مع تصاعد الخلافات بين رئاستي الجمهورية ومجلس النواب في لبنان، وغداة إعلان الرئيس ميشال عون أنه يؤيد الدعوة لعقد اجتماع للحكومة حتى لو قاطعها الوزراء الشيعة، وهو ما يرفضه حتى الساعة رئيس الحكومة نجيب ميقاني، قال رئيس مجلس النواب نبيه بري، إنه "مستعد للصعود مشياً على الأقدام إلى قصر بعبدا لمقابلة الرئيس عون، إذا شعرت بوجود إيجابيّة لإيجاد حلّ للأزمة التي نعيشها". وخلال استقباله وفداً من نقابة محرري الصحافة اللبنانية برئاسة النقيب جوزيف القصيفي، أمس، أشار بري إلى أنه طلب من رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي سهيل عبود أن يكون للمجلس دورٌ في قضيّة قاضي التحقيق في انفجار مرفأ بيروت طارق البيطار، الذي يطالب بري ومعه "حزب الله" بتنحيته عن التحقيق، أو بالحد الأدنى منعه من التحقيق مع الوزراء والنواب السابقين. وأكد رئيس مجلس النواب أن "الانتخابات حاصلة حتماً ضمن المهلة الدستوريّة"، لافتاً إلى أن "لبنان في حصار من العرب، بينما نجحت إسرائيل في كسر الحصار عليها". وبينما كان بري يبدي إيجابية لفظية على الأقل تجاه عون، شنّ معاونه السياسي، النائب علي حسن خليل، هجوماً على "التيار الوطني الحر" بزعامة جبران باسيل، داعياً إياهما إلى "التوقف عن ممارسة سياسة التعمية على الحق والحقيقة فيما يتعلق بالمصرف المركزي"، وسأل "لماذا لا تبادر مفوضة الحكومة لدى المركزي السيدة كريستال واكيم، التي عينها باسيل وتياره، إلى إيقاف أي قرار لحاكم المصرف؟"، لافتاً إلى "أنها الوحيدة القادرة على ذلك عبر توقيع قصاصة ورق صغيرة". على صعيد منفصل، وبينما تتصاعد وتيرة الأزمة الاقتصادية والمعيشية على أساس يومي، وتزداد مشاهدها قسوة خصوصاً في موسم عيدي الميلاد ورأس السنة حسب التقويم الغربي، قال المدير العام "اوجيرو" عماد كريدية إن البلد لن يصل الى مرحلة "انقطاع الإنترنت"، معتبراً أنه "لا أحد يجازف بمثل هذه الخطوة، لما لها من تأثير سلبي على عمل مصرف لبنان وكل الإدارات". بدوره، أكد وزير الاتصالات جوني قرم، أنه ليس هناك من خطر لانقطاع الإنترنت، مشدداً على أنه لن يسمح بحصول مثل هذا الأمر، بعد الحديث عن توقف دفع فاتورة اشتراك الإنترنت إلى الشركات الخارجية الدولية. وكشف الوزير قرم أن المصرف المركزي يريد أن يتم التحويل على أساس سعر صرف منصة "صيرفة"، لافتاً إلى أن الحل بإقناعه بعدم الذهاب إلى هذه الخطوة، أو الحصول على المزيد من الإيرادات من مجلس النواب، مؤكداً أن أحد الخيارين سيتم تنفيذه لحل الأزمة. وكشفت مصادر وزارة الاتصالات أنه "لا تغيير بسعر تعرفة الإنترنت حالياً". وفيما بدا أنه "هجمة" سورية على المشهد اللبناني، أطلق السفير السوري في لبنان علي عبدالكريم تصريحات لافتة لليوم الثاني على التوالي بخصوص العلاقة بين البلدين، وقال في لقاء إذاعي، أمس، إن "المجال فُتح أمام عودة العلاقات بين لبنان وسورية بعد زيارة الوفد الوزاري اللبناني إلى سورية، ومصلحة لبنان في أن يبادر، رغم قساوة قانون قيصر"، لافتاً إلى أن "الفضاء واحد بين لبنان وسورية، ولا إمكانية لفصل جغرافيا البلدين، والتسهيل الذي قدّمه قرار وزارة الداخلية السورية بشأن دخول اللبنانيين يخدم لبنان وسورية معاً". وأكد عبدالكريم، أن "سورية تنظر إلى لبنان كبلد شقيق، وهي عاقلة في النظر إلى المشهد اللبناني"، مشدداً على "أننا حريصون على أفضل تضامنٍ عربي- عربي، وعلى الوصول إلى مصالحة حقيقية". تزامن ذلك مع تصريحات للأمين العام للمجلس الأعلى السوري – اللبناني نصري خوري لصحيفة "الوطن" السورية رأى فيها أن "الأجواء القائمة بين البلدين حالياً إيجابية، معبراً عن أمله في أن تترجم هذه الأجواء عملياً بخطوات ملموسة على أكثر من صعيد في كل المجالات، سواء موضوع التنقل وغيره من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، التي تصب في مصلحة البلدين"، كاشفاً أنه أجرى لقاء مع وزير الخارجية والمغتربين اللبناني عبدالله بوحبيب قبل أيام حول كيفية تفعيل العلاقات. إلى ذلك، وبعد أيام على انفجار مخيم البرج الشمالي للاجئين الفلسطينيين والاشتباكات في المخيم نفسه بين حركتي "حماس" و"فتح"، بدأ رئيس "حماس" في الخارج خالد مشعل زيارة إلى بيروت، على رأس وفد قيادي من الحركة، في إطار المشاركة في أنشطة وفعاليات الذكرى الـ34 لانطلاقة الحركة. ومن المرتقب أن يلتقي مشعل والوفد المرافق عددا من الشخصيات والمرجعيات الرسمية والمسؤولين في لبنان، بهدف البحث في سبل تحسين الأوضاع الاجتماعية والإنسانية للفلسطينيين في لبنان خلال هذه الظروف الصعبة.
مشاركة :