مقالة : فنان سوري يقدم أعمالا فنية رائعة بتقنية ثلاثية الأبعاد مصنوعة من نواة حبات الزيتون

  • 12/20/2021
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

في الصورة الملتقطة يوم 18 نوفمبر 2021، مازن شيباني، فنان سوري، يعرض قطعة فنية لسور الصين العظيم مصنوعة من نواة حبات الزيتون في العاصمة السورية، دمشق. دمشق 13 ديسمبر 2021 (شينخوا) يجلس الفنان السوري مازن شيباني البالغ من العمر 50 عاما ساعات طويلة يوميا أمام لوحة رسمها ويقوم بلصق نواة حبات الزيتون التي جمعها عبر أيام وايام على تلك اللوحة ليقدم لنا بعدها عملا فنيا رائعا يجسد من خلالها مواقع عالمية مهمة أو مناظر طبيعية بتقنية ثلاثية الأبعاد. والفنان السوري شيباني الذي يتمتع بالصبر والعزيمة القوية ويمتلك رؤية فنية جميلة، يقوم بجمع حبات الزيتون وبأعداد تصل إلى الاف الحبات، لا يسمح للملل أن يتسلل إلى نفسه، بل على العكس فهو بغاية الشوق والنشاط عندما يبدأ العمل إلى أن ينتهي من العمل الفني ويراه كتلة واحدة، ويترك للناس الحكم عليها. ويركز الفنان شيباني خلال اعماله الفنية التي بدأ يرسمها منذ 25 سنة تقريبا على مفردات الحياة في دمشق التراثية ومعالم اثرية مهمة، بتقنية ثلاثية الأبعاد، ولكن عندما فكر بأن يصبح فنانا مشهورا ويدخل العالمية بدأ بتنفيذ أعمال فنية لمواقع تراثية مهمة في العالم، فرسم سور الصين العظيم، والساحة الحمراء في موسكو وغيرها من المعالم الاثرية المهمة. واستطاع شيباني أن يحقق خلال الـ 25 سنة الماضية مجموعة رائعة من الأعمال الفنية باستخدام خامات مختلفة، كان آخرها حبات الزيتون، قائلا إنه قرر استخدام حبات الزيتون لأن الزيتون رمزا للسلام والحب، وهو أمر تحتاجه سوريا. وقال شيباني لوكالة أنباء ((شينخوا)) بدمشق "بدأت العمل منذ قرابة 25 سنة بلوحات تجسد دمشق ومعالمها المهمة عندما بدأت الأزمة في سوريا توقفت عن العمل"، مضيفا "وبعد سنوات من بدء الحرب استأنفت العمل وأردت أن أقدم عملا يبقى بالذاكرة ولا أحد ينساه فقمت برسم لوحة دمشقية كبيرة تمثل خمس حضارات وهي الدمشقية والايوبية والفاطمية والعثمانية والمغربية وفيها جامع وكنسية، وأطلقت عليها اسم (العيش المشترك) وهي مصنوعة من حبات الزيتون"، مؤكدا أن هذا العمل نال اعجاب كل من شاهده في العام 2016. وعندما شاهد نجاح عمله الأول، واقبال الناس على مشاهدة لوحته عن دمشق، بدأ يفكر بالانتقال إلى العالمية ويرسم معالم مهمة فكان سور الصين العظيم أهم وأصعب واجمل التحديات بالنسبة له، وبقي أياما وهو يفكر ويتأمل به، وكيف يمكن أن يرسمه ويحافظ على جماليته ويقدمه بطريقة لائقة. وقال إنه أمضى أسبوعا واحدا فقط ينظر إلى صور سور الصين العظيم، لأنه لم يرها من قبل على أرض الواقع، مشيرا إلى أن الصور لم تقدم دقة عالية للمكان كي يقلده. وبعد ساعات طويلة من مراقبة الصور، بدأ في رسم سور الصين العظيم ولصق آلاف الحبات من بذرة الزيتون، وكان عددهم كبيرا جدا لدرجة أنه لم يستطع ان يحصيها مقدارا اياها بأنها أكثر من 80 ألف حبة. وتابع يقول "أول لوحة عالمية صنعتها كانت عن سور الصين العظيم، وكنت محترفا في تصميمها لأن سور الصين العظيم كان نقطة مهمة بالنسبة لي، والان أي معلم عالمي قادر على رسمه"، وتابع يقول "أتمنى أن أهدي هذه اللوحة إلى الشعب الصيني الصديق". ويعمل الفنان السوري شيباني امام محله الذي استأجره اثناء الحرب، في أحد شوارع دمشق، ويقوم بتنفيذ العمل أمام الناس ويقضي ساعات طويلة وهو يعمل. وقال "أعمل كل هذه اللوحات على الرصيف، وأمام الناس، واحيانا يستغرق معي كل لوحة قرابة العام ونصف العام، ضمن ظروف جوية صعبة بين برد في الشتاء، وحرارة في الصيف، مشددا على أنه يريد أن يرى العالم عمله وألا يبقى محاصرا محليا. وأضاف "آمل أن أصبح فنانًا دوليا وآمل أن تتبنى أي دولة أو منظمة مشروعي، الذي يضم جميع المناظر الطبيعية المهمة في أي بلد". وأوضح شيباني أن عمله في الرسم لا يحقق له دخلا ماديا مربحا، لهذا هو يعمل في بيع الملابس، كي يتمكن من الاستمرار بالعيش في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها سوريا. وأشار إلى أنه خلال الأزمة التي نشبت في سوريا خسر كل المنشأت التي يملكها من بيت ومحل، ويأمل أن تصبح الأمور أفضل في القادم من الأيام.

مشاركة :