الدكتور إياد مدني في مداخلة له إلى دور الأمير في إرساء التفكير الاستراتيجي في سير عمل الوزارة، ودوره في إنشاء مجموعة الأغر ومشاركته فيها وهي التي قد سعت للوصول بالمملكة إلى التفكير المعرفي عبر الفرص المتاحة لها. وأبان مدني كيف كان الأمير قلباً نابضاً بالأحلام وصاحب رؤية غير أن هذه الأحلام قد لا تتحقق وأشاد بتجربة الأمير في تحويل الفروسية من رياضة مشاهدة وموروث وطني إلى ممثل قدم المملكة للمجتمعات الأخرى والثقافات المختلفة مما أسهم في إبراز وجه المملكة الخليق بالمثل والقيم. ثم تشرفت الأمسية بكلمة الأمير فيصل بن عبدالله الذي أفاض من معين الذكريات الأولى وتعلقه بعروس البحر الأحمر جدة وتعلقه بها، وذكر مواطن الطفولة الأولى وجرعات التعليم الأولي على نخبة من رجال العلم الحجازيين كأحمد فرح عقيلان وغيره ثم حط على مراحل العمر المفصلية متحدثاً عن سفره المبكر في سن 15 من عمره إلى بريطانيا لتعلم اللغة الإنجليزية بتشجيع من خادم الحرمين الشريفين له آنذاك، ثم ذكر أهم ما حدد ملامح شخصيته واختطها حيث عزا ذلك لدراسته الجامعية في أمريكا وما رافقها من مرحلة تحول وازدهار في العالم العربي والحراك الذي شهدته المنطقة العربية، وانتقل الأمير في سرد قصصي آخذ لمرحلة العودة للوطن بجميل التطلعات والأفكار والرؤى وانطلاقة العمل وفق أحلامه التي أسس لها بالدراسة والتخطيط والبحث حين خرج بدارسة بحثية حول الدول النفطية وتأثرها بالدول المجاورة وأن التطور السريع يولد فجوة وهذا سهل في بناء التطور ولكن الصعوبة في بناء الإنسان فتسارع التطور والحياة المادية له تأثيره الكبير. وأتحف الأمير الأمسية بذكر وقفات العمر وتجاربه المؤلمة أحياناً والناجحة أخرى مشيراً إلى تجربته في التجارة كرجل أعمال حينما أسس عدة شركات رأى بأنه لم يكن موفقاً في التجارة بالقدر المرضي حيث قال : «لا أعتقد أنني كنت رجل أعمال ناجحاً، لأن الربح والخسارة بالنسبة لي كانت محصورة في الإنسان».
مشاركة :