«الدرعية».. إشعاع معرفي «يتلألأ» من وسط الجزيرة العربية

  • 12/22/2021
  • 02:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

علامة على تطورات ملموسة ومنجزات خالدة ستتذكرها الأجيال بكل فخر واعتزازالحدث يمثل تدوينا ثقافيا تاريخيا يضرب بجذوره العميقة في أرض الجزيرة العربية«الدرعية» تحاول جمع العرب دائما بالأماكن الأثرية التي تحتضنها في أرضهارؤية واعدةقال أستاذ اللغويات المساعد بقسم اللغة العربية بجامعة الملك عبدالعزيز، عبدالعزيز العماري: الرؤية الواعدة للمملكة جعلت قطاعات الدولة بكافة أشكالها ومستوياتها تعمل جاهدة لتحقيق مستهدفاتها المهمة، والتي يرى فيها المواطن مستقبلا واعدا مليئا بالإنجازات المشرقة، واختيار «الدرعية» عاصمة للثقافة العربية للعام 2030، وهو العام الذي ارتبطت به رؤيتنا الواعدة لمكانتها المشهودة على صعيد الثقافة محليا وإقليميا.عمق تاريخيأما أستاذ التاريخ السعودي بالجامعة الاسلامية د. سعود السلومي، فقال: اختيار الدرعية عاصمة للثقافة العربية يعكس ما بلغته المملكة من نهضة سياسية واقتصادية وفكرية واجتماعية منذ 300 عام تقريبا، ويؤكد اهتمام السعودية بحضارة وعراقة مدنها ومحافظاتها، كما يأتي في ظل ما تشهده المملكة في هذا العهد الزاهر من نهضة إبداعية ونوعية ورؤية طموحة وضعت المواطن والوطن أولا، منها ذلك الاهتمام بالعمق التاريخي للمواطن السعودي وربطه بالماضي وملاحم الكفاح وتوحيد البلاد.تحولات ثقافيةوتحدث أستاذ التاريخ السعودي المشارك بجامعة الطائف د. مترك السبيعي قائلا: لا شك أن اختيار الدرعية عاصمة للثقافة العربية لهذا العام هو تدوين ثقافي تاريخي وحضاري يضرب بجذوره العميقة في أرض الجزيرة العربية، الدرعية منارة تاريخية حضارية وثقافية منذ أقدم العصور، فشهدت تحولات ثقافية عملاقة جعلت منها منارة مهمة للثقافة، فبداية الانطلاقة الأولى للتاريخ السعودي في زمن الدولة السعودية الأولى منذ أن تأسست، وكانت حريصة أشد الحرص على أن تكون عاصمتها «الدرعية» المنارة التي تعيد إلى هذه الأرض المباركة العلم والمعرفة، وتصحح الكثير من الأخطاء التي كانت موجودة، فنجحت الدرعية أن تكون الإشعاع المعرفي العملاق المنطلق من وسط الجزيرة العربية لطلبة العلم والعلماء والمثقفين.أجمل اختيارووصف الشاعر محمد مدخلي اختيار الدرعية عاصمة للثقافة العربية بأنه من أجمل الاختيارات هذا العام، وأضاف: الدرعية تمثل الفن والتراث والآثار، وتمثل السياحة والعروبة الأصيلة التي تزدهر بهذه الثقافات العربية، وتحاول أن تجمع دائما العرب في أحضانها بفضل الأماكن الأثرية التي تحتضنها بين ردهاتها واختيار الدرعية عاصمة للثقافة من أجمل الاختيارات، خاصة مع الازدهار الحضاري والنماء الفكري والتوعوي لهذه العصور المهتمة بثقافة الحرف من قديم الزمان.تطور ثقافيوقال أستاذ التصاميم والفنون (تصميم صناعي) د. عصام عبدالله العسيري: الاهتمام البالغ الذي حظيت به محافظة الدرعية، أثمر تطورا ثقافيا وحضاريا وإنسانيا رفيعا، فللدرعية دور سياسي ووطني محوري في تأسيس المملكة، فهي البذرة الأولى ونواة التشكيل، ويتسم مجتمع الدرعية ونجد عموما بانتشار العدل والعلم والتحديث والتطوير، وتقدير المهارة وتذوق الأدب والشعر الراقي الجميل، ورفعة مكانة المعلمين بين سكان الدرعية وشيوخها منذ القديم.مركز حضاري فيما يرى القاص سلطان العيسى أن الاختيار يعد تتويجا للدور التاريخي والثقافي المحوري الذي تلعبه الدرعية على المستوى الوطني، كونها عاصمة الدولة السعودية الأولى ومنها انبثقت الدعوة والفكر والثقافة الأصيلة، من هذه الركائز كان اهتمام ودعم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد -حفظهما الله- بها، كونها المكان الذي انبثق منه الضوء الأول لهذا البناء الشامخ.معالم أثرية وتحدث الأستاذ في قسم التاريخ والحضارة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية د. فهد بن عبدالعزيز الدامغ، قائلا: الدرعية رمز وطني بارز في تاريخ بلادنا، فهي مدينة عريقة تضرب بجذورها في أعماق التاريخ، وقد بدأ بروزها في المنطقه منذ نحو 6 قرون، ومنذ ذلك التاريخ وهي إحدى القوى السياسية المهمة في المنطقة، ومحطة من محطات قوافل الحجاج والتجار، ثم برزت الدرعية بشكل كبير وقوي عند قيام الدولة السعودية الأولى على يد الإمام محمد بن سعود، فانطلقت فيها ومنها مسيرة الإصلاح وتوحيد البلاد الكبرى بعد حقبة طويلة من التفكك والانقسام وفقدان الأمن والأمان، وبهذا شكلت الدرعية منعطفا إيجابيا مهما في تاريخ الجزيرة العربية، فوحدت معظم أجزائها، ونشرت الأمن والأمان والاستقرار والعدل والعقيدة الصحيحة في ربوعها .أبدى عدد من المثقفين سعادتهم لإعلان المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «الألكسو»، اختيار «الدرعية» عاصمة للثقافة العربية لعام 2030، وأشادوا بالقرار الذي تستحقه الدرعية نظرا لمكانتها المشهودة على صعيد الثقافة محليا وإقليميا، وما تمتلكه من تاريخ يحوي إرثا حضاريا لا يزال مؤثرا حتى اليوم، وسيظل مؤثرا في مستقبل الأجيال القادمة، ووصفوا الدرعية بأنها منارة تاريخية حضارية وثقافية منذ أقدم العصور، إذ شهدت تحولات ثقافية عملاقة جعلت منها إشعاعا معرفيا عملاقا منطلقا من وسط الجزيرة العربية.

مشاركة :