التناغم بين الأجيال ضرورة لتطوير العمل الإعلامي ومواكبة المتغيرات

  • 12/22/2021
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أكدت الإعلامية والكاتبة الكويتية إقبال الأحمد أن انتقال الصحافة التقليدية لصورتها الحالية جاء تدريجيًا، وأن الأمور باتت أكثر سهولة وسرعة، مشيرة إلى أن الإعلاميين المتميزين سواء في السبعينات أو الثمانينات لازالوا يكتبون حتى اليوم وأقلامهم مؤثرة، لكن ذلك لا يعني بالضرورة أنهم الأفضل، وهناك حاجة للتناغم بين الأجيال لتطوير العمل الإعلامي بما يتناسب مع الوضع الراهن. جاء ذلك خلال محاضرة عنوانها «تجربتي ما بين الإعلام والصحافة التقليدية» أقيمت في بيت عبدالله الزايد لتراث البحرين الصحفي ضمن الموسم الثقافي «أروم من الأيام» لمركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث. وقالت الأحمد: «لدينا مسؤولية كبيرة تجاه الجيل الجديد من الإعلاميين، وليس دورنا تغيير وجهة نظرهم أو منافستهم، بل التأكيد على أهمية تحري الدقة والموضوعية بالإضافة للسرعة، وألا يقتصر هدفهم على زيادة عدد المتابعين»، مشيرة إلى أن الصحافة الحقيقية تبنى على الحرية المسئولة دون المساس بالأخلاقيات. واستعرضت الأحمد تجربتها وسيرتها المهنية، مؤكدة أنها تدرجت في المناصب إلى أن شغلت منصب رئيس تحرير في وكالة الأنباء الكويتية، بالرغم من أنها خريجة جامعة الكويت كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، وتحدثت عن تجربتها مع مجلة سيدتي حيث سلطت الضوء من خلال صفحتها على قضايا المرأة والأسرة، ثم تجربة كتابة العمود الصحفي في صحيفة القبس الكويتية، مشيرة إلى أنها اختارت لنفسها قالبًا تمثل في المقالات القصيرة والمباشرة من دون تمهيد، وأنها جمعت مقالاتها في ثلاثة كتب تحت عنوان «رنة قلم». وتابعت: «قدمت برامج تلفزيونية حوارية وتوثيقية، وانعكست اهتمامتي على القضايا التي طرحتها من خلال تلك البرامج، وسافرت للعديد من الدول لإجراء لقاءات البرنامج خاصة حين تناولت ملف صندوق التنمية الاقتصادي، والذي ساهم بشكل كبير في مشاريع تنموية ضخمة في العديد من الدول». وأوضحت: «بدأ اهتمامي بقضايا المرأة مبكرًا، لأني عشت تجربة استثنائية كوني امرأة وخضت المجال الإعلامي منذ مدة طويلة، وهو أمر لم يكن مرضيًا للعديد من الناس في مجتمع ذكوري، وأذكر أني حين تقلدت منصب رئيس تحرير كانوا يتعاملون معي بحذر، وكانت لي تجربة مليئة بالتفاصيل، لكني استطعت تحقيق نجاحات والتغلب على التحديات التي واجهتني، وساهم العمل الإعلامي في صقل شخصيتي لأكون ما أنا عليه اليوم، ولابد من الإشارة إلى أن نجاح المرأة في مجال الإعلام يتطلب الدعم من قبل الأسرة والمجتمع». ولفتت إلى أنها تلقت عروضًا بشأن تولي مناصب سياسية، لكنها ارتأت مواصلة العمل في مجال الإعلام، لأنها مؤمنة بأن المواضيع التي تكتبها تحدث تغييرًا في المجتمع أكثر من المناصب التي رفضتها. ولفتت إلى أن دور المرأة الخليجية في مجال الإعلام تغير الآن عما كان عليه قبل سنوات، لكنها ما زالت محصورة في مواضيع ومجالات معينة، وهناك حاجة لأن تخوض المرأة الصحافة السياسية والاقتصادية. وأكدت ضرورة تمسك الإعلام بثلاث ثوابت تتمثل في السرعة والدقة والموضوعية، وهو ما حرصت على تحقيقه حين كانت تشغل منصب رئيس تحرير في «كونا»، وقالت: «أردنا للوكالة أن تكون في مصاف وكالات الدول المتقدمة، واستطعنا تحقيق ذلك». وتابعت: «الثورة التكنولوجية تخفي الكثير، ولا يمكن التنبؤ بمستقبل الإعلام، لكن علينا مواجهة تلك التحديات، وفي الوقت الحالي يقوم متابعي الصحف باختيار ما يرونه مناسبًا وما يتناسب مع تطلعاتهم، وتشهد الصحافة الكويتية تطورًا مستمرًا في هذا المجال، بالرغم من المنافسة الشديدة لوسائل التواصل الاجتماعي». وأضافت: «التغيرات المتسارعة فرضت أنماطًا متغيرة على الصحافة ووسائل الإعلام، والتوجه الآن نحو المقاطع القصيرة التي تتضمن رسالة واضحة، ولم تعد اللقاءات الطويلة تلقى رواجًا بين الجمهور».

مشاركة :