تنظم وكالة الإمارات للفضاء ومركز الفلك الدولي الإماراتي في أبوظبي حملة علمية مشتركة لرصد دخول جسم من الفضاء الخارجي الى الغلاف الجوي الأرضي يوم غد يرجح أنه قطعة من النفايات الفضائية الاصطناعية وذلك بالتعاون مع علماء من وكالة الفضاء الأمريكية ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية أيسا وعلماء عدد من المراصد العالمية. وتم اكتشاف هذا الجسم الذي يتراوح قطره ما بين 1 و3 أمتار في الثالث من أكتوبر الماضي من قبل مرصد كاتالانيا التابع لجامعة أريزونا في الولايات المتحدة الأمريكية، وسيدخل الغلاف الجوي ويبدأ بالاحتراق فوق المحيط الهندي بالقرب من الساحل الجنوبي لسريلانكا بحدود الساعة 06:19 بالتوقيت العالمي غدا حيث من المتوقع رؤية احتراقه من على سطح الارض بالعين المجردة وأن يبلغ لمعانه لمعان البدر. وسينطلق فريق الرصد على متن طائرة خاصة من أبوظبي قبيل فجر الغد متجها إلى الموقع المتوقع ان يظهر فيه الجسم الفضائي بحيث ستحلق الطائرة على ارتفاع 10كم على بعد 200 كيلومتر إلى جنوب الموقع عندما يكون الجسم على ارتفاع 75 كيلومترا وستبقى الطائرة محلقة في الجو لمدة حوالي نصف ساعة أثناء الوقت المتوقع للظهور ويكون الفريق خلالها مستعدا لتصوير الحدث باستخدام الأجهزة العلمية المختصة قبل العودة إلى أبوظبي. وستقوم البعثة العالمية بمراقبة دخول الجسم في المجال الجوي لكوكب الأرض بهدف دراسته لتطوير وتحسين أدوات التنبؤ بالأجسام التي تدور حول الارض والتي ممكن أن تأخذ مسارا باتجاهها إضافة إلى مساعدة العلماء على دراسة الأجسام القريبة من الأرض مثل الكويكبات والنيازك أو الأقمار الاصطناعية وأجزاؤها المتهاوية. وقال رئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء الدكتور خليفة الرميثي : تأتي مشاركة الدولة في هذا النوع من الأحداث العالمية نظراً لارتباطها بقطاع الفضاء وبما ينسجم مع أهداف الخطة الاستراتيجية للقطاع في دولة الإمارات الرامية إلى تعزيز ودعم جهود البحث العلمي في مجال الفضاء ، مشيرا الى ان مشاركة البعثة الإماراتية في عمليات المراقبة ستبرز مكانتها كجزء فاعل في منظومة الفضاء العالمية وستسهم في تعزيز الاستكشاف العلمي الذي من شأنه أن يقدم خدماته للإنسانية. من جانبه صرح المدير العام للوكالة الدكتور المهندس محمد ناصر الأحبابي ان الدراسات والبيانات حول دخول هذا الجسم الفضائي إلى الغلاف الجوي للأرض ستقدم معلومات أساسية ستسهم في تعزيز معرفة العالم فيما يتعلق بتفاعل الأجسام معه واختبار خطط التنسيق العالمية في حال ظهور قطع أخرى في المستقبل. وقال المهندس محمد شوكت عودة مدير مركز الفلك الدولي انه من المتوقع أن يحترق هذا الجسم بشكل كامل في الغلاف الجوي دون أضرار وإن تمكنت بعض من أجزائه من الوصول إلى سطح الأرض فستكون قطعاً صغيرةً وستسقط في المحيط الهندي ويمكن رؤية هذا الحدث من تلك المنطقة بالعين المجردة من سطح الأرض. وتمثل هذه المهمة تجربة فريدة من نوعها إذ أنها من الفرص النادرة التي يكون العلماء على علم مسبق بموعد ومكان سقوط جسم فضائي بشكل دقيق مما يتيح الفرصة لدراسة سقوط الجرم ومعرفة تأثير الغلاف الجوي على مساره وتمثل فرصة مميزة لمقارنة النماذج العلمية التي تبين آلية سقوط الاجسام الفضائية على الأرض ومعرفة دقتها.
مشاركة :