انتشرت بشكل كثيف الميليشيات المسلحة في مناطق عدة جنوب العاصمة الليبية، أمس، ما أجبر جامعة طرابلس وبعض المدارس على الإغلاق. وأظهرت صور ومقاطع فيديو نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، سيارات مسلحة بمدافع رشاشة ودبابة في أحد شوارع حي الفرناج، بالقرب من الحرم الجامعي، فيما أغلقت متاريس رملية بعضها الآخر بحراسة مسلحين، ولم ترد أنباء عن اشتباكات أو تبادل لإطلاق النار في هذه المناطق. وقالت جميلة رزق الله، عضو هيئة التدريس بجامعة طرابلس: «طُلب من المعلمين والموظفين والطلاب إخلاء الحرم الجامعي والمغادرة على الفور، وأغلقت الجامعة بسبب التوترات الأمنية في المنطقة المحيطة». وبحسب وسائل إعلام محلية، قررت مدارس عدة في الأحياء نفسها جنوب العاصمة، كإجراء احترازي إغلاق أبوابها. ولم تصدر السلطات الرسمية أي تعليق رسمي حول أسباب هذا الانتشار الكثيف وخلفياته. بدورها، عبّرت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عن قلقها تجاه التطورات الأمنية الجارية في طرابلس، مؤكدة ضرورة ممارسة ضبط النفس. وقالت البعثة في بيان: إن «التحركات للقوات التابعة لمجموعات مختلفة تخلق حالة من التوتر وتعزز خطر الصدامات التي قد تتحول إلى صراع»، مضيفة أنه يتعين حل أي خلافات بشأن المسائل السياسية أو العسكرية عبر الحوار، وخاصة في هذه المرحلة التي تمر فيها البلاد بـ«عملية انتخابية صعبة ومعقدة» يرجى منها أن تؤدي إلى انتقال سلمي. وفي سياق متصل، نفت البعثة الأممية ما تردد عن إخلاء مقرات لها في البلاد. وقالت عبر حسابها بموقع «فيسبوك»: إنه «لا يوجد مقر لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا في عين زارا»، وأضافت أن الأمم المتحدة لم تخل أي مقر لها في ليبيا، محذرة من الأخبار الكاذبة والملفقة. وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الداخلية الليبية، أمس، تكثيف الدوريات الثابتة والمتحركة داخل العاصمة طرابلس وبمداخلها ومخارجها. وقالت الداخلية في بيان: «قامت الدوريات التابعة لفرع إدارة إنفاذ القانون طرابـس بالإدارة العامة للعمليات الأمنية بتكثيف عملها داخل العاصمة طرابلس، وكذلك بمداخلها ومخارجها من خلال تفعيل دوريات ثابتة ومتحركة للحفاظ على الأمن والمحافظة على سلامة الأهالي». وأكدت الوزارة على فرض الأمن وضبط المجرمين والخارجين عن القانون والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة.
مشاركة :