طارق الشناوي يكتب: ماجدة الجندي.. عاشت هنا!

  • 12/20/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

قبل نحو عام قرأت اسمها على الفيسبوك، سارعت بطلب الصداقة، جاءنى الرد، استنفدت الرصيد المسموح، وأخيرًا تمكنت من الإضافة، وكأننى ألحق بآخر أيامها، وقالت لى إننا (نونس) بعض بالكتابة والقراءة، أول مرة أستطعم تعبير الونس. كنت أبحث عن مقالها فى (الأهرام) عندما انتقلت إليها فى الألفية الثالثة، وقبلها شكلت مقالاتها وتحقيقاتها فى مجلة (صباح الخير) ركنًا أساسيًا فى قراءاتى. أنا فى الدور الخامس بمبنى (روزاليوسف) بينما الأستاذة ماجدة الجندى فى السابع، حيث (صباح الخير)، تلك المجلة الشقية المشاغبة التى كانت دائمًا مثار حسد الجميع، فهى موطن الصحفيات الموهوبات وأيضًا الجميلات. شكلت ماجدة الجندى وكريمة كمال ومنى سراج جيلًا له سحره وألقه، وسبقتهن أسماء وقامات مثل نهاد جاد وزينب صادق وإقبال بركة، وجاءت بعدهن أسماء مثل نجلاء بدير وسهام ذهنى وعفاف على وإيناس إبراهيم وغيرهن. أغلبهن ربطتنا صداقة ما عدا ماجدة، حتى جاء عام 88 عندما استضافت الجامعة الأمريكية الأديب الكبير يحيى حقى. وكان النظام المعمول به هو كتابة الأسئلة، وقبل أن أزهو أمامها بأننى صاحب هذا السؤال الساخن، وجدتها حزينة بسبب السؤال، وهى لا تعرف من قائله، السؤال عن رد فعل الكاتب الكبير يحيى حقى بعد أن تخطته جائزة (نوبل) ونالها نجيب محفوظ. وفى آخر مكالمة قلت لها سوف أذيع عليك سرًا عمره تجاوز 30 عامًا، وأضفت أننى اعتبرت رفضها السؤال درسًا لى، ليس كل الأسئلة مسموحًا بها، بينما هى سارعت بالاعتذار، وعبثًا قلت لها إننى أشكرها على هذا الدرس، بينما هى لم تتوقف عن لوم نفسها، لأنها أشعرتنى وقتها بالذنب. ماجدة زوجة الكاتب الكبير جمال الغيطانى، ورغم ذلك لم ألحظ أبدًا أنها تحمل أى إحساس سلبى عندما يسارع البعض بتعريفها بأنها زوجة جمال قبل أن يضيف أنها الكاتبة الكبيرة، بينما أنا كنت حريصًا على أن أقدمها أولًا ككاتبة كبيرة. مجلة (صباح الخير) هى معقل الفنانين التشكيليين، وكثير من الأغلفة كانت لوحات (بورتريه) أبدعها الرسامون لماجدة الجندى وكريمة كمال ومنى سراج. أتذكر أن أحد كبار الصحفيين تأخر فى الزواج وأرادوا جذبه للقفص، فقالوا له إن ماجدة لها أخت توأم، وكان هذا كافيًا جدًا لكى يغير الصحفى الكبير موقفه، ورغم اكتشافه (الاشتغالة) إلا أن تلك الخدعة فتحت نفسه للزواج بعدها بأشهر قليلة. قرأت لها الكثير، ولكن ما أتذكره الآن هو مقال عندما عانى الكاتب الكبير جمال الغيطانى من غيبوبة، وكتبت أن الأمل يداعبها بأن جمال يمثل عليها دور المريض بالغيبوبة، بينما هو يتابعها ليعرف كم هى شغوفة به، وسوف يستعيد عبارة (أبولمعة) قائلًا (للخواجة بيجو): شايفك يا خواجة شايفك). قالت لى ماجدة إن نجيب محفوظ، الذى كان يعتبر جمال أقرب تلاميذه إلى قلبه، حكى له عشرات من المواقف والحكايات ولكنه لم يُبح بها لأحد ولا حتى لماجدة، وهى أيضًا لم تطلب منه أن يروى أى شىء، قائلًا لها: (سوف تُدفن معى). ظلت الأستاذة ماجدة الجندى فى بؤرة الاهتمام، وأتذكر أن المهندس محمد أبوسعدة، رئيس هيئة التنسيق الحضارى، التابعة لوزارة الثقافة، قرر أن يضمها فى آخر اجتماع كخبيرة للجنة (عاش هنا)، والغريب أنه قبل أن يتم إبلاغها سيصبح على الهيئة الآن أن تضع على باب بيتها يافطة (عاش هنا). [email protected] المقال: نقلاـ عن (المصري اليوم).

مشاركة :