نيون (سويسرا) - يتجدد الموعد بين الغريمين الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو لكن هذه المرة بألوان فريقيهما الجديدين باريس سان جرمان الفرنسي ومانشستر يونايتد الإنكليزي، وذلك بعدما وضعتهما قرعة ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا التي سحبت الإثنين في مواجهة بعضهما. وكان محتماً منذ أن سُحبت قرعة دور المجموعات بأن يشهد ثمن النهائي مواجهات من العيار الثقيل بعدما وضع مانشستر سيتي الإنكليزي وصيف الموسم الماضي مع باريس سان جرمان (المجموعة الأولى)، ليفربول الإنكليزي مع أتلتيكو مدريد الإسباني وميلان الإيطالي وحتى بورتو البرتغالي (الثانية)، ريال مدريد الإسباني مع إنتر الإيطالي (الرابعة)، بايرن ميونيخ الألماني مع برشلونة الإسباني (الخامسة)، وتشلسي الإنكليزي حامل اللقب مع يوفنتوس الإيطالي (الثامنة). وكانت المفاجأة المدوية في دور المجموعات، فشل برشلونة الإسباني في التأهل الى ثمن النهائي لأول مرة منذ موسم 2003-2004، فيما ذهب ميلان ضحية مجموعته القوية التي تأهل عنها ليفربول وأتلتيكو. وبما أن فرق سان جرمان، أتلتيكو، إنتر وتشلسي تأهلت الى ثمن النهائي في المركز الثاني، فكانت بطبيعة الحال تواجه خطر خوض مواجهة شاقة مع احترام مبدأ عدم لقاء فريقين من نفس البلد، أو فريقين كانا معاً في دور المجموعات. أتلتيكو يواجه بايرن  وكان الخيار الأثقل في القرعة على أتلتيكو، إذ وضعته في مواجهة بايرن ميونيخ الساعي الى تحقيق الثأر من النادي الإسباني الذي أقصاه من نصف النهائي عام 2016 وبلغ النهائي قبل أن يخسر أمام جاره ريال. ورأى المدرب الجديد لبايرن يوليان ناغلسمان "إنها قرعة جيدة ضد خصم مثير للاهتمام وفي مدينة جميلة (مدريد). أتطلع بفارغ الصبر للمباراة. ستكون مواجهة مثيرة ضد مدرب عاطفي" في إشارة الى المدرب الأرجنتيني لأتلتيكو دييغو سيميوني. أما المدير الرياضي للنادي البافاري النجم البوسني السابق حسن صالح حميدجيتش، فقال "شاهدت أتلتيكو ضد ريال في الأمس (الأحد حيث خسر أتلتيكو صفر-2 في الدوري المحلي). نعلم ما بإمكانهم فعله ونعلم ما بإمكاننا فعله. كنا معهم في نفس المجموعة العام الماضي (فاز بايرن 4-صفر وتعادلا 1-1). إنهم فريق من الطراز الرفيع، حاملو لقب الدوري الإسباني. علينا أن نقدم أداء كبيراً في الناحيتين الدفاعية والهجومية". ومن المؤكد أن الأنظار شاخصة أكثر من أي مواجهة أخرى على اللقاء بين سان جرمان ويونايتد في ظل وجود ميسي ورونالدو وخصومتهما التي سطرت حقبة رائعة مثيرة في تاريخ اللعبة خلال تواجدهما معاً في الدوري الإسباني. وتواجه اللاعبان اللذان نالا معاً جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب 12 مرة بين 2008 و2021، بين 2009 و2018 خلال وجود رونالدو مع ريال مدريد، قبل أن يتركه في صيف 2018 للانضمام الى يوفنتوس. ثم لحق به ميسي الصيف المنصرم وترك برشلونة بعدما دافع عن ألوان الفريق الأول منذ 2004، للالتحاق بزميله السابق في النادي الكاتالوني البرازيلي نيمار بالانضمام الى سان جرمان، وذلك ضمن مساعي الأخير لتحقيق الهدف الأسمى بالنسبة لإدارته القطرية وهو إحراز لقب دوري الأبطال الذي أفلت من النادي الباريسي عام 2020 بخسارته في النهائي على يد بايرن ميونيخ. وتقام مباريات ثمن النهائي في 15 و16 و22 و23 شباط/فبراير ذهاباً و8 و9 و15 و16 آذار/مارس إياباً. وبعيداً عن إثارة المواجهة بين ميسي ورونالدو، يبحث سان جرمان عن الثأر من "الشياطين الحمر" الذين أقصوا النادي الباريسي من الدور ذاته عام 2019 بعدما عوضوا خسارتهم ذهاباً على أرضهم صفر-2 بالفوز إياباً في باريس 3-1 بفضل هدف قاتل لماركوس راشفورد في الوقت بدل الضائع.  ريال يعود بالذاكرة الى نهائي 1962  صحيح أن الفريقين تواجها في الموسم الماضي، لكن ذلك كان في دور المجموعات حين فاز يونايتد 2-1 في باريس ثم خسر على أرضه 1-3، ما أدى الى فشله في التأهل للدور ثمن النهائي بحلوله ثالثاً خلف سان جرمان ولايبزيغ الألماني. وسيعود ريال مدريد، حامل الرقم القياسي بعدد ألقاب المسابقة (13)، بالذاكرة الى نهائي عام 1962 بعدما أوقعته القرعة بمواجهة بنفيكا الذي تغلب في حينها على النادي الملكي 5-3 بقيادة الأسطورة أوزيبيو. وسيكون ريال بقيادة المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي والهداف الفرنسي كريم بنزيمة مرشحاً لتخطي الفريق الذي اقصاه أيضاً من الدور ربع النهائي عام 1965 بالفوز عليه 5-1 ذهاباً قبل الخسارة إياباً 1-2 في آخر مواجهة رسمية بين الفريقين. كما يعود إنتر وأياكس اللذين وضعتهما القرعة في مواجهة بعضهما، في الذاكرة الى نهائي 1972 الذي أحرزه الطائر الراحل يوهان كرويف ورفاقه 2-صفر. وجاءت المواجهات الأخرى بالنسبة للأندية الكبيرة متوازنة الى حد كبير، إذ وقع مانشستر سيتي وصيف الموسم الماضي ضد فياريال، مواطنه ليفربول ضد سالزبورغ النمسوي الذي بلغ ثمن النهائي للمرة الأولى. أما الفريق الإنكليزي الآخر تشلسي حامل اللقب، فوقع بمواجهة ليل الفرنسي الذي يبلغ الدور الإقصائي للمرة الأولى منذ موسم 2006-2007 حين انتهى مشواره على يد مانشستر يونايتد، فيما يلعب يوفنتوس الإيطالي ضد سبورتينغ البرتغالي.