تونس - بدأ الحزب الدستوري الحر في تونس اليوم الثلاثاء بقيادة رئيسته عبير موسي، اعتصاما أمام مقر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وسط العاصمة، للمطالبة بإغلاقه، فيما تمركزت وحدات من قوات الأمن أمام مقر الاتحاد بعد أن وجه الأخير، دعوة إلى سلطات البلاد لحماية مكتبه. ورفع المشاركون في الاعتصام شعارات على غرار "لن نستسلم" و"معا لغلق المقر" و"لا للفكر المتطرف". وفي تصريحات للصحفيين على هامش الاعتصام، اتهمت موسي الرئيس التونسي قيس سعيد، بـ"حماية" هذه الجمعية التي وصفتها بـ"المتطرفة". وقالت رئيسة الحزب الدستوري الحر "هذه الجمعية ليست مؤسسة أو منظمة تنموية، والاعتصام لن يعطل أعمالها وإنما هي وكر للفكر للمتطرف هدفه ضرب السيادة التونسية"، مضيفة "سنواصل الاعتصام ولن نتراجع إلى حين غلقه." والأحد، دعا العالمي لعلماء المسلمين السلطات التونسية إلى حماية مكتبه وذلك بعد إعلان رئيسة الحزب الدستوري الحر، العودة للاعتصام أمام مقره للضغط على السلطات لإغلاقه. وفي مارس/آذار الماضي، ندد الاتحاد في بيان باقتحام مقره في تونس من جانب موسي وأنصارها، معتبرا الأمر "فضيحة بالنسبة للدولة التونسية". وكان الحزب الدستوري الحر وهو امتداد لحزب التجمع الدستوري الديمقراطي المنحل والذي كان مهيمنا على السلطة في تونس لمدة 23 بزعامة الرئيس التونسي الأسبق الراحل زين العابدين بن علي الذي أطاحت به ثورة يناير/كانون الثاني 2011، قد نفذ اعتصامه المفتوح الأوّل أمام مقرّ اتحاد العلماء المسلمين في نوفمبر/تشرين الثاني 2020، ليعود مجدّدا في مارس/آذار 2021. وكان القضاء التونسي قد رفض العام الماضي، دعوى تقدم بها الحزب لإيقاف نشاط الاتحاد بالبلاد. وفي أكثر من مناسبة، اتهمت موسي الاتحاد بالتطرف ومحاولة اختراق الدولة التونسية، وهو ما نفاه الاتحاد مرارا. وأُسس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين عام 2004 ومقره في العاصمة القطرية الدوحة، وهو مؤسسة شعبية مستقلة عن الدول تضم أعضاء من بلدان العالم الإسلامي والأقليات والمجموعات الإسلامية خارجه. ووفق موقعه الإلكتروني، يمثل الاتحاد مرجعية شرعية أساسية في تنظير وترشيد المشروع الحضاري للأمة المسلمة، في إطار تعايشها السلمي مع سائر البشرية. لكنه واجه اتهامات خاصة حين كان يرأسه يوسف القرضاوي الذي أفتى بجواز العمليات الانتحارية وأهدر دم الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، بنشر الفكر المتطرف وبدفاعه عن منظمات إسلامية متطرفة من بينها جماعة الاخوان المسلمين. وسبق للقرضاوي أن تباهى بخروج "ثورات الربيع العربي" من تحت عباءته وهو الذي حرّض مرارا على العنف خاصة في مصر بعد أن عزل الجيش في العام 2013 الرئيس محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين والذي قالت السلطات المصرية إنه توفي في السجن بعد تعرضه لوعكة صحية.
مشاركة :