تحل احتفالات مملكة البحرين بأعيادها الوطنية إحياء لذكرى قيام الدولة البحرينية الحديثة في عهد المؤسس أحمد الفاتح دولة عربية مسلمة عام 1783م. وذكرى تولي حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى حفظه الله مقاليد الحكم، فتعيدنا بالذاكرة إلى الماضي القريب والبعيد، وما مرت به مملكة البحرين الغالية من مراحل سريعة متطورة في دفع عجلة الازدهار الاقتصادي والاجتماعي والسياسي، وبصورة متوازية متوازنة حتى بلغت مصاف الدول المتطورة عالميا بمشاركتها شقيقاتها دول الخليج العربي في مظاهر التقدم والنمو والاستقرار وبدرجة متقدمة، وكل ما تحقق بجهود سامية للقيادة العليا بتوجيه جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة وبخبرة وإخلاص رجال الحكومة الرشيدة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس الوزراء سلمه الله .. ويشعر الشعب البحريني الوفي ومعه كل الشعوب العربية والإسلامية بالفخر والاعتزاز بالمكاسب والمنجزات المتواصلة التي حققتها القيادة المخلصة في مملكة البحرين بتوجيه وإشراف مباشر من جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة نصره الله والذي تميز عهده المبارك بالتسامح والتعاون والترابط الصادق بين الشعب البحريني العربي الوفي بكل صنوفه الشعبية والدينية متمتعين بالمساواة التامة أمام سلطة القانون حسب الضمانة الدستورية والتي عززها الميثاق الوطني وبنود المحكمة الدستورية العليا الممثلة بالمصدر المنير لحقوق وواجبات الشعب البحريني تحت مظلة المواطنة الصالحة والتي يستظل تحتها كل المواطنين من دون تمايز وتمييز وهذه المكاسب الدستورية المهمة التي يتمتع بها المجتمع البحريني تمثل مفخرة لعهد جلالة الملك حفظه الله ويحظى بالتقدير والإعجاب من كل شعوب الأمتين العربية والإسلامية ورمزا عالميا مؤثرا في منهاج وقواعد المنظمات الإقليمية والدولية لحقوق الأنسان. إن المملكة البحرينية الفتية بقيادتها الحكيمة والشجاعة وريثة المجد العربي والإسلامي، وتاريخها السياسي المنير بمظاهر الوحدة والقوة والسلام منذ عهد الشيخ المؤسس أحمد الفاتح تواصل وبكل فخر ومجد العهد الحاضر الزاهي عهد ملك التسامح والإصلاح والجد في القرار السياسي عهد الملك المفدى والذي تخطى كل المراحل الصعبة في تاريخ البحرين الحاضر بكل شجاعة ورباطة جأش من أجل استمرارية الاستقرار والنماء والسلام بتلاحم مثالي من شعبه البحريني الوفي والتمسك دائما بوحدته الوطنية وبذله كل غالٍ في سبيل الوطن والمواطن الصالح. مرتكزا على المبادئ السامية التي بشر بها دين الإسلام الوسطي الحنيف وقد أكد جلالة الملك هذا النهج الصالح في عدة مناسبات رسمية وشعبية فقد قال جلالته ضمن خطاب الترحيب بضيفه الكبير فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب إمام الأزهر الشريف بقوله نصره الله: ( وإذ نفخر بانتمائنا إلى الأمة الإسلامية الوسطية ومساندتنا لكل جهد يثري مسيرتها فإننا نعتز بدور المؤسسات الشامخة في رعاية النهج الوسطي الأصيل ونشيد بالدور الرائد للأزهر الشريف ورجاله في ساحة الفكر الإسلامي الداعي إلى الاعتدال مثمنين لفضيلة الأمام الأكبر دوره الكبير في هذه المسيرة ومعبرين عن بالغ سرورنا بهذه الزيارة الكريمة» ومن جانبه أثنى الأمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر ورئيس مجلس حكماء المسلمين قائلا فضيلته: «أجدني لا أتردد في أن أحييكم جلالة الملك وأشد على يديكم في سياستكم الحكيمة التي ترعى حقوق المواطنة وتحقن دماء الناس وتحفظ وحدة الصف وتوفر الأمن والسلام لشعبك ووطنك» وتابع الأمام الأكبر قائلا: «فسرْ على بركة الله واثبت على النهج الذي اخترته وهو نهج التآخي والإصلاح فهو الطريق الذي لا طريق غيره في هذا المنعطف الذي تمر به منطقتنا العربية وشرقنا الأسلامي مرتكزين على هذه المبادئ الوسطية السمحة ومسلحين بعون من الله ونصره»، ومن ثم الفخر بحماة الوطن من كتائب قوة دفاع البحرين البواسل مجهزون بأحدث الأسلحة المتطورة وبأفضل المعدات العسكرية في العالم، الجوية منها والبحرية والبرية والصواريخ، والمثال الحي على ذلك مشاركتها ببسالة بالدفاع عن الشرعية الدستورية في أرض اليمن الشقيق نصرةً للنداء مع أشقائه لدحر مليشيات الإرهاب والطائفية الحوثية ونصراً للشرعية في اليمن الشقيق. وتبرز