جسم الإنسان يحتاج في كل يوم تشرق فيه الشمس إلى الطعام والماء، الماء يشكل حوالي 60 بالمائة من وزن الإنسان أما كمية الطعام فتعتمد على الطول والجنس والعمر والحالة العامة للصحة والوظيفة وأنشطة أوقات الفراغ والأنشطة البدنية وكمية الطعام تقاس بكمية السعرات الحرارية هذا غذاء الجسم. ماذا عن غذاء العقل؟ ولقد كرم الله سبحانه وتعالى بني آدم، أي كرمه بالعقل الذي من خلاله يستطيع الفرد التدبير والتفكير والتحليل والتميز. القراءة كما يقال هي غذاء العقل التي أثبتت الأبحاث أنها تقي الإنسان من الأمراض العقلية وتُقوي الذاكرة. قيل لأرسطو: كيف تحكم على إنسان؟ فأجاب: أسأله كم كتاباً يقرأ وماذا يقرأ؟ حقاً القراءة تساهم في توسيع دائرة المعارف لكل إنسان وزيادة معلوماته ومعارفه المختلفة، كذلك إكساب الإنسان المعلومات حول ما يقرأ عنه إضافة إلى أنها وسيلة اتصال رئيسية للتعلم والتعرف إلى الثقافات والعلوم المختلفة، ومصدر للنمو اللغوي والشخصي للإنسان. قال المتنبي: «أعز مكان في الدنى سرج سابح وخير جليس في الأنام كتاب» إنها ثقافة القراءة في مجتمعنا العربي وخصوصاً السعودي، أشارت اليونسكو في أحد تقاريرها إلى أن معدل القراءة في العالم العربي لا يتجاوز 6 % رقم مخيف، لا أريد الدخول في مقارنة بين العالم العربي والعالم الغربي في ثقافة القراءة. نحن أمة اقرأ فكيف نصبح «أمة اقرأ.. لا تقرأ»! فالقراءة تحرر العقول من الجهل والتخلف وتنيرها بنور المعرفة والثقافة. ويحضرنا هنا قول عباس محمود العقاد إن القراءة تضيف إلى عمر الإنسان أعماراً أخرى. إن بريق الكتاب الورقي بدأ يخفت هذه الأيام بعد أن أصبحت الشاشة الإلكترونية تفي بالغرض حيث أصبحت عملية تحميل الكتاب الإلكتروني بديلاً سهلاً هل يكفي أم ملمس الكتاب له عالمه؟ أرى أن وزارة التعليم لها دور كبير ومهم في نشر وغرس ثقافة القراءة الحرة عند الأطفال في المرحلة الابتدائية، وهنا أقترح على الوزارة أن تخصص عدة كتب مفيدة وقيمة لهذه الفئة العمرية وتخصص حصة من حصصها الأسبوعية لمناقشة ما تم قراءته، إضافة إلى تشجيع الأهل بالتوعية عن طريق الرسائل بفائدة القراءة الحرة في البيت وربما مساهمة ومساعده الوزارة بإرسال الكتب المفيدة للأهل. كما أقترح على الوزارة تخصيص مكتبات تقليدية ورقمية، ودمجها بوسائل اتصال وتقنيات حديثة في كل مدرسة وتقييم أداء المدارس بناء عليها. شخصيًا أرى أعظم درس يمكن أن نُعلمه لطلابنا وطالبتنا هو تعليمهم حب القراءة الحرة. المركز السعودي لاستطلاعات الرأي له دور فعال وحيوي في نشر الاستطلاعات والمعلومات حول نشر ثقافة القراءة عند الجميع وله دور في تحقيق هدف رؤية المملكة 2030 بأن تكون الثقافة نمط حياة، نعم نمط حياة هذه العادة الإيجابية، حيث الأسرة تتعامل مع القراءة كجزء من نمط حياة وأسلوب معيشة وجزء من البرنامج اليومي. (إن أكبر هزيمة في حياتي هي حرماني من متعة القراءة بعد ضعف نظري) نجيب محفوظ.
مشاركة :