نيابة عن خادم الحرمين الشريفين ترأس سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان اجتماع مجلس التعاون والذي كان له دور محوري في سابقة فريدة من نوعها باستباق هذه القمة بزيارات لكل دول الخليج العربي على مدار الأسبوع الماضي ليمهد لقمة نوعية في مخرجاتها وليعقد الاتفاقيات التي تؤكد على وحدة المصير المشترك لدول المنطقة وشعوبها وتقريب وجهات النظر الثنائية والكلية لقيادات دول الخليج.. نحن معًا نشكل قوة إقليمية وعالمية يستشعرها كل المراقبون الدوليون، اليوم دول الخليج أكثر تقاربًا في الرؤى ووحدة المصير، والقيادات والشعوب على قلب رجل واحد. تابعنا جميعًا بشغف وحب كبير واعتزاز وفخر جولة سمو ولي العهد -رعاه الله وسدد خطاه- وكيف كان وقع الزيارات على جميع الدول الخليجية والمكانة الكبيرة والثقة المتنامية في شخص سموه الذي يحقق أهدافه ورؤيته التي تحدث عنها منذ سنوات عن الشرق الأوسط الذي سيكون أوروبا الجديدة بمشيئة الله.. تعودنا من سمو ولي العهد أن كلماته تترجم لأفعال؛ والقوة السياسية والاقتصادية والثقافية والعلمية والاجتماعية والتطور الكبير الذي تشهده المملكة في عهد الملك سلمان وفي ظل رؤية وطنية عملاقة يقودها سمو ولي العهد هو عرابها ومؤمن بقدرات وإمكانات الدولة والشعب يؤمن حقيقة أن هذا الحراك في المملكة لابد أن يصاحبه حراك في جميع دول المنطقة ففي الاتحاد قوة دومًا وأبدًا، فلا يمكن أن يكون دارك عامراً ودار جيرانك لم ينل حظه من العمران. نحن في حالة سباق مع الزمن ونعشق التحديات الكبرى وأصبحت كل الأوراق مفتوحة للنقاش والتداول ومن حق شعوب المنطقة أن تعيش حالة من الرخاء والازدهار والتقدم في ظل قيادات حكيمة تعي خطورة الوضع الحالي في المنطقة؛ تهديدات إيران لن تجد لها طريقًا لدول الخليج طالما هناك عين تسهر من أجل أمن المنطقة وتعي تمامًا أن أدوات الأمن والاستقرار متاحة. كل البيانات والأرقام التي رصدت في عدد الاتفاقيات المبرمة مع كافة دول الخليج أثناء الزيارات التي سبقت القمة من قبل سمو ولي العهد تؤكد على التوافق الكامل مع أداء القيادة السعودية فلم تكن تلك الزيارات ولا هذه القمة الخليجية اعتيادية ولا بروتوكولية بل هي على مستوى التحديات التي تواجهها المنطقة. القمة الخليجية تعمل على تطوير وتعزيز مفاهيم التعاون الخليجي لنقف سدًا منيعًا ضد الأعداء في مواجهة الأطماع الخارجية للمنطقة، ونحن اليوم في عصر الرقمنة والابتكار في المجال الاقتصادي كأحد أهم المجالات التي تتجه قدمًا نحو الاقتصاد الرقمي. حقًا كما قال وزير الخارجية السعودي هذه القمة تعد قمة الأمن والأمان والمستقبل، وستكون حتمًا في مخرجاتها وتوصياتها قمة ارتقاء ونماء وأمل على مستوى عال من التطلعات المستقبلية من خلال المحافظة على الأمن الخليجي برؤية مشتركة موحدة. اتفاقيات رجال الأعمال والمستثمرين في دول المنطقة في ملتقيات متعاقبة خلال الزيارات التي تمت قبل انعقاد القمة تؤكد على عمق الإيمان بأهمية تعزيز التعاون ودعم اقتصاد دول الخليج في كافة المجالات، كان التوقيت متميزًا ومهمًا في ظل تداعيات جائحة كورونا من أجل إعادة الحياة لاقتصاد الدول الخليجية، ولعل الارتباط البري مع سلطنة عمان يعد إنجازًا اقتصاديًا لوجستيًا فريدًا لزيادة حجم التبادل التجاري ويسهل التنقل بين الدولتين الشقيقتين ليسهل كثيرًا من الوقت والجهد. هذه الروح المفعمة بالتفاؤل والهمة العالية للأمير القائد الهمام سمو ولي العهد محمد بن سلمان تعطينا مؤشرًا قويًا على أننا مقبلون على مرحلة تاريخية للمنطقة، وهذا التوافق بين قادة دول الخليج في أعلى درجاته يأتي مواكبًا لهذه الروح التي يمتلكها سموه.. كلمات عامة الناس في كل الدول الخليجية وهم يرحبون بمقدمه تعكس لنا مكانة هذا القائد في قلوب أبناء الخليج، فلا نلام نحن السعوديين عندما نكن له كل هذا الحب وهذا الاحترام وهذا الفخر لأننا نؤمن حقيقة بفكره وحبه للوطن وللشعب وحرصه لنيل المملكة المكانة المرموقة التي تليق بها من خلال مشاريع ومبادرات وعقد شراكات واتفاقات نوعية وتوحيد الجهود واستثمار لكافة الإمكانات وحرص شديد على مكافحة الفساد ورفع معدلات ومعايير الشفافية والمحاسبية والحوكمة لكل برنامج ولكل مشروع ومبادرة من أجل مستقبل وطن وتحقيق مفردات القوة الإقليمية والعالمية في مواجهة كل المتغيرات. القمة الخليجية في مخرجاتها وبيانها الختامي أكدت على دور المرأة والشباب في الاقتصاد والمال والأعمال؛ ونساء الخليج وشبابه على قدر هذا التحدي وهم على الوعد والعهد باقون وغدًا سيكون حافلاً بالمنجزات النوعية التي سيحكي عنها التاريخ جيلاً بعد جيل.. هنا السعودية حاضنة الإبداعات ومنارة الإشعاع ومقر العروبة الخالد ونقطة الانطلاق نحو المستقبل المشرق.
مشاركة :