محمد عبدالسميع (الشارقة) ضمن الإصدارات المعروضة في معرض الشارقة للكتاب 34، إصداران جديدان للمفكر الإماراتي الدكتور يوسف الحسن، الأول بعنوان «ذاكرة الأماكن»، والثاني «زفرات عربي حزين». كتاب «ذاكرة الأماكن» الصادر عن دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، والذي يقع في 276 صفحة، هو إطلالة على ذكريات وأحداث وحكايات وكتب وشخوص وأسفار وحوارات، يسلط في جانب منها الضوء على بعض الشخصيات السياسية والإعلامية ارتبط بها المؤلف خلال مسيرته العملية كسياسي دبلوماسي وإعلامي مبدع. ومفكر ملم بقضايا وأحداث العالمين العربي والعالمي. يتضمن الكتاب مقالات متنوعة في موضوعاتها واهتماماتها لأنها كُتبت في أزمنة متباينة، نتابع من خلالها بكل شغف وشوق ما عاصره المؤلف من أحداث ولقاءات وحوارات مع شخصيات بارزة وقيادات مؤثرة. ذاكرة الأماكن حديث عن الفكر من دون فلسفة، وحديث عن الدين والأخلاق دون وعظ أو خطابية، وحديث عن الذات دون نرجسية وأنانية، وحديث عن السياسة دون إساءة لأحد. إنه حديث الاستمتاع بفكر وطرح. وفي كتاب «زفرات عربي حزين» الصادر عن وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، واتحاد كتاب وأدباء الإمارات. تشعر أنّك أمام مفكّر متبصر وملتزم، لا يكتب من أجل الكتابة أو لأجل أغراض تشذّ عن هموم الوطن أو تنأى عن شواغل الأمّة العربية. لقد عوّدنا الدكتور يوسف الحسن على تقديم فكر عميق وتحليل رصين ونظرة استباقية لكثير من الأحداث التي عرفها العالم العربي، مستفيدا من رصيده المعرفيّ الواسع، خصوصا الدبلوماسي والإعلامي والتاريخيّ، ممّا يجعل القارئ يستنتج بنفسه الخلاصات والنتائج، ويعيش الأمل من جديد للخروج إلى عالم النور والخلاص من الكبوات. يعالج الكتاب موضوعات مرتبطة بواقع المشهد السياسي في الخليج والوطن العربي، والتوازنات السياسية التي تزيد المشهد السياسي عمقا وتعقيدا. منها ما هو متعلق بدبلوماسية القوة الناعمة، وآخر بحماية الذاكرة العربية، ودور المثقفين والأدباء لمساعدة مصر الجديدة، وآخر عن الدبلوماسية الثقافية وأهميتها، وجوانب أخرى لها صلة بالقضية الفلسطينية، وما يجري في اليمن دفاعا عن حاضر المنطقة ومستقبلها، وعن هوية اليمن العربية. والحسن في «زفرات عربي حزين» يسجّل بنوع من المرارة ما أصاب الجسد العربي من تغييب للوعي وتهميش للعقل وصراعات فكرية ودولية.
مشاركة :