الدوحة - الراية : شهدت ساحة الوكرة لبيع المنتج الزراعي القطري من الخضراوات والفواكه أمس إقبالاً محدودًا من قبل المستهلكين في أسبوعها الثاني، نظرًا للنقص الحاد في كميات الخضار والفواكه المعروضة بالساحة، بالإضافة إلى تغيب عدد كبير من المزارع المشاركة في الساحة والإبقاء على أماكنها خاوية. ويرجع سبب ضعف الكميات المعروضة من الخضار والفواكه المنتجة محليًا لكون الموسم الزراعي ما زال في بدايته ولم تصل المزارع لمعدلاتها الإنتاجية بعد نتيجة عدم نضج العديد من المزروعات، ما جعل البعض يتساءلون عن جدوى الإسراع في افتتاح الساحات مبكرًا هذا الموسم مادامت المزارع غير قادرة على توفير المنتجات. وأكّد عدد من المستهلكين لـ الراية أن هذه أول سنة يتم فيها تبكير موعد بدء الموسم رغبة من وزارة البيئة في زيادة أيام الموسم، لكن هذا القرار انعكس بالسلب على كميات المنتجات المعروضة وعلى الإقبال الجماهيري على الساحات، ما يهدد بعزوف المستهلكين عن الساحات ما لم ينشدوا فيها غايتهم في الحصول على المنتجات الزراعية المحلية بأسعار جيدة. وأكدوا أنه على الرغم من التوقعات بأن تحظى ساحة الوكرة بنصيب الأسد من إنتاج المزارع القطرية، نظرًا لأنها تتوافر لها كل مقومات النجاح بسبب وجودها وسط كثافة سكانية عالية بالإضافة إلى سكان الدوحة والمناطق القريبة، إلا أن الواقع يؤكد عكس ذلك سواء من حيث كميات المزروعات المعروضة أو من حيث الإقبال الذي تراجع مع بداية الموسم، إضافة إلى عدم تطوير الساحة وعدم الاستجابة لرغبات المستهلكين نحو التطوير، وطالبوا بأن تتضمن الساحة جبرة للأسماك ملحقًا بها مكان للتنظيف وساحة لبيع المواشي ومقصب وملحمة لبيع اللحوم الطازجة لزبائن الساحة، ما من شأنه جذب الكثيرين للساحة، علاوة على الاهتمام برصف وتعبيد المنطقة المحيطة بالساحة والعناية بتوفير مداخل ومخارج آمنة لها بما يحفظ أمن وسلامة مرتادي الساحة. فمن جانبه، يقول عبدالله الخاطر إن تجربة ساحات بيع المنتجات الزراعية حققت نجاحاً كبيراً شهد له الجميع وجذبت الكثير من المستهلكين ووفرت عليهم عناء الذهاب للسوق المركزي أو المجمعات لشراء احتياجاتهم وبأسعار جيدة، إضافة إلى أن المنتجات التي تعرض فيها طازجة ويكفي أنها تأتي من المزرعة إلى السوق مباشرة دون تبريد أو تجميد، كما أن طريقة البيع نفسها ممتازة بعيدًا عن الدلالين أو باعة السوق المركزي الذين يبيعون حسب أهوائهم ويدسون الفاسد في السليم لغش الزبون، لكن في الساحات سواء في الوكرة أو المزروعة الأمر مختلف وتغيب تلك السلبيات، بيد أن هناك ملحوظة واحدة تؤخذ على بعض باعة ساحة الوكرة وهي عدم الالتزام بالأسعار في بعض الأحيان والسماح للزبون بالفصال بالرغم من وجود أسعار معلنة على المعروضات. وأشار إلى أن ساحة الوكرة كان مقدرًا لها أن تكون من أفضل الساحات التي أقامتها البيئة، إلا أن الواقع أثبت عكس ذلك تمامًا فالساحة كان عليها إقبال كبير حتى منتصف العام الماضي سرعان ما بدأ يقل شيئًا فشيئًا إلى أن وصل إلى إقبال