كان مشروع مجلس التعاون الخليجي دائماً مدفوعاً بآمال وتطلعات قادة وشعوب دوله مستنداً إلى المقومات السياسية والتاريخية والاجتماعية والثقافية والتنموية والاقتصادية المشتركة بين الخليجيين التي تشكل هذه المنظومة وتمنحها فرص النجاح!لكن المنعطفات التي مر بها هذا المجلس على مدى أكثر من ٤٠ عاماً لم تعد تكفيها الآمال والتطلعات ولا العواطف والأمنيات، فالتجارب التي مرّ بها المجلس برهنت على أن أهداف المجلس ليست شعارات ووجوده ليس رفاهية، فالأحداث التي مرّت بها المنطقة والتحديات التي واجهتها دون انقطاع تحتّم أن يكون المجلس فاعلاً في تحقيق أهداف دوله ودفع المخاطر عن مشاريع البناء والتنمية والرفاهية التي باتت جزءاً من هوية الدول الخليجية، ولم تعد الشعوب تنتظر من قادتها سوى ما يحافظ على المكتسبات ويحقق الطموحات!العثرات التي واجهت المجلس في لحظات الاختلاف والتباين في السياسات أثبتت أن الاختلاف ترف لا يتحمله الخليج العربي في مواجهة المخاطر التي تعصف بالمنطقة ولا التهديدات الصريحة التي تمثلها مشاريع الهيمنة والفوضى، كما أن الحفاظ على استقرار دول الخليج وسط بحر متلاطم من الفوضى يتطلب التحلي بالمسؤولية والوعي والتجرد من أوهام الذات، فالخليج أشبه بالجسد الواحد الذي لا تنفصل أجزاؤه عن التأثر بالضرر!ورغم أن أزمة احتلال الكويت وتهديد فوضى الخريف العربي قدمت أكثر من درس وعبرة في أهمية التضامن إلا أن الزمن قدم المزيد من الدروس والعبر خلال أزمة الخلاف الأخيرة، وما يجب أن يعيه الجميع أن الحاجة لتنسيق السياسات الخليجية وتوحيد المواقف من المخاطر المحيطة وأهمها المشروع النووي الإيراني لم يعد خياراً بل هو حتمي إذا ما أراد الخليجيون أن يدفعوا المخاطر عن بلادهم ويحافظوا على مكتسباتهم التنموية ويواصلوا مسيرتهم نحو المستقبل على أرض صلبة ومستقرة!< Previous PageNext Page >
مشاركة :