يعتبر النوم من أعظم نعم الله جل جلاله على الإنسان، لذلك يحتاج الإنسان للنوم ليستعد النشاط بعده وقوته الذهنية والبدنية. وبتاريخ 17 رمضان الماضي 1442هـ قرأت معلومة منسوبة لخبراء يحددون وضعية النوم الصحي وأن لها فوائد عديدة للجسم لكنها تختلف من وضعية إلى أخرى وجاء فيها: أن النوم على البطن قد يجهد العمود الفقري والرقبة والكتفين وأسفل الظهر والإحساس بأعراض الحرقة لتدفق حمض المعدة إلى المريء ويصعب التنفس ولذا ينصح بتجنب النوم عليه، والنوم على الظهر يحافظ على المنحى الطبيعي للعمود الفقري ويخفف من آلام الظهر والكتف ولكنها تعوق تدفق الهواء مما قد يعوق التنفس أثناء النوم، وأن الأفضل الجمع بين النوم على الظهر والبطن بطريقة حكيمة إلخ، بصراحة وإن لم أكن خبيرا ولكني مجرب وقارئ فالنوم المريح والصحيح هو ما أرشدنا إليه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم منذ أكثر من 1400 عام وقد أيدتها دراسة أميركية جاء فيها: أن القلب يعمل بمجهود أقل إذا كان في الجزء العلوي من الجسم، وهو الوضع الذي يحدث عند النوم على الشق الأيمن، فيضخ القلب الدم للجزء الذي أسفل منه بكل سهولة مما يساعد على تهدئة جسم الإنسان ويؤدي إلى النوم السريع، بل إن وضع اليد اليمنى تحت الخد الأيمن يؤدي إلى تفريغ الشحنات الكهربائية الزائدة والمتراكمة في المخ، مما يساعد الإنسان على الاسترخاء والنوم بكل راحة، بل إن النوم على الشق الأيمن يمنح الجسم والعقل الراحة والهدوء أثناء النوم، ويوفر الراحة الكاملة لأداء القلب، إلى جانب تسهيل مهمة المعدة بوظيفتها بإخراج وهضم الطعام وبأداء أفضل، ويحفز القصبة الهوائية بطرح وإخراج الإفرازات المخاطية من داخلها وهذا هو الصواب فالنوم على الجانب الأيمن هو الصحيح والسليم والمفيد وفقا لما دلنا عليه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم حين قال فيما روي عن البراء بن عازب، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم اضطجع على شقك الأيمن، ثم قل: اللهم أسلمت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، اللهم آمنت بكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذي أرسلت، فإن مت من ليلتك فأنت على الفطرة، واجعلهن آخر ما تتكلم به»، وعن أبي قتادة رضي الله عنه، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم «إذا كان في سفر فعرس بليل اضطجع على يمينه، ونصب ذراعه ووضع رأسه على كفه» رواه مسلم. وعن حفصة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اضطجع على فراشه اضطجع على شقه الأيمن ويقول: «اللهم قني عذابك يوم تجمع عبادك». وأما أنا فقد جربت النوم على الجانب الأيمن منذ أكثر من أربعين سنة وكنت قبلها وخلال شهر رمضان خاصة كنت أنام على الجانب الأيسر أحيانا وربما على البطن أحيانا أخرى فأتألم من حمض المعدة ساعات طوال فتنبهت أو اهتديت إلى النوم على الجانب الأيمن ومنذ ذلك الحين وإلى اليوم لم أحس بالحمض أبدا والحمد لله ولاحظت أن النوم على الجانب الأيسر وعلى الظهر بأنه غير مريح بتاتا ثقل في التنفس وشعور بعدم الراحة في النوم ولذا أنصح بالنوم على الجانب الأيمن لفوائده العظيمة (نوم مريح من جميع الوجوه) وهو ما أرشدنا إليه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم جازما أن من جرب تلك الطريقة سيرتاح في نومه تماما بإذن الله اللهم إلا إذا كان هناك خلل بالمعدة وما يتعلق بها كضعف الصمام الواصل بين المعدة والمريء أو فتق في الحجاب الحاجز أو بسبب السمنة (نقلا عن الدكتور محمد العقيل) استشاري الجهاز الهضمي.
مشاركة :