رغم العقوبات على إيران التي فرضتها الولايات المتحدة عقب انسحابها في عام 2018 من الاتفاق النووي المبرم عام 2015، لكبح أنشطتها النووية، ومنعها من توسيع نفوذها ودعم وكلائها في سوريا العراق ولبنان واليمن، كشفت تقارير أنها تقوم بتهريب الأسلحة لهم، إضافة إلى نقل شحنات نفطية لدول مثل سوريا وفنزويلا.وفي السابع من الشهر الجاري، أعلنت وزارة العدل الأمريكية عن المصادرة الناجحة لشحنتين كبيرتين لأسلحة ومنتجات نفطية إيرانية على متن سفن في محيط بحر العرب.وقال المحلل السياسي الدكتور مجيد رفيع زاده، رئيس المجلس الدولي الأمريكي للشرق الأوسط، في تقرير نشره «معهد جيتستون» الأمريكي، إن تقارير ذكرت أن الأسلحة المصادرة تضمنت أسلحة متقدمة مثل «171 صاروخا موجها مضادا للدبابات، و8 صواريخ سطح جو، ومكونات صواريخ كروز للهجمات البرية، ومكونات صواريخ كروز مضادة للسفن، وأجهزة مزودة بكاميرات حرارية للرؤية الليلية، ومكونات أخرى لصواريخ وطائرات مسيرة».وصادرت البحرية الأمريكية أيضا منتجات بترولية إيرانية من أربع ناقلات ترفع أعلاما أجنبية في بحر العرب أو حوله، بينما كانت في طريقها إلى فنزويلا. وتمثل هذه الإجراءات أكبر عمليات مصادرة على الإطلاق لشحنات وقود وأسلحة من إيران قامت بها الحكومة الأمريكية.صمت الإدارةوأضاف رفيع زاده، رئيس المجلس الدولي الأمريكي للشرق الأوسط، أن إدارة الرئيس جو بايدن التزمت الصمت عقب هذه العملية التي تعد أكبر عملية مصادرة لأسلحة ووقود من المجموعات الإرهابية الإيرانية حتى الآن، والحرس الثوري الذي صنفته وزارة الخارجية الأمريكية كمنظمة إرهابية هو الذي خطط لهذه الشحنات.وقال زاده إن الحرس الثوري يشكل أيضا العمود الفقري للمؤسسة الدينية في إيران، وللكوادر رفيعة المستوى بالحرس الثوري الإيراني والمرشد علي خامنئي القول الفصل في السياسة الداخلية والخارجية لإيران ودعم الوكلاء.وأصدر مكتب المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، وهو مجموعة معارضة إيرانية، في واشنطن، كتابا يقع في 175صفحة تحت عنوان «صعود الإمبراطورية المالية للحرس الثوري».مراكز النفوذويقول الكتاب إن الحرس الثوري الإيراني يسيطر على أكثر من نصف إجمالي الناتج المحلي في إيران، ويمتلك العديد من مراكز النفوذ الاقتصادية الرئيسية والأوقاف الدينية مثل مؤسسة العتبة الرضوية المقدسة في مدينة مشهد شمال شرقي إيران.وأصدر المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية أيضا كتابا مفصلا آخر بشأن 15مركزا إيرانيا لتدريب الإرهابيين، حيث يقدم الحرس الثوري التدريب الأيديولوجي والعسكري والتكتيكي للمجندين الأجانب الذين يتم إرسالهم فيما بعد للقيام بأنشطة إرهابية في منطقة الشرق الأوسط، ومناطق أخرى أبعد منها.وتعد هذه الشحنات من الأسلحة التي كانت في طريقها إلى الحوثيين في اليمن، انتهاكا آخر من جانب إيران لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2140.وتابع رفيع زاده أنه من المؤسف أن إدارة بايدن ظلت صامتة، لأنها لا تريد فيما يبدو تقويض احتمال إحياء الاتفاق النووي السيئ والخطير المبرم عام 2015، والذي يُعرف بخطة العمل الشاملة المشتركة، وهو في الواقع ممر للجمهورية الإسلامية الإيرانية لتمتلك ترسانة نووية غير محدودة في غضون بضع سنوات.زعزعة الاستقرارويقول رفيع زاده إن الحوثيين في اليمن محظوظون بشكل كبير لوقوف إيران كحليف قوي إلى جانبهم في محاولاتهم لزعزعة الاستقرار في المنطقة، ولن يسمح الداعمون الإيرانيون للحوثيين بأن تنفد ذخيرتهم.وتواصل الحكومة الإيرانية الإصرار على تهريب أسلحة وتكنولوجيا غير مشروعة إلى اليمن.وأشار رفيع زاده إلى أن جهود إيران لتهريب هذه الأسلحة غير المشروعة إلى ميليشياتها ومجموعاتها الإرهابية توفر رؤية عميقة بالنسبة للتكتيكات والإستراتيجيات طويلة الأمد للوكلاء الذين تدربهم وتسلحهم إيران في جميع أرجاء الشرق الأوسط.وأوضح رفيع زادة أنه يبدو أن خططهم وأجندتهم مبنية على أربع ركائز أساسية؛ هي: زعزعة الاستقرار والصراع والاغتيال ورفض أي حل يقدمه أحد من ذوي الأصول السنية أو الغربية. والصراع في اليمن بالنسبة للنظام الإيراني يبدو بمثابة حملة أيديولوجية لتوحيد العالم الاٍسلامي تحت حكمه، سوف تعتبر أي محاولات للتوصل إلى سلام مجرد تأجيل في عمليتها.تهريب أسلحة ويقول رفيع زاده إن النظام الإيراني يستخدم العديد من الوسائل عبر البر والبحر والرحلات الجوية التجارية، لتهريب أسلحة، والسفير الإسرائيلي السابق لدى الأمم المتحدة داني دانون، قال إن «فيلق القدس الإيراني يقوم بشحن أسلحة وذخيرة وتكنولوجيا صناعة الصواريخ إلى حزب الله في حقائب ويضعها في طائرات تابعة لشركة ماهان إير .. هذه الطائرات تطير مباشرة إلى لبنان أو دمشق ومن هناك يتم نقل الأسلحة برا إلى حزب الله».ويشير رفيع زادة إلى أن أحد الأهداف الرئيسية للزعماء الإيرانيين يتمثل في تمكين ميليشياتهم ومجموعاتهم الإرهابية في دول أخرى من تصدير ما يسمونه ثورة لأمم أخرى. وفي الواقع، تمثل هذه المهمة جزءا من دستور إيران. والدستور، حسبما تقول ديباجته «يقدم الأساس الضروري لضمان استمرار الثورة في الداخل والخارج».واختتم رفيع زاده تقريره بقوله إن إدارة بايدن تحتاج بشكل تام ونهائي إلى التخلي عن سياستها الاسترضائية تجاه حكام إيران الذين يقودون نظاما تم وصفه أنه أكبر دولة راعية للإرهاب في العالم، ومع ذلك ما زالت الإدارة الأمريكية الحالية تبدو مصممة تماما على تمكينهم.
مشاركة :