الشارقة (الاتحاد) ناقش مختصون وأكاديميون آفاق وواقع القصة القصيرة في ملتقى الأدب ضمن فاعليات معرض الشارقة الدولي للكتاب الرابع والثلاثين، وطرحوا في ندوة «واقع القصة القصيرة»، تساؤلات عدة عن ماهيتها وهل تقلص وجودها، ومدى تطورها وجماهيريتها، شارك فيها الدكتور يوسف حطيني، والدكتور صبري مسلم، والأديب الباكستاني عامر حسين، والأديب الهندي ماهيش راو، وأدارها عبد الفتاح صبري. وتفصيلاً، قال الدكتور يوسف حطيني، في ورقته التي كانت أقرب إلى مشهد قصصي وحوار بين قاص وصديقه، تضمن تفاصيل كثيرة عن القصة والرواية والإبداع بعموميته، نافياً أننا نعيش في عصر أو زمن الرواية، كما يعتقد كثيرون، بل نعيش عصر الفن الراقي الذي يثبت جدارته الفنية، مشيراً إلى أن معرفة ما يمكن تسميته العناصر المتعلقة بالقصة، ليست من أجل الالتزام بها بل من أجل اختراقها، وبالتالي يستوعب الفن الراقي الخالد هذا العصر مثل كل عصر. ومن جانبه، تحدث الدكتور صبري مسلم، عن جذور القصة القصيرة، حيث نجد تلك الجذور في الحكاية الشعبية، وهي موغلة في القدم، وعرج على ملحمة جلجامش، لافتاً إلى عنصر السرد وأهميته، فهو ليس ترفاً بل بنية ذهنية ونفسية، لأنها متصلة بغريزة مهمة هي غريزة حب الاستطلاع. وقال الأديب الهندي، ماهيش راو: «هناك نوع من القلق على القصة فيما يبدو، وغالباً ما نسمع عن معاناة للقصة والرواية أيضاً، لافتاً إلى أن الأديب عموماً يجب أن يمتلك المقدرة على الوصول إلى قلب القارئ، كما يجب حماية القصة والدفاع عنها، فلكل قصة خصوصيتها». أما الكاتب الباكستاني عامر حسينك فقد قال: «عندما تنتمي إلى ثقافتين فإن سؤال القصة القصيرة يحمل الكثير من الأشكال. ولفت إلى أن البعض لا يعتبر القصة القصيرة قصة أساساً، ولا رواية بالتأكيد، وبأنها لا تحظى بتلك الشعبية التي تحظى بها الرواية، وبأنك ما إن تعرف بأن الكتاب الذي بين يديك هو قصة قصيرة لا تفتح صفحات الكتاب لتعرف ما بها، وهناك من يقول إنها لم تعد قصة قصيرة أصلاً، وتتباين وجهات النظر حول حجمها وظروفها واشتراطاتها وسياقها، ومن كم سطر أو كلمة تتألف، وغيرها من التساؤلات، لكن هذا لا ينفي أنها قادرة على الاستمرار والبقاء. ولفت إلى أننا جميعاً كنا نستمع إلى هذه القصص في عمر مبكر، ونتوق أن نرى هذه القصة المحكية الشفهية في إطار كتاب».
مشاركة :