لقي 43 شخصاً مصرعهم، وأصيب 239 آخرين، بهجومين انتحاريين، أمس (الخميس)، في الضاحية الجنوبية بالعاصمة اللبنانية بيروت، وتضرر عدد من المباني والممتلكات في المنطقة. وقال جورج كتاني الأمين العام لجمعية الصليب الأحمر اللبناني لقناة إل. بي. سي الإخبارية اللبنانية إن عدد القتلى والجرحى في انفجاري الضاحية تجاوزال 280 شخصاً. وذكرت قناة إل. بي. سي اللبنانية أن انتحاريين وصلا مشياً على الأقدام إلى شارع الحسينية في منطقة برج البراجنة بالضاحية الجنوبية، وفجّرا نفسيهما بفارق 7 دقائق تقريباً. وتحدثت مصادر أمنية لموقع النشرة اللبنانية عن انتحاري ثالث قتل قبل تفجير نفسه نتيجة ضغط الانفجارين. وأعلن تنظيم داعش الإرهابي تبنيه تنفيذ التفجيرين في بيان تداولته حسابات متطرفة على مواقع التواصل الاجتماعي.وأعلن وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق أنه لن يتوانى عن ملاحقة المجرمين أينما وجدوا، بينما كلف مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر الشرطة العسكرية ومديرية المخابرات في الجيش اللبناني، إجراء التحقيقات الأولية وفرض طوق أمني في مكان الانفجارين، في حين أفادت معلومات بأن الجيش استلم زمام الأمور على الأرض بشكل كامل في المنطقة. وبعد دقائق من وقوع الهجومين، أعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري رفع الجلسة التشريعية إلى، اليوم (الجمعة)، ووقف جميع النواب دقيقة صمت على أرواح الشهداء، ولفت بري إلى أنهم يريدون تعطيل البلد ولا يجب أن نوافقهم على هذا التعطيل. واستنكر رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري الانفجار وقال عبر تويتر أدين باسمي وباسم تيار المستقبل الاعتداء الإرهابي الآثم على أهلنا في برج البراجنة، وأضاف استهداف المدنيين عمل دنيء وغير مبرر لا تخفف من وطأته أي ادعاءات، مشدداً أن قتل الأبرياء جريمة موصوفة بكل المعايير من برج البراجنة إلى كل مكان. ودانت الأمانة العامة لقوى 14 آذار عودة التفجيرات، وأعلنت تضامنها مع ذوي الجرحى والشهداء الأبرياء، وقالت إن الاستقرار في لبنان ليس عملية تقنية ترتكز فقط على قدرة قوة أمنية في الحفاظ على مناطقها، إنما هو حصيلة التوافق على ضرورة بناء الدولة كما حصل اليوم في المجلس النيابي، وعلى عدم تعطيلها، وأيضاً من خلال الانسحاب من الأحداث السورية. بدوره، استنكر الرئيس اللبناني السابق ميشال سليمان انفجار برج البراجنة، معتبراً أن يد الإرهاب تضرب ودماء الشهداء تستصرخنا. من جانبه، اعتبر وزير الصحة وائل أبو فاعور أن المدنيين يدفعون ثمن تورط بعض القوى في سوريا.كما دان رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط الهجومين الانتحاريين، داعياً لرص الصفوف على المستوى الداخلي والترفع عن الخلافات والتجاذبات السياسية لقطع الطريق على عودة التفجيرات. ولفت رئيس كتلة التغيير والإصلاح العماد ميشال عون إلى أنّه أمام فظاعة هذه الجريمة تنحسر الكلمات لتنفجر ثورة المشاعر. ودان شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن بشدة التفجيرين الإرهابيين، ودعا إلى رص الصفوف في مواجهة هكذا أعمال تخريبية. واستنكر عضو كتلة التغيير والإصلاح النّائب فادي الأعور بشدة الانفجارين، بينما أشار رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية إلى أنه حتى الاستنكار لم يعد مجدياً أمام مشهد الشهداء الأبرياء في برج البراجنة. مجلس النواب اللبناني يعقد جلسة تشريع الضرورة عقد مجلس النواب اللبناني أمس، أولى جلساته التشريعية منذ أكثر من عام لإقرار القوانين المالية التي تحتاجها الدولة المشلولة للنهوض بمؤسساتها. وستركز الدورة التي تستمر يومين بقليل على الموافقة على قوانين مهمة للحصول على قروض للتنمية والديون والبنوك، إضافة إلى قانون استعادة الجنسية للمغتربين من أصل لبناني، ويتضمن جدول الأعمال اقتراح قانون يهدف إلى فتح اعتماد إضافي بقيمة 3.5 مليار دولار لسد العجز في مشروع موازنة عام 2016، وفتح اعتماد إضافي قيمته 570 مليون دولار لتغطية العجز في الرواتب والأجور. وقال وزير الدفاع اللبناني سمير مقبل إنه يأمل موافقة البرلمان على تمويل الجيش بمبلغ 1.6 مليار دولار، لتسليحه. إلى ذلك، أعلن الجيش اللبناني ضبط عبوة ناسفة في طرابلس، بينما أوقف الجيش اللبناني في عرسال إرهابياً خطيراً لانتمائه إلى تنظيم داعش.
مشاركة :