امرأة ثلاثينية و قبر تجلس بجانبه ، للمغفور له . بعض الأغراض في حامل اليد . تجلس المرأة بعدما استقرت من مكان قريب من القبر ، متهدجة الأنفاس ، تلتقط أنفاسها بأعجوبة ….تصمت… ثم تقول : رويدا رويدا لا بأس ، بالطبع سأقول ما حدث …نعم تمهل…سأسرد بدقة عن كل الأشياء . تتنهد قائلة : يا إلهي إنه طبعك ، دائما ….التسرع…..التسرع….التسرع…..ألم تسمع عن “رفقا بالقوارير ؟! “ تنصت لحظة كأنها تستمع ، ثم تقول : كما طلبت ، ها هي الأغراض . وكأن صوتا يراود إياها بكلمات مستساغة ، ثم تقول : لا تداعب قلبي عندما أحبك ، لا تداعب مشاعري بالعشم منك فيزيد هواك ، ألم أقل لك يوما : أن الحب يقتلني يصفدني يعرقلني. ماذا كنت تريد منِّي ؟! عندما قلتَ لي أحببتكِ . ماذا كنت تريد ؟! بل ماذا كان مقصدك؟! دائما أقول لك وأنت لا تستمع ، أتسأل لماذا لا تستمع ؟! إنما هي عادتك أنك لا تستمع ، أنك لا تهتم ، أتحدث وأنت الصامت مثل الأحجار ، أصرخ… أصرخ ، وأقول : أحبك تاللَّهِ أحبك ، وأنت ….. أنت لست هنا . أيها البعيد هل تسمعني ؟! أنا المرأة الوفية أحبك ، ماذا عنك ؟! نعم أنت . وكأني في وحدتي بلا مؤنس أو رفيق . عن ماذا تتحدث ؟! هل تقصد أنك رفيق ؟! لكن الرفيق يتحدث ، وأنت؟! لا تتحدث . أعلن لي عن صمتك ، قلْ ، لمَ صمتَّ كلَّ تلك السنوات ، حتى الآن تصمت ؟ . عن الحب أحدثك ، عن البوح ، عن الألم ، عن الاحتياج . ها أنا امرأة لها حقوق ، هل تسمعني ؟! تكلم ، فانا أتحدث ، وأنت عليك ان تتكلم . هل تتساءل ماذا جلبت معي ؟! إنها فواكه وأطعمة . لماذا تعترض ؟! فانا دائما أجلب معي كل ليلة فواكه وأطعمة . لا تحاول إنها عادة . برغم الطريق المغلق بيننا ، إلا أنني أحبك . يا ويلتى ، هل تتساءل لماذا ؟! أفكر ، أفكر ، في بعض الأحايين لماذا ؟! أواه أنا أحبك فقط يا مأثوري ، أعشق الخطي واللهى ، أميل وأنحني أمامك لو أود السجود ، أحبك أحبك . هل رأيت ما تفعله بي أنت أيها الحبيب ، اترك قلبي جانبا ، وانظر . إلى ماذا تنظر ؟ إلى الأغراض التي جلبتها ؟ . دائما تترك مشاعري في الهواء . يا إلهي لقد مر الوقت سريعا ، عساي الرحيل الآن . هنا وكل يوم ستأتي معي مشاعري وحكاياتي ، هل ستمانع يا عمري ؟! نعم إنني لن أخلف المعاد أبدا ، كل يوم . من خمسة سنوات وأنا أحضر كل يوم ، معي الفواكه والأطعمة . عن ماذا تتساءل ؟! كلا أبدا لم أمل يوما . هل تعرف لماذا ؟! لأن الحب الحقيقي لا يعوض ، إنني مازالت أراك ، أرى عينيك فيهما النور ، ويديك كل الدفء والحنان ، أعلم أنك رحلت ، أعلم أنك لن تراني او تسمعني مرة أخرى ، إنما أنا أحبك…. أحبك . وعندما تعشق المرأة لن تري الحياة والعالم إلا بعين وروح الحبيب . {2} وَاشْرَبِي مِنْ شَهْدِ نِيلِي الشاعر الدكتور والروائي المصري: محسن عبد المعطي اُكْـتُـبِـي بَــعْـدَ رَحِـيـلِـي … وَاشْرَبِي مِنْ شَهْدِ نِيلِي لَــكِ رُوحِــي لَــكِ قَـلْبِي … لَـــكِ فَــرْحِـي وَعَـوِيـلِي لَـكِ رُوحِـي لَـكِ نَـفْسِي … لَـــكِ قُـبْـحِي وَجَـمِـيلِي لَــكِ كُـلِّـي لَــكِ بَـعْـضِي … يَـــا فَــتَـاةَ الْـمُـسْـتَحِيلِ لَـــكِ فِــي الـدُّنْـيَا وَفَــاءٌ … بَـعْـدَ مَـوْتِي لَـنْ تَـمِيلِي لَــكِ صَـمْتِي بَـعْدَ مَـوْتِي … أَنْـــتِ لَا لَا لــنْ تَـحُـولِي حُــبُّـنَـا الْــبَـاقِـي ثَـــرِيٌّ … ظَـــلَّ جِـيـلاً بَـعْـدَ جِـيـلِ
مشاركة :