بسام عبدالحميد يكتب: والدي.. الفارس يترجّل عن جواده!

  • 12/23/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

اليوم ترجل الفارس عن صهوة جواده، وودع باقي زملائه من الرعيل الأول، في ميدان العمل بقلعة الصناعة - الألومنيوم- التي تعلم فيها "المثابرة والاجتهاد"، بعد أن أمضى أكثر من 35 عاماً وهو يعمل بجهد كبير وتميّز متواصل، وتفانٍ منقطع النظير، دون ضجيج أو تأفف من مصاعب العمل -رغم أن ذلك من حقه-، لبلوغه سن العطاء. ترجل الفارس عن صهوة جواده، وقد تعلمت منه أنه ليس للمشكلة حلًا واحدًا بل لها حلول، ودورنا طرق جميع الأبواب لنجد الحل، تعلمت أيضاً صدق القول، وحب العمل، تعلمت أنه على كل منّا أن يكون في مجاله قوي الشكيمة، شديد المراس، أن تقبل التحدي تلو التحدي دون كلل أو ملل، بتواضع وإخلاص، وتعاون بلا حدود. ترجل الفارس عن صهوة جواده، في مشهد مؤثر، بعدما وقف قليلاً في صمت أمام شرفة الفناء، بعد أن توقف به الزمان لبرهة، لم يعرف الحاضرون انتباهه، وكأنه يودع الآلات والمعدات وحتى حوائط المكان، بعد حفل بلوغه سن العطاء، وسط حزن من كان لهم شرف العمل معه خاصة رفقاء رحلة العطاء والنجاح. "نصيحتي" إن صح القول يا والدي، أيها الفارس.. اجعل لنفسك نظاما يوميا يبقيك على فروسيتك، فالتقاعد مثله مثل أي مرحلة عمرية مررت بها، كالطفولة والمراهقة والشباب، لكل خصائصها وأدواتها، لا تكثر اللوم والعتب "كانوا يتصلون.. كانوا يفعلون كذا وكذا.. والآن توقفوا!" فهذه سنة الحياة كل سيصبح مشغول في حياته، يكفيك دعوة في ظهر الغيب منهم ولهم. في الختام، أتمنى لك يا أبي في حياتك المقبلة السعادة الدائمة والتوفيق والاستمتاع بما قدمته من إنجازات وعطاءات ستظل علامتها تظهر على وجهي، وسجّل كل ما حرمت منه أو أجلته حين كنت على صهوة جوادك، واعمل على تحقيقه بعد أن ترجلت، بعبارة أخرى اجعل لنفسك فرسًا أخرى غير التي ترجلت من على صهوتها، تكون معك في هذه المرحلة المقبلة، ونسأل الله طول العمر، وصحة دائمة، وعلى طاعة، وكل عام وانت بخير وعيد ميلاد سعيد.

مشاركة :