بيت لحم – الوكالات: مع تسارع تفشي المتحور أوميكرون، ألقى وباء كوفيد-19 بظله على مليارات الأشخاص الذين تطلعوا أمس للاحتفال بعيد الميلاد وسط قيود وتحذيرات. ففي بيت لحم بالضفة الغربية المحتلة، يبدي أصحاب الفنادق خيبة أملهم بعدما كانوا ينتظرون تدفق السياح والزوار. فبعد قضاء العيد العام الماضي في ظل إغلاق تام، عادت إسرائيل وأغلقت حدودها هذه السنة أيضا. وبدأت فرق الكشافة عند التاسعة مسيراتها التقليدية في البلدة القديمة، فأضفت أصوات الطبول والمزامير بعضا من البهجة في محيط كنيسة المهد حيث ولد الطفل يسوع وفق المعتقدات المسيحية. وفي الساحة حيث ترتفع شجرة ميلادية ضخمة، يلتقط عدد ضئيل من المارة من فلسطينيين وأجانب مقيمين في إسرائيل أو في الضفة الغربية صورا للموكب بواسطة هواتفهم النقالة. وفي الفاتيكان، حضر الآلاف قداس عيد الميلاد التقليدي الذي أحياه البابا فرنسيس أمس في كاتدرائية القديس بطرس في روما، بالمقارنة بـ200 شخص فقط العام الماضي. في أماكن أخرى من العالم يؤثر ارتفاع عدد الإصابات بكوفيد-19 على خطط الاحتفالات. لكن التجمعات باتت أكثر سلاسة من العام الماضي بشكل عام وإن كانت هولندا فرضت قيودا وألغى برودواي عروض عيد الميلاد، وأعادت إسبانيا واليونان فرض وضع الكمامات في الخارج. وتنقل ملايين الأمريكيين داخل الولايات المتحدة، حتى لو أن موجة أوميكرون تخطت الحد الأقصى لتفشي المتحور دلتا من قبل لتبلغ 171 ألف إصابة يومية في المعدل على مدى أسبوع، وأن المستشفيات تكتظّ بالمرضى. غير أن السفر كان معقدا للعديد من الأمريكيين، بعدما أعلنت شركة الطيران الكبرى للرحلات الداخلية «يونايتد« إلغاء 120 رحلة بسبب الإصابات في صفوف طواقمها. وأعلن البيت الأبيض أنه سيتم رفع قيود السفر عن ثماني دول إفريقية في 31 ديسمبر. من جهته، مدد المغرب حتى نهاية يناير إغلاق حدوده الجوية المطبق منذ 29 نوفمبر. وفي أستراليا، سمح باستئناف السفر داخليا لأول مرة منذ بدء تفشي الوباء، ما يحيي أجواء الاحتفالات بالرغم من تسجيل البلد حصيلة قياسية من الإصابات. وفي بريطانيا، أعلن رئيس الوزراء بوريس جونسون أن شهادة تلقيح ستكون أجمل هدية تحت شجرة عيد الميلاد. وصرح «رغم أن الوقت المتاح لشراء الهدايا بات معدودا نظريا، هناك شيء رائع يمكن إهداؤه لعائلتكم وللبلاد برمتها، وهو تلقي هذه الجرعة، سواء كانت الأولى لكم أو الثانية، أو الجرعة المعززة، حتى تكون احتفالات العام المقبل أفضل من هذه السنة». في فرنسا بلغ عدد الفحوص التي أجراها الفرنسيون قبل لقاء أحبائهم في عيد الميلاد رقما قياسيا تجاوز 6.2 ملايين الأسبوع الماضي. كما سجل رقم قياسي آخر في فرنسا يتعلق بعدد الإصابات المؤكدة الذي بلغ 91 ألفا و608 الخميس. وأدى الوباء إلى وفاة 5.385.564 شخصًا في العالم على الأقل منذ نهاية 2019. حسب أرقام جمعتها وكالة فرانس برس من مصادر رسمية أمس. وفي موسكو، طلب الرئيس فلاديمير بوتين من «ديد موروز» أو «جدّ الصقيع»، أي سانتا كلوز الروسي، أن يساعد روسيا على تحقيق مشاريعها، وذلك في ظل التوتر المخيم مع الدول الغربية حول مسألة أوكرانيا. وقال بوتين «آمل ألا يكتفي بإعطائنا هدايا، بل أن يحقق مشاريع البلد وكل مواطن»، شاكرا «ديد موروز» لمساعدته على أن يكون رئيسا. وفيما كان الناس يأملون في استعادة حرياتهم بفضل اللقاحات، جاء تفشي المتحور أوميكرون الشديدة العدوى ليلقي بظله على أجواء الأعياد هذه السنة.
مشاركة :