سياسة مملكة البحرين الخارجية الرزينة والفعالة في تحقيق المراكز المتقدمة في عالم الدبلوماسية الصادقة في مجالها الإقليمي والدولي والمعتمدة على الثقة والاحترام والتمسك بكل المواثيق والمعاهدات الدولية حتى غدت رمزا للدبلوماسية الناجحة ومازالت مسيرتها الصادقة منذ أن أرسى أسسها المغفور له بإذن الله سمو الأمير الراحل الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة ونفذ التوجيه السامي رائدها وبكل تقدير سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة والذي ساهم بجهود متواصلة لتأسيس المنظومة الدبلوماسية الحديثة ونماها مطوراً باستراتيجيتها الحديثة كل الوزراء الأكارم الذي تولوا زمام تنفيذ السياسة الخارجية والإشراف على المسيرة الدبلوماسية البحرينية وصولا إلى وزير الخارجية الحالي معالي الأخ الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني والذي لمسنا من قرب وبتقدير عالٍ جهوده المشكورة في الرياض حين تسلمه مهام الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج وقد أثبت وبجدارة الخبير بأسس السياسة العالمية في ترجمة شعار سلام القوة وبتوجيه القيادة البحرينية العليا لتنفيذه على أرض الواقع عبر دبلوماسية منظمة بتبني مملكة البحرين سياسة التسامح والتعاون إقليميا ما نال إعجاب الصديق وذهول العدو. كل هذه المكاسب السياسية والاقتصادية جاءت ثمرة موروثة للجهود المتراكمة تطويريا حتى بلغنا عهدكم المبارك المميز برمز العدالة والفخر مجمع شيم العرب وشجاعة وحكمة نسبكم الأصيل، مميزاً هذا العهد باعتلاء بلادنا الغالية مركز المبادرة في الدفاع عن الحق العربي، ومحاربة الإرهاب العالمي بكل جرأة وشجاعة وإقدام وبالرأي السديد منفذا بطموحات الشباب من قيادتنا الشابة المخلصة المتمثلة بالشخصية الشجاعة المميزة لولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة أيده الله الركن القوي لعهدكم الزاهر، والذي برهنت الأحداث المتسارعة التي تعيشها منطقتنا الإقليمية شجاعته وكفاءته العالية ونجاح خططه المستقبلية ومدى إخلاصه للدين والملك والوطن، والرغبة الصادقة في خدمة شعبنا الوفي العربي البحريني وأمتنا العربية والإسلامية. إنها دعوة صادقة إلى كل الزملاء الإعلاميين والمفكرين في جمعية الصحفيين الخليجيين ومقرها المنامة لتوحيد منظورهم وآرائهم السياسية والفكرية نحو هدف واحد يخدم الأمن القومي والمصلحة العليا لشعبنا الخليجي العربي وأمتنا العربية والإسلامية في هذا الظرف الصعب المتسارع بأحداثه، والذي يستوجب أن نوحد صفنا ونكتب بقلم واحد، لدحر أكاذيب وافتراءات أعداء أمتنا والطامعين بجغرافيتنا وسيادة أوطاننا. كل التقدير والفخر لتطبيق مملكة البحرين وبدعمها الملكي السامي سياسات عالمية لتعايش الأديان وبشكل إنساني امتثالا لتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف ومبادئ العروبة وخصالها الداعية إلى السلام والأخوة بين كل شعوب العالم وتتميز مملكة البحرين بعلاقة احترام وتقدير مع كل المؤسسات والمراكز الدينية في العالم وقد برهنت رسالة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان والذي تسلمها جلالة الملك حفظه الله قبل أيام معبرا من خلالها بابا الفاتيكان عن شكره وتقديره لجلالة الملك وشعب البحرين عن افتتاح الكاتدرائية في المنامة وتقدير التعايش السلمي بين الأديان والثقافات داخل المجتمع البحريني. ومن الجدير بالذكر أن القلائل ممن يعرفون أن الطائفة اليهودية ذات الجذور العراقية لها دور بارز في التفاعل مع مبدأً التعايش بين الأديان والثقافات في المجتمع البحريني حيث فضل كثير منهم الهجرة من العراق إلى البحرين.. ولسان حال كل مواطن في المجتمع البحريني ومقيم في هذه المملكة الغالية نحو الجهود الملكية السامية الشكر والعرفان و يبادله الحب والوفاء مع الدعوات الصادقة بأن يمن الله تعالى على مقامكم السامي بالصحة والقوة والتوفيق من عنده.. وأن يحفظ شعب البحرين الوفي متماسكا في وحدة وطنية صلبة امتنانا وعرفانا بالمكاسب السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي نعيشها في عهدك المبارك، مسيرة خير وعطاء تتجدد بقوة وتطور دائمين من أجل رفاه وازدهار الوطن الحبيب مملكة البحرين. وكل عام وأهلنا في البحرين بعز وقوة وخير بإذن الله.
مشاركة :