تعوّدنا في كلّ موسم أمطار من كل عام أن نواجه غرق معظم شوارعنا، وتقاطعاتها، وطرقاتها، وأنفاقها. تجمّعات مياه كبيرة تعيق الحركة، وتُحوِّل المدينة إلى حوض سباحة، يشلّ حركة الحياة، ويُغرق المساكن، ويُعطِّل مصالح الناس، ويُسبِّب الكثير من الإشكالات، وكل ذلك مردّه عدم وجود قنوات كافية لتصريف مياه الأمطار والسيول في مدينة جدة. ولسان حالنا يقول: ماذا أعدّت أمانة محافظة جدة لموسم أمطار هذا العام، التي قد تداهمنا خلال شهر نوفمبر، وما بعده؟ هل تم فعلاً تنظيف جميع قنوات تصريف مياه الأمطار والسيول إلى مجاريها الرئيسة؟ هل تم توزيع فرق العمل على المناطق الأكثر تضررًا في المدينة شماليها وشرقيها ووسطها؟ أمّا جنوب جدة فهو يعاني من طفوحات الصرف على مدار العام، وتأتي مياه الأمطار والسيول لتزيد من معاناة سكّانها. إذن، ما التدابير التي اتّخذتها الأمانة احتياطًا لمواجهة العواصف المطرية العنيفة القادمة؟ كما حصل في عواصم عدد من الدول العربية، كما أن أمر الاستعداد والتهيئة لمواجهة مشكلات الأمطار والسيول لا يقتصر على أمانة جدة وحدها، بل قد يمتد إلى جهاتٍ أخرى ذات علاقة مباشرة، مثل وزارة النقل التي تهتم بشبكات الطرق السريعة، والعبّارات القائمة عليها، وضمان سلاماتها ونظافتها، حتى تسهل حركة سير المياه المتدفقة، وتساعد على التصريف السريع، خاصة مع وصول السيول الكبيرة التي قد تفوق حجومها سعة قنوات التصريف الحالية التي تم العبث بها، وتضيق فتحاتها لحد لا يمكن أن تستوعب معه هذا الكم الكبير من المياه المنصرفة في بطون أوديتها (مثل عبّارة كيلو 14 طريق مكة)، والتي كانت بطول (12 مترًا تقريبًا، وتم اختصارها إلى مترين فقط)، لتغطي بذلك السيول فتحاتها، وتتجاوزها، وتهدم الطريق العام بسبب العبث بقنوات تصريفها، وعدم حساب كميات المياه المنصرفة فيها. جزء من المسؤولية ينال الدفاع المدني الذي يُباشر الأحداث فور وقوعها، ويبذل جهودًا جبّارة للإقلال من مخاطرها، ويساعد في عمليات الإنقاذ، والإخلاء، والإيواء، ويتحمّل العبء الأكبر من القصور الحاصل من قِبَل الأمانة، وبقية الجهات ذات المسؤولية المباشرة عن سلامة المواطنين والمنشآت، وكل مَن يناله الضرر من مياه الأمطار والسيول. هناك جهات أخرى ذات علاقة بمياه الأمطار والسيول كالرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، ودورها المهم جدًّا في إعطاء نشرات ساعيّة، أو نصف ساعيّة للتقلّبات المناخية، وحالة الطقس، وتقديمها للجهات ذات العلاقة بمواجهة الكوارث للاستعداد والتهيئة لمواجهة الحدث، وكذلك الأمر لمرور جدة وأجهزته المختلفة المتمثل في تنظيم حركة السير، وفك الاختناقات، ومنع الانتقال إلى المناطق الخطرة في داخل المدينة، أو في اتجاه مخارجها، وغيرها من الجهات الخدمية ذات المسؤولية المباشرة عن سلامة وحماية المواطنين. اللهمَّ حوالينا ولا علينا.. اللهمَّ سقيا رحمة لا سقيا عذاب.. mdoaan@hotmail.com
مشاركة :