تونس - يُخيم شبح الفراغ السياسي على ليبيا بعد تعثر الانتخابات الرئاسية التي كان من المقرر إجراؤها في الرابع والعشرين من ديسمبر الجاري، حيث تصاعدت الدعوات لرئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة إلى ترك السلطة في الموعد المذكور. جاء ذلك في وقت نفى فيه رئيس مجلس الدولة الاستشاري الإخواني خالد المشري ما تردد بشأن سعيه ورئيس البرلمان عقيلة صالح إلى التوصل إلى تفاهمات لتشكيل مجلس رئاسي جديد وحكومة يتوليان زمام السلطة بعد الرابع والعشرين من ديسمبر. وقال المشري خلال لقاء مع قناة “ليبيا الأحرار”، الذراع الإعلامية لتنظيم الإخوان المسلمين في ليبيا، “لم أتفاهم مع صالح وفتحي باشاغا (وزير الداخلية السابق) حول تشكيل سلطة جديدة، وتقدمت بشكوى لدى النائب العام ضد من ادعى ذلك بتهمة تشويه السمعة”. علي التكبالي: حكومة الدبيبة انتهت، لكنه قد يرفض الخروج مستعينا بالميليشيات علي التكبالي: حكومة الدبيبة انتهت، لكنه قد يرفض الخروج مستعينا بالميليشيات وأضاف “تواصلت مع صالح مباشرة بصفته رئيسا لمجلس النواب من أجل إيجاد حل للانسداد الحاصل في العملية الانتخابية”، موضحا أن “المجلس الأعلى للدولة لا يهدف إلى تعديل السلطة التنفيذية الحالية”. وفي المقابل، قالت أوساط برلمانية ليبية إن حكومة الدبيبة مطالبة بالرحيل في الرابع والعشرين من ديسمبر وتشكيل حكومة جديدة، خاصة أنه تم في وقت سابق سحب الثقة من الحكومة الحالية من قبل البرلمان. وأشارت تلك الأوساط إلى أن البرلمان سيعقد جلسة للنظر في ملف الحكومة الحالية، مرجحة أن يتم تشكيل حكومة جديدة تتولى التجهيز للاستحقاق الانتخابي بعد تحديد موعد جديد. وقال رئيس اللجنة البرلمانية المكلفة بالتواصل مع المفوضية العليا للانتخابات النائب الهادي الصغير إن ”البرلمان سيعقد جلسة علنية في السابع والعشرين من ديسمبر بالتنسيق مع مفوضية الانتخابات لإعلان موعد جديد للاستحقاقات، وسيرافق ذلك الإعلان عن حكومة جديدة ترضي جميع الأطراف”. ولكن مساعي البرلمان لتشكيل حكومة جديدة قد يصطدم في النهاية برفض الدبيبة تسليم السلطة، خاصة أنه ألمح إلى ذلك في وقت سابق شأنه شأن نائبه رمضان أبوجناح الذي يقود الحكومة بالنيابة عنه حاليا. وقال النائب عن البرلمان الليبي علي التكبالي إن “ليبيا تمر بأزمة كبيرة حاليا بسبب الحكومة، مجلس النواب مستعد لإخراج حكومة الدبيبة، ربما تبقى لتسيير الأعمال وفي الأثناء يُشكل البرلمان حكومة وطنية، لكن حتى في هذه الحالة رأينا أن الدبيبة لم يعتد بمجلس النواب وأخذ يصرف الأموال ويتخذ القرارات”. الهادي الصغير: البرلمان سيعقد جلسة في 27 ديسمبر يشكل خلالها حكومة الهادي الصغير: البرلمان سيعقد جلسة في 27 ديسمبر يشكل خلالها حكومة وأضاف التكبالي في تصريح لـ”العرب” أن “حكومة الدبيبة انتهت، ليست لها حظوظ للبقاء بعد الرابع والعشرين من ديسمبر وقانونيا ليس لها الحق أن تبقى بعد التاريخ المذكور” مشيرا إلى أن “الأجسام الموجودة حاليا جميعها ليس لها الحق في الواقع في أن تبقى، يجب أن تتم مصالحة حقيقية بعد رحيلها وظهور أجسام جديدة”. وتابع “الدبيبة قد يرفض تسليم السلطة، هذا وارد جدا خاصة وأنه يعتمد على الميليشيات للحفاظ على بقائه”. وكان رئيس الحكومة بالوكالة رمضان أبوجناح، الذي آلت إليه الرئاسة بعد دخول الدبيبة سباق الرئاسة، قد أكد في وقت سابق أن الحكومة الحالية هي الحكومة الشرعية، مضيفا أنها “لن تسلم السلطة إلا لحكومة منتخبة” ما فجر جدلا بشأن فراغ محتمل في السلطة بعد تعثر الانتخابات. ويأتي ذلك في وقت تُقر فيه الأوساط السياسية الليبية باستحالة إجراء الانتخابات في موعدها المُحدد حسب خارطة الطريق المنبثقة عن ملتقى الحوار السياسي بجنيف السويسرية. وقال التكبالي إن “الانتخابات لن تحدث حتى بعد 7 أشهر، لأن الخلافات كبيرة جدا بين الأطراف الفاعلة، وهناك الكثير من التدخلات الدولية والداخلية، لا بد أن تختفي أطراف وتظهر أطراف أخرى حتى تتم الانتخابات وذلك بعد مصالحة حقيقية”. ولا يزال الغموض يلف الطرف الذي سيعلن تأجيل الانتخابات وتحديد موعد جديد، وخاصة إقناع الولايات المتحدة التي دفعت بقوة نحو الذهاب إلى صناديق الاقتراع في الرابع والعشرين من ديسمبر بالتأجيل. وأكد الصغير في تصريحات لوسائل إعلام محلية بُثت السبت أن “تأجيل الانتخابات بات أمرا محسوما، لكن لا أحد يملك الشجاعة للإعلان عن ذلك بشكل رسمي”.
مشاركة :