والدة الشهيد محمد البلوشي.. فخر وصمود

  • 11/12/2015
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

استقبلت عائشة عبد الرحمن، أم الشهيد محمد إسماعيل البلوشي، خبر استشهاد ابنها، يوم الرابع من سبتمبر الماضي، بفخر وإيمان كبير بقضاء الله وقدره، وهي التي فقدت اثنين من أبنائها في حوادث أخرى وهم في ريعان شبابهما، ليكون الشهيد ثالثهم الذي جعل أهل مدينة كلباء في الشارقة يلتفون من حولها ظناً منهم أنها ستفقد السيطرة على نفسها من جراء المصاب الجلل، وفوجئوا بها وهي تقف صامدة والابتسامة على وجهها برغم الدموع التي تنهمر من عينيها حزناً على فراق ابنها، مرددةً أنها سعيدة بهذه المنزلة العظيمة التي نالها الشهيد، وهو يدافع عن الحق والوطن، ومعبرةً عن فخرها واعتزازها، لأن ابنها سجل اسمه بدمه الطاهر، ليظل منقوشاً على تراب هذا الوطن الذي نفتديه بأرواحنا وأبنائنا. تفاصيل فقدت أم البطل قبل بضع سنين ابنيها عبد الرحمن (25 سنة) وعلي (20 سنة) بحادثين عرضيين، تركا أثراً بالغاً في نفوس العائلة، وحزناً شديداً في قلب الأم، ليسجل محمد الوفاة الثالثة في العائلة، مودعاً عائلته بمرتبة عالية، وشرف لا يناله سوى خيرة الناس، وفرح زيّن قلب أم محمد البلوشي الذي استشهد وهو يدافع في سبيل الله، فوجدت فيه بلسماً شافياً لآلامها، وكيف لا؟ والشهيد يصل إلى أعلى مراتب الجنة التي أعدت للمتقين والشهداء والصالحين، وهي أعظم ما يمكن أن يصل إليه المسلم بعد موته الذي يشفع لسبعين من أهله. ربت أبناءها على طاعة الله وأداء فروض عبادته منذ نعومة أظفارهم، وزرعت بداخلهم حب العطاء والتسامح، تربوا على نهج المغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، وهو المنهج الأصيل لدولة الإمارات في الدفاع عن الحق والعدل ونصرة المظلوم، وأصر معظم أبنائها على الانضمام إلى القوات المسلحة حباً للوطن والدفاع عن أمنه واستقراره، وكان حلم محمد البلوشي أن يكون دوماً في الصفوف الأولى، وهذا ما ردده قبل استشهاده أنه جندي لهذا الوطن، ويرغب في أن يلتحق بإخوانه في أرض اليمن، سمعاً لله وطاعة لولاة الأمر، بالمشاركة في قوات التحالف العربية مع المملكة العربية السعودية، في سبيل نصرة الحق وإرساء العدل. قيمة تقول أم الشهيد محمد: هنالك موت مقدَّر على الفراش، وموت مقدر في ساحات الحق ونصرة الدين وفي سبيل الوطن، وابنها نال شرف الشهادة، وهي تفخر وتعتز بشهادته، وتقديمه روحه الطاهرة في سبيل عزة الوطن وكرامته. شكر وتقدير وعبرت أم محمد عن الشكر والتقدير لقادة دولة الإمارات قائلة: منذ اليوم الأول لاستشهاد جنودنا البواسل، وقفت قيادة الإمارات الرشيدة معنا في مصابنا الجلل، وقفة جسدت معاني كبيرة من التلاحم والترابط الوطني، وحباً شعبياً للقيادة، قالتها بصوت متمكن: نعم، نحب قادتنا حباً كبيراً، من وفروا لنا رغد العيش طوال حياتنا، وتلمسوا احتياجاتنا، وحرصوا على إسعادنا، ولن ننسى وقفتهم معنا في أحلك الظروف، معربةً عن أنها هي وأبناءها ماضون خلف قيادة الدولة دوماً، يلبون النداء ويضحون بأرواحهم فداء للدين والوطن والحق.

مشاركة :