بغداد تدعو واشنطن وطهران لمفاوضات مباشرة لحلحة أزمة النووي

  • 12/23/2021
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

طهران - دعا العراق اليوم الخميس إلى مفاوضات مباشرة بين إيران والولايات المتحدة بينما يجري البلدان الخصمان محادثات نووية غير مباشرة في فيينا يتوسط فيها شركاء الاتفاق النووي للعام 2015 وهي المحادثات الرامية لإنعاش الاتفاق الأخير بعد أن انسحب منه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في 2018 وأعاد معه فرض عقوبات على طهران التي ردت بعد عام بانتهاكات واسعة لالتزاماتها في ما يسمى بخطة العمل المشتركة. ورأى وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين أن الوقت حان لإجراء "مفاوضات مباشرة" بين طهران وواشنطن لإحياء الاتفاق بشأن البرنامج النووي للجمهورية الإسلامية وذلك في تصريحات خلال زيارته للعاصمة الإيرانية. وأجرى الأطراف المعنيون ست جولات بين أبريل/نيسان ويونيو/حزيران واستأنفوا المباحثات بجولة سابعة بدأت في 29 نوفمبر/تشرين الثاني. وبعد تعليقها لنحو عشرة أيام، ستستأنف المفاوضات اعتبارا من الاثنين المقبل، وفق ما أعلن الاتحاد الأوروبي. وقال حسين خلال مؤتمر صحافي مع نظيره حسين أمير عبداللهيان "هناك مشكلة في آلية المفاوضات. المفاوضات مع الجانب الأميركي هي مفاوضات غير مباشرة ومن خلال المندوب الأوروبي". وتابع "نعتقد أن الوقت قد حان لمفاوضات مباشرة بين واشطن وطهران للوصول إلى تفاهمات مشتركة ليس فقط حول المشروع النووي ولكن أيضا حول العقوبات المفروضة على إيران"، مشددا على الحاجة "إلى تواصل مباشر بين الطرفين ونحن نسعى من أجل هذا". وشدد على أن "مصلحة العراق تتطلب منا أن نساعد، إذا كان باستطاعتنا، الطرفين للجلوس إلى طاولة الحوار ونحن من دعاة المفاوضات المباشرة بين الطرفين وهذا ليس سرا"، موضحا أن بغداد طرحت ذلك على واشنطن وطهران. ولم يعلّق وزير الخارجية الإيراني في المؤتمر الصحافي بشكل مباشر على الموقف العراقي، إلا أنه تطرق إلى مباحثات فيينا، موضحا أن الأميركيين "يبعثون ببعض الرسائل غير المكتوبة ويتلقون ردا عليها". وشدد على رغبة بلاده "في الوصول إلى اتفاق جيد"، قائلا "نأمل في أن يأتي الآخرون أيضا للتفاوض بالجدية ذاتها والإرادة الجيدة ذاتها". وانتقد المفاوضين الأوروبيين وقال إنهم لم يقدموا "مبادرات عملية جديدة" ولم تكن مشاركتهم بناءة في الجولة الأخيرة التي توقفت في 17 ديسمبر/كانون الأول من محادثات إنقاذ الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين طهران والقوى العالمية. وقالت روسيا ووكالة الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي في وقت سابق اليوم إن المفاوضات ستستأنف في 27 ديسمبر/كانون الأول، بعد يوم من تحذير مستشار الأمن القومي الأميركي من أن المحادثات المضطربة مع إيران قد تُستنفد في غضون أسابيع. ونقلت وسائل إعلام رسمية إيرانية عن حسين أمير عبداللهيان قوله "لا نرى موقف بعض الدول الأوروبية بناء، وخصوصا موقف فرنسا"، مضيفا "عندما يقولون إنهم يشعرون بالقلق بسبب تقدم البرنامج النووي الإيراني، نقول بوضوح إذا كنتم تريدون تهدئة مخاوفكم يتعين رفع جميع العقوبات". وأعلن ميخائيل أوليانوف كبير مفاوضي الوفد الروسي في المحادثات عن خطط استئنافها وكتب على تويتر "في هذه الحالة على وجه التحديد، هذا مؤشر على أن كل المشاركين في المفاوضات لا يريدون إضاعة الوقت ويسعون إلى عودة سريعة لخطة العمل الشاملة المشتركة" في إشارة للاتفاق النووي الإيراني. وقالت وكالة الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي في بيان إن "المشاركين سيواصلون المناقشات حول هدف عودة الولايات المتحدة (للاتفاق) والسبل الكفيلة بضمان تطبيقه بشكل كامل وعلى نحو فعال من جانب جميع الأطراف". وتسعى إيران إلى إدخال تعديلات على الخطوط العريضة لاتفاق تبلورت ملامحه في ست جولات سابقة من المحادثات، فيما يعرّض المفاوضات للدخول في طريق مسدود في الوقت الذي تحذر فيه القوى الغربية بوضوح من أن الوقت ينفد أمام جهود كبح أنشطة طهران النووية التي تتقدم بخطى سريعة. وأبدى دبلوماسيون بريطانيون وفرنسيون وألمان تقييما متشائما لمستقبل الجهود المبذولة لإحياء الاتفاق، الذي فرضت بموجبه إيران قيودا على برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة. وقال أمير عبداللهيان إن إيران "تمكنت من الحصول على موافقات شفهية على (وجهات نظرنا) من جميع الأطراف في المسودة التي ستتم مناقشتها الأسبوع المقبل". ولم يدل بالمزيد من التفاصيل. والعلاقات الدبلوماسية مقطوعة بين إيران والولايات المتحدة منذ 1980، بعد أشهر من انتصار الثورة الإسلامية وفي أعقاب أزمة احتجاز الرهائن في السفارة الأميركية في طهران. وغالبا ما يجد العراق نفسه نقطة تجاذب بين العدوين اللدودين، إذ تحظى جارته بنفوذ سياسي وعسكري واسع فيه، ويحتاج إليها في مجالات التجارة والطاقة، بينما يمثّل للثانية مجموعة من المصالح السياسية والعسكرية. وبلغ التوتر الإيراني-الأميركي في العراق ذروته مع اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سليماني بضربة جوية أميركية في بغداد في يناير/كانون الثاني 2020. وردت طهران بقصف صاروخي طال قاعدة عين الأسد في محافظة الأنبار حيث يتواجد عسكريون أميركيون. وشدد وزير الخارجية العراقي على أن "العلاقات الأميركية الإيرانية بالنسبة للعراق ليست موضوعا خارجيا بل هي أيضا موضوع داخلي"، معتبرا أن التوتر أو الانفراج فيها ينعكس مباشرة على بلاده، مضيفا "من منطلق المصلحة العراقية نحن نتباحث مع الإخوة في طهران حول العلاقات الأميركية الإيرانية ونتباحث مع أصدقائنا في واشنطن حول العلاقات الأميركية الإيرانية. نحن لا نحمل الرسائل، لكن نناقش الآراء بصراحة".

مشاركة :