لا يمكن لأي شخص بمختلف اهتماماتهم أن يستغني عن متصفحات الإنترنت، لأي غرض، سواء لتصفح المواقع أو العمل والتعلم أو الشراء من الإنترنت أو حتى الوصول إلى الشبكات الاجتماعية، ولا يقتصر استخدام المتصفحات على أجهزة الكمبيوتر فحسب، بل عبر كل المنصات بما فيها أجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية والأجهزة اللوحية وغيرها، وتختلف متصفحات الإنترنت في مزاياها ومعاييرها، فبعض المتصفحات قد يناسب مجموعة من المستخدمين في حين لا يناسب بعضها الآخر، بسبب ضعف السرعة أو مستوى الأمان أو حتى مدى التوافق مع المواقع والأنظمة المراد استخدامها. بحسب إحصاءات موقع Statcounter حول نسبة استخدام المتصفحات في السعودية خلال تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، لمستخدمي أجهزة الكمبيوتر والأجهزة اللوحية والهواتف الذكية، فقد بلغت حصة متصفح جوجل كروم 56.89 في المائة من إجمالي المستخدمين في المملكة، تلاه متصفح سفاري من "أبل" 34.5 في المائة، ثم متصفح سامسونج 2.7 في المائة، فمتصفح مايكروسوفت إدج بحصة بلغت 2.4 في المائة، ثم متصفح UC بنسبة 1.26 في المائة، ومتصفح فايرفوكس 1 في المائة، فيما توزعت 1.25 في المائة على المتصفحات الأخرى. وحول اختيار المتصفح المناسب للمستخدمين قال أسامة عصام الدين، الخبير التقني، في حديث خاص بـ «الاقتصادية»: إن هناك أمورا كثيرة على المستخدم أن يضعها في الحسبان لتحديد متصفح الإنترنت الأمثل له، يأتي على رأسها الأداء، فالمستخدم يريد ذلك المتصفح الذي يمكنه من فتح علامات تبويب متعددة، والعمل عليها دون القلق بشأن انخفاض أداء جهازه، لكن في الوقت ذاته عليه النظر إلى استهلاك المتصفح موارد الجهاز، فإذا كان جهازه ذو مواصفات متوسطة أو منخفضة، وجب عليه اختيار متصفح لا يستهلك كل إمكانات الجهاز. وتابع "هناك عامل أهم يتجاهله كثير من المستخدمين هو عامل الأمان وسرعة التحديثات، فالمتصفح الممتاز هو ذلك الذي تحدثه الشركة باستمرار لضمان خلوه من الثغرات، التي قد يستغلها المهاجمون، وأرى أن عامل الإضافات عامل مهم جدا اليوم، فهي ترفع من إمكانات المتصفح وتنقلها إلى مستوى آخر تماما كلما زادت وتنوعت استخداماتها". وفي حديث خاص بـ «الاقتصادية» قال عبد الكريم مارديني، مدير فريق جوجل Chrome المسؤول عن الأمان والخصوصية، حول كيفية حماية جوجل لمستخدميها وإعداده "تقديم الحماية والأمان للمستخدمين جزء لا يتجزأ من هوية متصفح جوجل ولتحقيق ذلك نستخدم أفضل وسائل الحماية الأساسية، إضافة إلى مجموعة من الميزات المتطورة. وتم تطوير المتصفح بأعلى مستويات الأمان في جوهره، سواء البنية التحتية المخصصة له التي تتحمل مسؤولية حماية مراكز البيانات والخوادم أو طبقات من التشفير المتقدم التي توفر حماية بيانات المستخدم. ويقوم المتصفح بتحميل تحديثات الأمان تلقائيا كل أسبوعين تقريبا، بحيث نتمكن من استكشاف الأخطاء وإصلاحها بانتظام لاستباق التهديدات الأمنية قبل وصولها إلى مستخدمينا". وتابع "كما طورنا خدمات التصفح الآمن، التي تحذر المستخدمين قبل زيارة موقع يتضمن أي مخاطر أو تحميل تطبيق أو إضافة Extension من المحتمل أن يكون ضارا، وهذه الخدمات متاحة للجميع على حد سواء، حيث يمكنهم تضمينها في متصفحاتهم الخاصة، وأكدت الإحصائيات الحديثة، أن ميزة "التصفح الآمن"، تحمي أربعة مليارات جهاز عبر العالم، وفي حال طلب المستخدم من المتصفح حفظ كلمة مرور تم اختراقها، سيقوم المتصفح بإبلاغه على الفور، ويقدم له الحلول السريعة للمساعدة في إصلاحها. كما يقوم "مدير كلمات المرور المدمج" في المتصفح، بإنشاء كلمات مرور فريدة وقوية، يقوم بحمايتها وتخزينها بشكل آمن". وأشار مارديني، إلى أن إضافات متصفح Chrome يتم تحميلها أربعة ملايين مرة بشكل يومي، ويخضع كل من هذه الإضافات لسياسات المتصفح، ونحرص على أن تتوافق هذه الإضافات التي يتم إعدادها مع مستويات الخصوصية والأمان، التي يطمح إليها المستخدمون، فمثلا قمنا بتصميم رمز اللغز puzzle icon وإضافته إلى شريط الأدوات، لزيادة وضوح ودقة عناصر التحكم بالإضافات، ونؤكد أن تعرض جميع الإضافات للمستخدمين لـ"ممارسات الخصوصية" التي تتبعها كل منها لتوضيح البيانات، التي يتم جمعها واستخدامها. كما نقوم بتقيد إمكانات المطورين لاستخدامات البيانات التي يتم جمعها. ونصح مارديني المستخدمين بالاستفادة من ميزة "التحقق من الأمان" على المتصفح، حيث تساعد هذه الخاصية في الكشف المبكر عما إذا كانت كلمات المرور المحفوظة لدى المتصفح قد تعرضت للاختراق وكيفية إصلاحها، كما تحدد ما إذا تم إيقاف تشغيل التصفح الآمن، الذي يحذر المستخدمين قبل زيارة موقع يحمل بيانات خطيرة قد تتسبب في الضرر لجهاز المستخدم، أو عند تنزيل تطبيق أو إضافة من المحتمل أن يكون ضارا، كما تسهم في الكشف عن تثبيت الإضافات الضارة وكيفية إزالتها وغيرها المزيد. وحول وضع التصفح الخفي Incognito، قال مارديني إن التصفح الخفي يقدم للمستخدمين تجربة تصفح أكثر خصوصية، فبمجرد تفعيل هذا الوضع، لن يقوم المتصفح بحفظ تاريخ التصفح، ولا البيانات المدخلة في النماذج أو ملفات تعريف ارتباط المتصفح، إضافة إلى أنه يحذف ملفات تعريف الارتباط تلقائيا، في كل مرة يتم فيها إغلاق نافذة التصفح المتخفي، كما تأتي ميزة حظر ملفات تعريف الارتباط للجهات الخارجية التي يتم تفعيلها تلقائيا مع بداية كل جلسة في وضع التصفح المتخفي.
مشاركة :