محلل أمريكي: إدارة بايدن تلتزم الصمت المطبق إزاء التهديد الإرهابي الذي يشكله حكام إيران

  • 12/22/2021
  • 01:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

واشنطن‭ - (‬د‭ ‬ب‭ ‬ا‭): ‬رغم‭ ‬العقوبات‭ ‬على‭ ‬إيران،‭ ‬التي‭ ‬فرضتها‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬عقب‭ ‬انسحابها‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2018‭ ‬من‭ ‬الاتفاق‭ ‬النووي‭ ‬المبرم‭ ‬عام‭ ‬2015،‭ ‬لكبح‭ ‬انشطتها‭ ‬النووية،‭ ‬ولمنعها‭ ‬من‭ ‬توسيع‭ ‬نفوذها‭ ‬ودعم‭ ‬وكلائها‭ ‬في‭ ‬سورية‭ ‬والعراق‭ ‬ولبنان‭ ‬واليمن،‭ ‬كشفت‭ ‬تقارير‭ ‬أنها‭ ‬تقوم‭ ‬بتهريب‭ ‬الأسلحة‭ ‬لهم،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬نقل‭ ‬شحنات‭ ‬نفطية‭ ‬لدول‭ ‬مثل‭ ‬سوريا‭ ‬وفنزويلا‭. ‬ وفي‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬الشهر‭ ‬الجاري‭ ‬أعلنت‭ ‬وزارة‭ ‬العدل‭ ‬الأمريكية‭ ‬عن‭ ‬المصادرة‭ ‬الناجحة‭ ‬لشحنتين‭ ‬كبيرتين‭ ‬لأسلحة‭ ‬ومنتجات‭ ‬نفطية‭ ‬إيرانية‭ ‬على‭ ‬متن‭ ‬سفن‭ ‬في‭ ‬محيط‭ ‬بحر‭ ‬العرب‭. ‬ ‭ ‬وقال‭ ‬المحلل‭ ‬السياسي‭ ‬الدكتور‭ ‬مجيد‭ ‬رفيع‭ ‬زاده،‭ ‬رئيس‭ ‬المجلس‭ ‬الدولي‭ ‬الأمريكي‭ ‬للشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬نشره‭ ‬‮«‬معهد‭ ‬جيتستون‮»‬‭ ‬الأمريكي،‭ ‬إن‭ ‬تقارير‭ ‬ذكرت‭ ‬أن‭ ‬الأسلحة‭ ‬المصادرة‭ ‬تضمنت‭ ‬أسلحة‭ ‬متقدمة‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬171‭ ‬صاروخا‭ ‬موجها‭ ‬مضادا‭ ‬للدبابات،‭ ‬وثمانية‭ ‬صواريخ‭ ‬سطح‭ ‬جو،‭ ‬ومكونات‭ ‬صواريخ‭ ‬كروز‭ ‬للهجمات‭ ‬البرية،‭ ‬ومكونات‭ ‬صواريخ‭ ‬كروز‭ ‬مضادة‭ ‬للسفن،‭ ‬وأجهزة‭ ‬مزودة‭ ‬بكاميرات‭ ‬حرارية‭ ‬للرؤية‭ ‬الليلية،‭ ‬ومكونات‭ ‬أخرى‭ ‬لصواريخ‭ ‬وطائرات‭ ‬مسيرة‮»‬‭. ‬ ‭ ‬وصادرت‭ ‬البحرية‭ ‬الأمريكية‭ ‬أيضا‭ ‬منتجات‭ ‬بترولية‭ ‬إيرانية‭ ‬من‭ ‬أربع‭ ‬ناقلات‭ ‬ترفع‭ ‬أعلاما‭ ‬أجنبية‭ ‬في‭ ‬بحر‭ ‬العرب‭ ‬أو‭ ‬حوله‭ ‬بينما‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬طريقها‭ ‬إلى‭ ‬فنزويلا‭. ‬وتمثل‭ ‬هذه‭ ‬الإجراءات‭ ‬أكبر‭ ‬عمليات‭ ‬مصادرة‭ ‬على‭ ‬الاطلاق‭ ‬لشحنات‭ ‬وقود‭ ‬وأسلحة‭ ‬من‭ ‬إيران‭ ‬قامت‭ ‬بها‭ ‬الحكومة‭ ‬الأمريكية‭. ‬ وأضاف‭ ‬رفيع‭ ‬زاده،‭ ‬رئيس‭ ‬المجلس‭ ‬الدولي‭ ‬الأمريكي‭ ‬للشرق‭ ‬الأوسط،،‭ ‬أن‭ ‬إدارة‭ ‬الرئيس‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬التزمت‭ ‬الصمت‭ ‬عقب‭ ‬هذه‭ ‬العملية‭ ‬التي‭ ‬تعد‭ ‬أكبر‭ ‬عملية‭ ‬مصادرة‭ ‬لأسلحة‭ ‬ووقود‭ ‬من‭ ‬المجموعات‭ ‬الإرهابية‭ ‬الإيرانية‭ ‬حتى‭ ‬الآن،‭ ‬والحرس‭ ‬الثوري‭ ‬الذي‭ ‬صنفته‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكية‭ ‬كمنظمة‭ ‬إرهابية‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬خطط‭ ‬لهذه‭ ‬الشحنات‭. ‬ ‭ ‬وقال‭ ‬زاده‭ ‬إن‭ ‬الحرس‭ ‬الثوري‭ ‬يشكل‭ ‬أيضا‭ ‬العمود‭ ‬الفقري‭ ‬للمؤسسة‭ ‬الدينية‭ ‬في‭ ‬إيران‭. ‬وللكوادر‭ ‬رفيعة‭ ‬المستوى‭ ‬بالحرس‭ ‬الثوري‭ ‬الإيراني‭ ‬والمرشد‭ ‬الأعلى‭ ‬للثورة‭ ‬الإسلامية‭ ‬علي‭ ‬خامنئي‭ ‬القول‭ ‬الفصل‭ ‬في‭ ‬السياسة‭ ‬الداخلية‭ ‬والخارجية‭ ‬لإيران‭ ‬ودعم‭ ‬الوكلاء‭. ‬ ‭ ‬واصدر‭ ‬مكتب‭ ‬المجلس‭ ‬الوطني‭ ‬للمقاومة‭ ‬الإيرانية،‭ ‬وهو‭ ‬مجموعة‭ ‬معارضة‭ ‬إيرانية،‭ ‬في‭ ‬واشنطن‭ ‬كتابا‭ ‬يقع‭ ‬في‭ ‬175‭ ‬صفحة‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭ ‬‮«‬صعود‭ ‬الإمبراطورية‭ ‬المالية‭ ‬للحرس‭ ‬الثوري‮»‬‭. ‬ويقول‭ ‬الكتاب‭ ‬أن‭ ‬الحرس‭ ‬الثوري‭ ‬الإيراني‭ ‬يسيطر‭ ‬على‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬نصف‭ ‬إجمالي‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬في‭ ‬إيران،‭ ‬ويمتلك‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬مراكز‭ ‬النفوذ‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الرئيسية‭ ‬والأوقاف‭ ‬الدينية‭ ‬مثل‭ ‬مؤسسة‭ ‬العتبة‭ ‬الرضوية‭ ‬المقدسة‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬مشهد‭ ‬شمال‭ ‬شرقي‭ ‬إيران‭. ‬ ‭ ‬وأصدر‭ ‬المجلس‭ ‬الوطني‭ ‬للمقاومة‭ ‬الإيرانية‭ ‬أيضا‭ ‬كتابا‭ ‬مفصلا‭ ‬آخر‭ ‬بشأن‭ ‬15‭ ‬مركزا‭ ‬إيرانيا‭ ‬لتدريب‭ ‬الإرهابيين؛‭ ‬حيث‭ ‬يقدم‭ ‬الحرس‭ ‬الثوري‭ ‬التدريب‭ ‬الإيديولوجي‭ ‬والعسكري‭ ‬والتكتيكي‭ ‬للمجندين‭ ‬الأجانب‭ ‬الذين‭ ‬يتم‭ ‬إرسالهم‭ ‬فيما‭ ‬بعد‭ ‬للقيام‭ ‬بأنشطة‭ ‬إرهابية‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬ومناطق‭ ‬اخرى‭ ‬أبعد‭ ‬منها‭. ‬ ‭ ‬وتعد‭ ‬هذه‭ ‬الشحنات‭ ‬من‭ ‬الأسلحة،‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬طريقها‭ ‬إلى‭ ‬الحوثيين‭ ‬في‭ ‬اليمن،‭ ‬انتهاكا‭ ‬آخر‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬إيران‭ ‬لقرار‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الدولي‭ ‬رقم‭ ‬2140‭. ‬ وتابع‭ ‬رفيع‭ ‬زاده‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬المؤسف‭ ‬أن‭ ‬إدارة‭ ‬بايدن‭ ‬ظلت‭ ‬صامتة،‭ ‬لأنها‭ ‬لا‭ ‬تريد‭ ‬فيما‭ ‬يبدو‭ ‬تقويض‭ ‬احتمال‭ ‬إحياء‭ ‬الاتفاق‭ ‬النووي‭ ‬السيئ‭ ‬والخطير‭ ‬المبرم‭ ‬عام‭ ‬2015،‭ ‬والذي‭ ‬يُعرف‭ ‬بخطة‭ ‬العمل‭ ‬الشاملة‭ ‬المشتركة،‭ ‬وهو‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬ممر‭ ‬للجمهورية‭ ‬الإسلامية‭ ‬الإيرانية‭ ‬لتمتلك‭ ‬ترسانة‭ ‬نووية‭ ‬غير‭ ‬محدودة‭ ‬في‭ ‬غضون‭ ‬بضع‭ ‬سنوات‭. ‬ ‭ ‬ويقول‭ ‬رفيع‭ ‬زاده‭ ‬إن‭ ‬الحوثيين‭ ‬في‭ ‬اليمن‭ ‬محظوظون‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬لوقوف‭ ‬إيران‭ ‬كحليف‭ ‬قوي‭ ‬إلى‭ ‬جانبهم‭ ‬في‭ ‬محاولاتهم‭ ‬لزعزعة‭ ‬الاستقرار‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭. ‬ولن‭ ‬يسمح‭ ‬الداعمون‭ ‬الإيرانيون‭ ‬للحوثيين‭ ‬بأن‭ ‬تنفد‭ ‬ذخيرتهم‭. ‬وتواصل‭ ‬الحكومة‭ ‬الإيرانية‭ ‬الإصرار‭ ‬على‭ ‬تهريب‭ ‬أسلحة‭ ‬وتكنولوجيا‭ ‬غير‭ ‬مشروعة‭ ‬إلى‭ ‬اليمن‭. ‬ ‭ ‬وأشار‭ ‬رفيع‭ ‬زاده‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬جهود‭ ‬إيران‭ ‬لتهريب‭ ‬هذه‭ ‬الأسلحة‭ ‬غير‭ ‬المشروعة‭ ‬إلى‭ ‬ميليشياتها‭ ‬ومجموعاتها‭ ‬الإرهابية‭ ‬توفر‭ ‬رؤية‭ ‬عميقة‭ ‬بالنسبة‭ ‬للتكتيكات‭ ‬الاستراتيجيات‭ ‬طويلة‭ ‬الأمد‭ ‬للوكلاء‭ ‬الذين‭ ‬تدربهم‭ ‬وتسلحهم‭ ‬إيران‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أرجاء‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭. ‬ ‭ ‬وأوضح‭ ‬رفيع‭ ‬زادة‭ ‬أنه‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬خططهم‭ ‬واجندتهم‭ ‬مبنية‭ ‬على‭ ‬أربع‭ ‬ركائز‭ ‬أساسية؛‭ ‬وهي‭ ‬زعزعة‭ ‬الاستقرار‭ ‬والصراع‭ ‬والاغتيال‭ ‬ورفض‭ ‬أي‭ ‬حل‭ ‬يقدمه‭ ‬أحد‭ ‬من‭ ‬ذوي‭ ‬الأصول‭ ‬السنية‭ ‬أو‭ ‬الغربية‭. ‬ويعني‭ ‬الصراع‭ ‬في‭ ‬اليمن‭ ‬بالنسبة‭ ‬للنظام‭ ‬الإيراني‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مجرد‭ ‬الاستهزاء‭ ‬بالدول‭ ‬الخليجية‭ ‬المنافسة‭ ‬لها،‭ ‬فهو‭ ‬على‭ ‬الأرجح،‭ ‬يبدو‭ ‬بمثابة‭ ‬حملة‭ ‬ايديولوجية‭ ‬لتوحيد‭ ‬العالم‭ ‬الاٍسلامي‭ ‬تحت‭ ‬حكمه‭ ‬الإسلامي،‭ ‬سوف‭ ‬تعتبر‭ ‬أي‭ ‬محاولات‭ ‬للتوصل‭ ‬إلى‭ ‬سلام‭ ‬مجرد‭ ‬تأجيل‭ ‬في‭ ‬عمليتها‭.   ‬ويشير‭ ‬رفيع‭ ‬زادة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أحد‭ ‬الأهداف‭ ‬الرئيسية‭ ‬للزعماء‭ ‬الإيرانيين‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬تمكين‭ ‬ميليشياتهم‭ ‬ومجموعاتهم‭ ‬الإرهابية‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬تصدير‭ ‬ثورة‭ ‬الجمهورية‭ ‬الإسلامية‭ ‬لأمم‭ ‬أخرى‭. ‬وفي‭ ‬الواقع،‭ ‬تمثل‭ ‬هذه‭ ‬المهمة‭ ‬جزءا‭ ‬من‭ ‬دستور‭ ‬إيران‭. ‬والدستور،‭ ‬حسبما‭ ‬تقول‭ ‬ديباجته‭ ‬‮«‬يقدم‭ ‬الأساس‭ ‬الضروري‭ ‬لضمان‭ ‬استمرار‭ ‬الثورة‭ ‬في‭ ‬الداخل‭ ‬والخارج‮»‬‭. ‬ واختتم‭ ‬رفيع‭ ‬زاده‭ ‬تقريره‭ ‬بقوله‭ ‬إن‭ ‬إدارة‭ ‬بايدن‭ ‬تحتاج‭ ‬بشكل‭ ‬تام‭ ‬ونهائي‭ ‬إلى‭ ‬التخلي‭ ‬عن‭ ‬سياستها‭ ‬الاسترضائية‭ ‬تجاه‭ ‬حكام‭ ‬إيران‭ ‬الذين‭ ‬يقودون‭ ‬نظاما‭ ‬تم‭ ‬وصفه‭ ‬بأنه‭ ‬أكبر‭ ‬دولة‭ ‬راعية‭ ‬للإرهاب‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬الحالية‭ ‬تبدو‭ ‬مصممة‭ ‬تماما‭ ‬على‭ ‬تمكينهم‭.‬

مشاركة :