مبادرة روسيا إلى طرح مشروع «الأمن الحيوي» للحماية من فيروسات ناشئة جراء ذوبان الجليد الأزلي، في إطار منظمة مجلس منطقة القطب الشمالي الذي تولت رئاسته العام الجاري، يؤكد القلق المتنامي من خطر جديد محدق بالبشرية، كما يرى خبراء والعديد من الدراسات، ما يعني أن الخطر مزدوج، إذ إن ذوبان الجليد تترتب عليه تداعيات مناخية، وفي نفس الوقت ينذر بإطلاق فيروسات مختبئة. ويضم مجلس منطقة القطب الشمالي كلاً من روسيا وكندا والولايات المتحدة والدنمارك والنرويج وفنلندا. ويقضي المشروع الروسي بمكافحة الفيروسات التي قد تنشأ جراء ذوبان الجليد الأزلي في منطقة القطب الشمالي. وتنقل وكالة تاس الروسية عن سفير المهام الخاصة في وزارة الخارجية الروسية ورئيس لجنة المسؤولين الدوليين في مجلس القطب الشمالي، نيقولاي كورتشونوف، قوله إن الاحترار العالمي في المناطق الشمالية للكرة الأرضية قد يتسبب في استيقاظ الفيروسات التي كانت تختبئ سابقاً تحت طبقات الجليد الأزلي. وقد طرحت موسكو مشروع التصدي المشترك لهذا الخطر. كورتشونوف قال في مقابلة مع قناة «زفيزدا» التلفزيونية الروسية، أمس، إن هناك خطراً لإحياء فيروسات مجمدة قديمة، ويجب على علماء العالم أن يكونوا جاهزين للتصدي لهذا الخطر قبل أن يهدّد البشرية. كما يجب عليهم الإنذار المبكر عن كل المخاطر التي تجلبها ظاهرة الاحتباس الحراري. لا عودة وكان العلماء أعلنوا العام الماضي أن ذوبان الغطاء الجليدي في غرينلاند قد مر بـ«نقطة اللاعودة»، والجبال الجليدية محكوم عليها بالفناء، مهما فعلت البشرية، بغض النظر عن الطريقة التي تحاول بها إيقاف عملية الاحتباس الحراري. وأشارت الدراسة التي نشرتها مجلة Nature العلمية، إلى أن الجبال الجليدية الذائبة في غرينلاند تنتهي آخر المطاف في المحيط، وأنها مصدر رئيسي لارتفاع منسوب الماء في البحار. والمقصود بالأمر هو 280 مليار طن متري من الجليد الذائب كل عام. وفي سبتمبر الماضي، كشف التقرير السنوي للبرنامج الدولي Copernicus Ocean، الذي أعده 120 عالماً يمثلون أكثر من 30 دولة، عن انخفاض حجم جليد القطب الشمالي إلى أدنى مستوى خلال العامين الماضيين. وأشارت مجلة Journal of Operational Oceanography، إلى أنه خلال العقد الماضي، انخفض مستوى جليد القطب الشمالي بنسبة 13 بالمئة مقارنة بعام 1979، وانخفض متوسط سمك طبقة الجليد في بحر بارنتس بنسبة 90 بالمئة. وخلصت دراسة أجرتها جامعة يونيفرسيتي كولدج في لندن، يونيو الماضي، إلى أن الجليد في المناطق الساحلية الرئيسية في القطب الشمالي يتقلص على نحو يتجاوز المعدل المتعارف عليه حالياً. وأظهرت الدراسة أن الكتلة الجليدية قبالة سواحل المحيط المتجمد الشمالي تذوب بسرعة أعلى بمرتين مما تشير إليه التقديرات الحالية، في خلاصات تعزز المخاوف بشأن التغيّر المناخي. وخلصت الدراسة، التي نشرت نتائجها مجلة «ذي كريوسفير»، إلى أن الجليد في المناطق الساحلية الرئيسية في القطب الشمالي يتقلص بنسبة تراوح بين 70% إلى 100% أكثر من المعدل المتعارف عليه حالياً. وتوصل الباحثون إلى إعادة التقييم اللافتة هذه باستخدام خرائط أحدث تتعلق بسماكة الثلج فوق الجليد، تأخذ في الاعتبار هذه المرة الأثر المترتب عن عقود عدة من التغير المناخي. تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :