الخرطوم – الوكالات: قُتل متظاهر وأصيب 125 سودانيا خلال تظاهرات حاشدة هي الأضخم التي يشهدها السودان منذ هيمنة الجيش على السلطة قبل ثلاثة أشهر. ففي الذكرى الثالثة لثورة التاسع عشر من ديسمبر 2019 التي أسقطت عمر البشير، خرجت حشود ضخمة من السودانيين الأحد في الخرطوم فشلت قوات الأمن التي كانت تغلق الجسور الرابطة بين ضفتي النيل في العاصمة من السيطرة عليها وتمكنت قوافل المحتجين من الوصول الى القصر الجمهوري. وبحلول المساء حاول المتظاهرون الاعتصام أمام البوابة الجنوبية للقصر الجمهوري في وسط الخرطوم الا أن قوات الامن فرقتهم بالقوة بعد اطلاق كثيف للغازات المسيلة للدموع. وأعلنت لجنة الأطباء المركزية (نقابة الأطباء) في بيان أمس مقتل «مجذوب محمد أحمد، 28 سنة ... يوم أمس (الأحد) برصاص حي في الصدر جراء القمع الوحشي الذي تعرضت له منطقة شرق النبل بالخرطوم». واضافت اللجنة أنها «تأخرت في اعلان مقتل المتظاهر التزاما بالمعايير التي تلتزم بها للتقصي والتأكد من التفاصيل». وبذلك يرتفع عدد قتلى الاحتجاجات على إجراءات العسكر. من جهتها، أعلنت وزارة الصحة السودانية في بيان ليل الأحد الاثنين أن «123 شخصا اصيبوا في الخرطوم وجُرح اثنان في كسلا» بشرق السودان. وأوضحت أن الجرحى سقطوا خلال الاشتباكات التي وقعت في محيط القصر الجمهوري في وسط الخرطوم بين المتظاهرين وقوات الأمن التي استخدمت الغازات المسيلة للدموع بكثافة لتفرقة المحتجين. وأضافت أن الاصابات نجمت عن اختناقات بالغاز ما تطلب نقل المصابين الى المستشفى. وصباح أمس، واصلت قوات الأمن اغلاق بعض الجسور التي تربط وسط العاصمة بمنطقتي أم درمان وبحري. وطالب المتظاهرون في العاصمة السودانية ب «اسقاط البرهان» وأكدوا أن مطلبهم هو حكومة مدنية خالصة وعودة الجيش الى ثكناته وابتعاده تماما عن السلطة. نظم معارضو الحكم العسكري تظاهرات عدة في العاصمة، ولكنها كانت أقل عددا، منذ أن أعلن قائد الجيش عبد الفتاح البرهان في الخامس والعشرين من اكتوبر إقالة حكومة عبدالله حمدوك وحل مجلس السيادة وهما سلطتي الحكم خلال المرحلة الانتقالية التي يفترض أن تفضي الى تسليم السلطة لحكومة مدنية منتخبة ديموقراطيا في العام 2023. ورغم اعادة حمدوك الى منصبه من دون حكومته في الحادي والعشرين من نوفمبر بموجب اتفاق سياسي معه، إلا أن هذا الاتفاق لم يرض الشارع السوداني الذي بات يطالب بحكم مدني خالص. وكرر المتحدث باسم الجيش السوداني في تصريح وزع على الصحفيين في الخرطوم التزام القوات المسلحة السودانية بالخيار الديموقراطي. وقال العميد ابراهيم ابو هاجه إن «القوات المسلحة منحازة للخيار الديموقراطي للشعب عبر انتخابات حرة ونزيهة وستحمي هذا الخيار». ورغم تأكيد حمدوك عشية ذكرى الثورة ان «الاتفاق السياسي هو أكثر الطرق فعالية وأقلها تكلفة للعودة الى مسار التحول المدني الديموقراطي»، الا أنه لم يقنع المحتجين. ودعا تحالف قوى الحرية والتغيير الى استمرار التصعيد ضد هيمنة العسكريين على السلطة. وعلى جدران الخرطوم، كما على وسائل التواصل الاجتماعي وجه ناشطون دعوات الى تظاهرات جديدة في 25 و30 ديسمبر الجاري.
مشاركة :