تربويون: سلوكيات الآباء الخاطئة أمام الأبناء لا بد أن تقابل بالتوعية والتدريب

  • 11/14/2015
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

في الوقت الذي يؤكد التربويون أن الأسرة هي المؤسسة التربوية الأولى التي يترعرع فيها الطفل ويفتح عينيه في أحضانها حتى يشب ويستطيع الاعتماد على نفسه، إلا أن هناك آباء يعمدون إلى إكساب أبنائهم الأساليب غير السوية والخاطئة في تربيتهم لهم. ولعل نشر أحد الآباء مقطعا لفيديو، وهو يعلم ابنه التفريق بين أنواع المخدرات، أحد هذه الأفعال الخاطئة، التي قوبلت برفض مجتمعي، واصفين سلوك هذا الأب بالمشين وغير السوي، ومطالبين بتطبيق أقسى العقوبات تجاه فاعله. ويؤكد التربويون والمختصون أن مثل هذه السلوكيات الخاطئة في تربية الأبناء تحتاج إلى مزيد من التوعية والتدريب للآباء على التعامل مع الأبناء، مشيرين إلى أن تصرفات الآباء الخاطئة تؤثر في الأبناء، وعلى مستقبلهم. وقال لـ"الاقتصادية" عبد الإله الشريف مساعد المدير العام لمكافحة المخدرات، وأمين عام اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات: "إن مثل هذه السلوكيات الخاطئة تحتاج إلى أن تقابل بمنح دورات توعوية وتدريبية للآباء على التعامل الأمثل مع أبنائهم وتوعيتهم بأضرار المخدرات، فالأبناء يحتاجون إلى القدوة الصالحة، فالصغار يبدأون التقليد من السنة الثانية أو قبلها بقليل، وهم يتعلمون بالقدوة والمشاهدة أكثر مما نتصوره، فالطفل يحاكي أفعال والده، فيجب ألا يظهر الأب أمام ابنه إلا بصورة حسنة". وأوضح أن من ضمن برامج المشروع الوطني للوقاية من المخدرات (نبراس) تقديم الدورات التدريبية لجميع فئات المجتمع صغارا وكبارا، وتقديم الدورات التدريبية لهم، وذلك في خطوة توعوية ووقائية، حيث ستشتمل على برامج للآباء والأبناء، مشيرا إلى انطلاق أول برامجه في تعزيز القيم لدى الأطفال في محافظة حفر الباطن. عبد الإله الشريف وأضاف الشريف رئيس إدارة المشروع الوطني "نبراس" أن البرنامج يهدف إلى تعزيز القيم الأخلاقية وترسيخ المواطنة وتقوية الوازع الديني لدى الأطفال بدءا من سن سبع سنوات إلى تسع سنوات، مؤكدا أنهم يعكفون على تكثيف البرامج الوقائية المحصنة للشباب والمجتمع من الانحراف الفكري وتعاطي المخدرات. من جانبه، قال الشيخ عبد الإله الزعبي مختص في البرامج التوعوية للشباب: "إن تدريب صغار السن على الأفعال المشينة ولو على سبيل المزح أفعال خاطئة ومستنكرة، ويحتاج منفذها إلى العقاب، مشيرا إلى أهمية أن يكون الوالدان قدوة للأولاد في المنزل، وكثير من سلوك الأولاد يتلقونه من أفعال والديهم أكثر مما يتلقونه من أقوالهم وتوجيهاتهم، ومن ثم كان على الوالدين أن يرقبا تصرفاتهما، وأن يكونا قدوة حسنة صالحة لأولادهما، وأن يحذرا من أن يتناقض قولهما وفعلهما". وأضاف، أن قيام بعض الجهات الحكومية ببرامج توعية في هذا الشأن يقلل من هذه التصرفات الخاطئة التي يرتكبها بعض الآباء، لأي سبب كان، مشيدا بالبرامج التوعوية التي تقدمها اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، مطالبا جميع مؤسسات المجتمع بالتفاعل مع هذه البرامج. إلى ذلك يعد مشروع "نبراس" أحد المشاريع التوعوية لتحصين وحماية المجتمع من آفة المخدرات والحد من الطلب على هذه الآفة، إضافة إلى أنه يسعى إلى توحيد الجهود في ما بين الجهات الحكومية المختلفة، والقطاع الخاص ورجال الأعمال. ويهدف المشروع إلى الريادة العالمية في مجال الوقاية من المخدرات والمؤثرات العقلية، والحد من الجريمة المرتبطة بالمخدرات كجريمة القتل أو الجرائم المختلفة، وتكوين الوعي الصحي والاجتماعي والثقافي من مخاطر المخدرات، وخفض استهلاك الأدوية النفسية والأدوية المهدئة.

مشاركة :