لطالما شكل القصص القرآني مصدراً مهماً لتدبُّر الحياة، يعكف عليه الناس، ويستوحوا منه الدروس والعبر والمعاني، ويعيدوا تشكيلها وتفسيرها وفقاً لواقعهم الحاضر سواء على المستوى العام أم على المستوى الخاص. وقد اختار المؤلف أنس بارودي الكتابة عن أحسن القصص، مضموناً ومنهاجاً، قصة آفاقها واسعة وعِبرها غير منتهية صالحةٌ لكل زمان ومكان، فهي صالحة في زمن العزيز ويوسف، وصالحة في زمن الكاتب والقارئ، إنها قصة النبي يوسف. والكتاب الموجه للناشئة يحكي قصة يوسف مع أبيه وأخوته وقومه يعيد أنس بارودي التذكير بها اليوم لتكون للقارئ درساً ومنهاجاً يَستدل به إلى الطريق. قصة قال عنها الله تعالى "أحسن القصص". ولأن خير الكلام ما يقوله المؤلف عن كتابه، قدّم الأستاذ أنس بارودي لكتابه المعنون "قد جعلها ربي حقاً" بمقدمة يتوجه بها إلى القارئ ومما جاء فيها: "... كتبتُ عن قصة يوسف عليه السلام لأني استشعرت كثيراً من الأمور، ورسخ في أعماقي العديد من الأحجار الكريمة التي، وإن غلا ثمنها، فإنها لا تنفك تتبختر بجمالها وندرتها وطمع الناس بها. كتبت عن قصة يوسف لأذكّر نفسي دائماً أنّ لديّ حلماً، وهذا الحلم يجب أن لا أنصرف عنه، مهما تغيرت الظروف وطال عليه الأمد. أن أستعين على قضاء حاجتي بالكتمان، أو ليس هذا ما أوصانا به الرسول محمد. أن أتخيّر من أفضي له ما بقلبي، فليس من الضروري من حمل زمرة دمي، وشاركني في اسم والدي وكنيته أن يكون سنداً وعوناً. أن لا أيأس وإن شاركت طمي البئر مكانه في القعر، فأنا وإن كنت ابن آدم، إلا أنّ لديّ نظر البراق، يجب أن أضع رجلي حيث منتهى نظري. أن لا أفقد الأمل مهما جرى، حتى وإن لفّني قعر الجب، وليل بهيم، ووحدة قاتلة، وضعف ضليع، فالأمل ما هو إلا انعكاس التسليم لمالك المفاتيح ومسيّر الأكوان. وكل ما كتبت كان اجتهاداً شخصياً بُني على قراءة ومتابعة لبعض التفاسير أو الوقفات الأخرى التي وقفها أناس قبلي هم أصحاب باع أطول مني في العلم، وأمكن مني في الفهم".
مشاركة :