أوضح الدكتور عبدالواحد المزروع عميد كلية التربية في جامعة الدمام أن أكثر من 24 مليون نسمة في المملكة يتعاملون مع الإنترنت وأكثر من 79 في المائة من السكان يستخدمون الهواتف الذكية، وهناك تسارع وتزامن منقطع النظير في الدخول إلى الإنترنت واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي على مستوى أفراد المجتمع. وأبان أن من هذا المنطلق فقد تراجعت منزلة القنوات الفضائية مقابل هذه الشبكات ووسائل التواصل، التي أصبحت هي المصدر الأول للأخبار، وكان لا بد من جامعة الدمام ومراكز البحث أن تقدم شيئا عن ذلك، ولذلك جاء هذا الملتقى بتنظيم من قسم التربية وعلم النفس في كلية التربية، حيث قاموا بوضع أطر ومواد هذا الملتقى. جاء ذلك خلال افتتاح الملتقى التربوي الأول لشبكات التواصل الاجتماعي أمس الأول، في جامعة الدمام في قاعة المؤتمرات في المدينة الجامعية، بحضور عدد من المهتمين والمتخصصين التربويين في شبكات التواصل الاجتماعي وعلم النفس. وقال الدكتور المزروع خلال كلمته في الملتقى "إنه لا أحد ينكر تأثير شبكات التواصل الاجتماعي في الفرد والمجتمع والاقتصاد والسياسة والتعليم وتبلور وسائل التواصل على كافة المستويات الرسمية والشخصية، وبين الشباب على وجه الخصوص، الذين يمثلون ما يزيد على 60 في المائة من المجتمع في المملكة". من جانبه، أكد الدكتور عبدالله الربيش مدير جامعة الدمام، أن اختيار عنوان هذا الملتقى "شبكات التواصل الاجتماعي.. الوعي والوقاية" يأتي في ضوء الأهمية البالغة لوسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقاتها. وأشار إلى أن العالم في السنوات الأخيرة شهد ثورة في عالم الاتصالات، حيث دخلت إلى عقولنا وبيوتنا ولم تستأذن أحداً الصغير والكبير، وتسللت هذه الوسائل إلى مواقع واقعنا التربوي على وجه الخصوص، وجاء هذا دون حدود أو قيود ودون انتظار أو موافقة عليه، وظهرت هذه الوسائل بكل إمكانياتها وطرقها الجاذبة. وقال الدكتور الربيش "إن شبكات التواصل الاجتماعي أصبحت هي المؤثر في التفاعل الاجتماعي على مستوى الفرد والأسرة والمجتمع، وأصبحنا أمام واقع لا نملك معه خيارا سوى التعامل مع هذه الوسائل وتوظيفها توظيفا إيجابيا، لزيادة فاعليتها واستخدامها الاستخدام الأمثل، والحد من آثارها السلبية، لذلك جاءت هذه الدعوة للوجود في هذا الملتقى للمهتمين والناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي، للتوصل إلى ما يسهم ويعزز الاستفادة من هذه الوسائل ودرء أخطائها". وأفاد الدكتور الربيش، "نحن في جامعة الدمام، وبوجود نسيج من التخصصات المختلفة الصحية والهندسية والإنسانية وتخصصات الحاسب الآلي والإدارة، كما أن الجامعة كغيرها من مؤسسات التعليم العالي تضم فئة عمرية من طلابها وطالباتها، وهم أكثر شرائح المجتمع استخداما لهذه الوسائل، فالجامعة مؤهلة لتناول هذا الموضوع، بما يستحقه من عرض وانتشار". وأضاف أن "جامعة الدمام عليها أن تستمر في إقامة هذا التجمع التربوي بشكل دوري تحت مسمى الملتقى التربوي، لكي يضم تحت جناحيه التعليم العام والتعليم العالي في المنطقة، خاصة مع توجه الوزارة إلى أن يستفيد كل قطاع من القطاع الآخر، ونحن على استعداد لدعم هذا الفكرة واستمرارها في الأعوام المقبلة إن شاء الله"، مقدما الشكر والتقدير إلى الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية، لرعايته هذا اللقاء، كما قدم شكره للمشاركين من خارج المنطقة وللزملاء في كلية التربية. يذكر أن الملتقى يهدف إلى الوقوف على أفضل الأساليب والقيم التربوية التي يمكن من خلالها توظيف استخدام تلك الشبكات في ضوء ثقافة المجتمع السعودي وقيمه، بما يضمن حسن استخدامها، وفي الوقت نفسه تجنب آثارها السلبية، كما يتناول الملتقى عدة أبعاد منها الاجتماعي والثقافي والطبي والتربوي والأمني والإعلامي، بمشاركة نخبة من المختصين في الجامعات السعودية.
مشاركة :