هل هي منتخبة فعلا؟ (2) | سهيلة زين العابدين حماد

  • 11/14/2015
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

تحدثت في الحلقة الماضية عن بعض المعوّقات التي تعرقل مسيرة مرشحات الانتخابات البلدية، كضوابط شرعية لمنع الاختلاط، وبيّنتُ من خلال نصوص قرآنية أنّ الإسلام لا يُحرِّم الاختلاط، وسأواصل الحديث عن الجانب الشرعيّ، وسأتحدَّث عن السُّنتيْن القولية والفعلية؛ إذ توجد أحاديث في الصحيحيْن عن اختلاط النساء بالرجال في العهد النبويّ، منها: * عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: لَمَّا عَرَّسَ أَبُوأُسَيْدٍ السَّاعِدِيّ دَعَا رَسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابَهُ، فَمَا صَنَعَهُ لَهُمْ وَلا قَرَّبَهُ لَهُمْ إِلاّ امْرَأَتهُ أُمُّ أُسَيْدٍ، قَالَ: وَبَلَّتْ تَمَرَاتٍ مِنَ اللَّيْلِ فِي تَوْرٍ (إناء) مِنْ حِجَارَةٍ، فَلَمَّا فَرَغَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الطَّعَامِ أَمَاثَتْهُ فَسَقَتْهُ إِيَّاهُ تُتْحِفُهُ بِذَلِكَ. (رواه البخاري: كتاب النكاح، باب قيام المرأة على الرجال في العرس وخدمتهم بالنفس.. ومسلم، كتاب: الأشربة). * تيسير المسكن والمأكل للوافدين: عن فاطمة بنت قيس: «... وأم شريك امرأة غنية من الأنصار، عظيمة النفقة في سبيل الله، ينزل عليها الضيفان..» (رواه مسلم). * الرعاية الصحية والتمريض: عن أم العلاء، قالت: «... فاشتكى عثمان بن مظعون عندنا، فمرضته حتى توفي» (رواه البخاري). * عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: «أُصيب سعد يوم الخندق.. فضرب النبي صلى الله عليه وسلّم خيمة في المسجد ليعوده من قريب» (رواه البخاري ومسلم). * قال الحافظ ابن حجر: «وأنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل سعدًا في خيمة رفيدة عند مسجده، وكانت امرأة تداوي الجرحى، فقال «اجعلوها في خيمتها لأعوده من قريب». (فتح الباري: 8/415). والأمثلة كثيرة على مشاركة النساء في مختلف المجالات من العهد النبوي والراشدي، وما تلاهما من عصور، وهو ما يوافق الفطرة البشرية، وديننا دين الفطرة، وأكبر دليل على ذلك: طواف الرجال والنساء معًا حول الكعبة، وسعيهم بين الصفا والمروة. فالمحرّم كما ورد في السنة ليس الاختلاط، وإنّما الخلوة بين رجل وامرأة لا صلة شرعية تربطهما، وهذا ما يُبيّنه حديث مسلم: «لَا يَدْخُلَنَّ رَجُلٌ بَعْدَ يَوْمِي هَذَا عَلَى مُغِيبَةٍ إِلاَّ وَمَعَهُ رَجُلٌ أَوِ اثْنَانِ»، فالمرأة الغائب عنها زوجها يجوز أن يأتي بيتها رجلان، أو ثلاثة، للسؤال عنها، وتلبية احتياجاتها، ولكن لا يدخل عليها رجل بمفرده، حتى لا تكون خلوة بينهما، فهل في لقاء المرشّحة بناخبيها خلوة؟! ولو نظرنا الآن إلى واقعنا الاجتماعي نجد أنّ الشوريّات يجلسن في قاعة واحدة مع زملائهنّ في المجلس، وكذا العاملات في المستشفيات ألا يلتقين بزملائهنّ الرجال من خلال ممارستهنّ لأعمالهنّ؟! وعضوات المجالس البلدية ألن يجتمعن مع زملائهنّ لتبادل الآراء، ومناقشة البرامج والدراسات لاتّخاذ القرارات؟! أرجو من لجنة الانتخابات إعادة النظر في ضوابطها، وأن تُسهِّل حركة المرأة في حملاتها الانتخابية، وتزيل ما وضعته من قيود دفعت (31) مرشحة الى الانسحاب. suhaila_hammad@hotmail.com

مشاركة :