قال إسماعيل محمد البلوشي، والد الشهيد محمد إسماعيل البلوشي إنه تلقى نبأ استشهاد ابنه بسعادة وفرح، ولم يكن للحزن مساحة في محيط أسرته وبين جيرانه الذين توافدوا على منزلهم فور تلقي الخبر للوقوف بجانبهم، مشيراً إلى أن الشهادة أمر متوقع طالما أن الإنسان ارتدى الزي العسكري وحمل راية الدفاع عن مقدسات الدولة ومكتسباتها وواجباتها في إعانة المظلوم وخدمة المحتاجين. وأوضح أن الشهيد التحق في الخدمة العسكرية منذ أكثر من 22 عاما، ولديه 9 أبناء 8 ذكور وابنة واحدة، مؤكداً أن الأبناء جميعهم رهن اشارة الدولة، وسوف تجتهد الأسرة على إلحاقهم بالخدمة العسكرية لخدمة الوطن الذي قدم ومازال يعطي أبناءه الكثير. من جانبها تروي عائشة عبدالرحمن والدة الشهيد اللقاء الأخير الذي جمعها بابنها حينما أخبرها برغبته في الالتحاق بالمهمة في خارج الدولة، حيث قالت له لماذا تذهب وأنت تعاني من ألم في الظهر ويمكنك الحصول على إعفاء من المهمة، فرد عليها بأن الرغبة جاءت من نفسه وبادر بالتسجيل ويتمنى أن ينال الشهادة، مشيرة إلى أنه ما كان منها إلا أن تشجعه والدعاء له بالتوفيق والسداد. وأوضحت أن الشهيد كان باراً بهما وبإخوته وتحمل مسؤوليتهم حتى التحقوا بالعمل نظراً لظروف والديه الصحية التي لم تمكنه من القيام بذلك، مؤكدة أن آخر تواصل كان مع شقيقته التي أوصاها عليهم وعلى أبنائه وكأنه يشعر بأن موعد استشهاده اقترب. ولفتت أم الشهيد أن دم ابنها ليس أغلى من الوطن ودم الشهداء الذين استشهدوا دفاعاً عن وطنهم ونصرة المظلومين، مشيرة إلى أن حزن الفراق يكون على من توفاه الله بصورة أو أخرى ولكن ليس على الشهيد الذي ينال الكرامة والشرف في الدنيا والآخرة. شهيد مدينة مربح أوصى ببناء مسجد استقبل أفراد العائلة موكب جثمان ابنها الأكبر الشهيد جاسم سعيد السعدي بكل فخر واعتزاز بما قدمه للوطن والأمة. وأفادت فاطمة جاسم سعيد أخت الشهيد بأن أخاها الشهيد برتبه عريف أول بالقوات المسلحة، وغير متزوج وهو أكبر إخوانها الذكور، حيث يبلغ من العمر 24 عاماً. وتابعت: أن الشهيد كانت له مشاركات عسكرية في عدة دول وهي البحرين وباكستان، إلا أنه كان يشعر في داخله بقرب منيته، مشيرة إلى أنه ذهب دون أن يودع أي فرد من أفراد العائلة، ولكنه وقبل ليلة استشهاده اتصل في تمام الساعة الحادية عشرة مساء يوم الخميس وتحدث إلى أسرته كاملة، ولم يترك فردا منهم من غير أن يحادثه أو بالأحرى يودعه، وأوصى بأن تباع سيارته الجديدة التي اشتراها قبل مغادرته الدولة لليمن وأن يبنى بثمنها مسجد له. وعبرت واحدة من جارتهم أن الشهيد كان شخصية يكن لها الجميع كل التقدير والاحترام، وباراً بأهله، والمنطقة كلها تبكيه وتودعه، مؤكدةً بأنهم لن يترددوا في تقديم أرواح أبنائهم أو إخوانهم فداء للوطن، والوقوف صفاً إلى صف بجانب قيادة الدولة الرشيدة. وقــد شــارك الآلاف من منطـــقة الشهيد بمربح والمناطق المجاورة أمس لوداعه، وذلك بعد الصلاة عليه في مسجد القوات المسلحة بإمارة الفجيرة، وتم نقل نعش الشهيد إلى مثواه الأخير ليدفن بحضور جموع غفيرة من المواطنين.
مشاركة :