محدود من قبل المستهلكين نتيجة عدم استجابة مسؤولي الساحة لرغبة المواطنين في التطوير. وطالب بضرورة أن يكون هناك ساحة مواشٍ ومقصب أسوة بالموجود في المزروعة وتوفير الخراف المدعومة في المواسم بنفس أسعار السوق المركزي علاوة على ضرورة توفير كافيتريا أو مطعم لبيع المياه والمشروبات والأطعمة الخفيفة لرواد الساحة. وأكد أحمد مصطفى أن جميع سكان الوكرة تفاءلوا خيرًا بافتتاح الساحة العام الماضي نظرًا لأنها تجربة جيدة وفرت على الكثيرين عناء التسوق من السوق المركزي أو الجمعيات.. مشيرًا إلى أن أسعار المنتجات المعروضة في الساحة جيدة جدًا حيث يبلغ سعر صندوق الكوسة 6 كيلو جرامات نحو 30 ريالاً وصندوق الخيار 13 ريالاً وهذا كل ما في الساحة بالإضافة للفواكه التي تعرضها شركة حصاد. وأكّد أن الساحة خالية من المنتجات الزراعية بشكل كبير وتختفي منها أصناف كثيرة على رأسها الطماطم التي لا غنى لأحد عنها وبالتالي انعكس ذلك على إقبال المستهلكين ولم يكن الإقبال على نفس المستوى المتوقع ولذلك فإننا نتوقع أن يكون الإقبال من المستهلكين كبيرًا خلال الفترة المقبلة، خاصة أن الإنتاج المعروض محلي وهو ما يفضله معظم المواطنين شريطة أن يكون هناك منتجات تعرض. وطالب بضرورة أن تعمل البيئة على تطوير الساحة وإدخال بعض التعديلات عليها خاصة فيما يتعلق بالخدمات وإقامة سوق للأسماك ومكان لتنظيفها وملحمة لبيع اللحوم البلدية الطازجة حتى يجد كل زبون ما يريد في الساحة خاصة أن الأسعار جيدة مقارنة بالمجمعات وأهل المنطقة بحاجة لمثل هذه الساحات وما تبيعه من منتجات محلية لا تجدها في الكثير من الجمعيات. من جانبه، قال خالد سعد إن الموسم الماضي شهد إقبالاً جيدًا على ساحة الوكرة من قبل أهالي المنطقة والذين يرغبون في شراء منتج محلي نتيجة تنوع الإنتاج والأسعار الجيدة التي تباع بها، علاوة على أن هناك تفتيشًا ورقابة جيدة على البضائع المعروضة في الساحة قد لا تكون في أي مكان آخر، إلا أن الموسم الحالي يشهد تراجعًا في الإقبال نتيجة قلة عدد المنتجات المعروضة في الساحة وكلما سألنا أكدوا لنا أن الموسم مازال في بدايته والإنتاج لم ينضج بعد في المزارع وبالتالي كان يجب على الوزارة أن تنتظر لحين بدء موسم الإنتاج الفعلي على الأقل لتقليل تكلفة الساحة من ناحية ومن ناحية أخرى لا تفقد الساحة زبونها ومصداقيتها، علاوة على أن هناك مزارع كثيرة مكانها فارغ وبالتالي كان لابد من استبدالها بمزارع أخرى للمشاركة خاصة، أن الساحة تخدم منطقة ذات كثافة سكانية عالية، إضافة إلى سكان الدوحة الذين كانوا العام الماضي يقبلون على الشراء من الوكرة وبالتالي يجب العمل على مضاعفة الكميات المعروضة بالساحة بالإضافة إلى تنويع المعروضات من المزروعات المحلية وتوفير عدد من شركات بيع الفواكه ليكون هناك منافسة بينها بما ينعكس بالإيجاب على مصلحة المستهلك. وشدد على ضرورة أن تنتهج وزارة البيئة أساليب تسويقية مبتكرة لتسويق الساحة ومنتجاتها وتعمل على تشجيع المستهلكين للإقبال عليها.
مشاركة :