استعادت القوات الكردية العراقية (البشمركة) أمس الخميس (12 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015) عددا من القرى المحيطة بمدينة سنجار حيث تشن هجوما كبيرا على تنظيم «داعش» لاستردادها وقطع خط أساسي لإمدادات المتطرفين يصل إلى سورية. وتقع سنجار على خط أساسي لإمدادات تنظيم «داعش» يربط بين الموصل معقله في العراق وسورية حيث يسيطر على مناطق واسعة. وسيشكل قطع هذا المحور ضربة كبرى للمتطرفين في مجال نقل المقاتلين والمعدات بين شمال العراق وسورية. وقال احد ضباط البشمركة اللواء هاشم سيتايا إن «القوات الكردية استعادت عددا من القرى المحيطة بالمدينة من الجانب الشمالي». وتمثل استعادة سنجار التي سيطر عليها تنظيم «داعش» قبل عامين وشن حملة قتل وحشية واستعباد واغتصاب للنساء الازيديات، انتصارا يرتدي طابعا رمزيا كبيرا. وقال اللواء عز الدين سعدون لوكالة فرانس برس ان «الهجوم بدأ في الساعة السابعة (4,00 تغ) وهناك تقدم لقوات البشمركة من عدة محاور لتحرير مركز قضاء سنجار». وتصاعدت اعمدة الدخان من مباني المدينة بعد توجيه ضربات جوية من قبل طائرات التحالف الدولي، وعمليات قصف ترافقها على مواقع المتطرفين، بحسب مراسل فرانس برس. وقال مجلس امن اقليم كردستان ان عدد المشاركين في العملية يصل الى 7500 مقاتل كردي، موضحا انها تهدف الى «اقامة منطقة عازلة لحماية (المدينة) وسكانها» من القصف المدفعي. هذا، وأوضح المتحدث باسم التحالف الدولي ضد تنظيم «داعش» الكولونيل ستيف وارن ان «هذا جزء من عملية عزل الموصل المعقل الرئيسي للتنظيم في شمال البلاد»، مشيرا الى ان «مدينة سنجار تقع على الطريق السريع 47 وهو طريق رئيسي ومهم للامدادات» لانه يربط الموصل بسورية. واضاف ان «السيطرة على سنجار ستمكننا من قطع خطوط الاتصال ونعتقد ان ذلك سيسمح بتحجيم قدرتهم على الحصول على الامدادات (...) وسيشكل خطوة مهمة في نهاية المطاف لتحرير مدينة الموصل». وقال وارن ان العمليات المتفرقة ضد التنظيم في البلاد «ستشل العدو وتجعله امام قرار صعب في توجيه تعزيزاته». هذا، وقتل سبعة أشخاص أمس (الخميس) في اشتباكات بين عناصر الحشد الشعبي والقوات الكردية على الطريق العام بين بغداد وكركوك، بحسب ما ذكر مسئول، في مؤشر على الخلافات بين الجانبين المتحالفين ضد تنظيم «داعش». وأصيب 22 آخرين من بينهم مدنيون ومقاتلون، واعتقل نحو 40 شخصا من الجانبين لعلاقتهم بالاضطرابات، بحسب المسئول. وذكر رئيس لجنة الامن المحلية رضا محمد كوثر ان المسلحين من الجانبين تمركزوا في مباني البلدة واستخدموا الاسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية في القتال. واضاف انه تم الاعلان عن حظر التجول بسبب العنف، بينما قال عبد البابان ان القتال توقف مساء أمس (الخميس). وحصلت مناوشات في الماضي بين الطرفين، لكنها المرة الأولى التي يسقط قتلى في مواجهة بينهما.
مشاركة :